فاز السياسي التونسي المخضرم الباجي قائد السبسي بأول انتخابات رئاسية حرة في تونس بنسبة 55,68 في المئة مقابل 44,32 في المئة لمنافسه الرئيس الحالي المنصف المرزوقي حسبما أظهرت النتائج الرسمية اليوم الاثنين . وتمثل الانتخابات الخطوة الأخيرة في انتقال تونس إلى الديمقراطية بعد انتفاضة أطاحت بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في 2011 . والسبسي مسؤول سابق في إدارة بن علي التي كان يسيطر عليها حزب واحد لكنه طرح نفسه على أنه تكنوقراط واستفاد حزبه نداء تونس من رد الفعل ضد الحكومة التي تولت السلطة في البلاد عقب الانتفاضة والتي حملها كثير من الناخبين المسؤولية عن الاضطراب بعد 2011. وبعد إقرار دستور جديد وانتخاب برلمان كامل في أكتوبر الماضي أشيد بتونس بوصفها مثالا للتغيير الديمقراطي في المنطقة. وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس النتائج الأولية الرسمية للدور الثاني للانتخابات الرئاسية 2014، خلال مؤتمر صحفي بثه التلفزيون الرسمي. واعلن رئيس الهيئة شفيق صرصار ان قائد السبسي حصل على اكثر من 1,7 مليون صوت في الدورة الثانية مقابل اكثر من 1,3 مليون (44,32 بالمئة من الاصوات) لخصمه الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي. وحدد الدستور الجديد في باب "السلطة التنفيذية" والقسم الأول منه المتعلق ب-"رئيس الجمهورية" الصلاحيات التي يختص بها رئيس الجمهورية ونص الدستور على أن "رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدتها يضمن استقلالها و استمراريتها ويسهر على احترام الدستور ". وحسب الدستور التونسي الجديد، يُنتخب رئيس الجمهورية لمدة 5 أعوام انتخابا مباشرا سريا ونزيها ولا يجوز توليه المنصب لأكثر من دورتين كاملتين متصلتين أو منفصلتين. ومن صلاحيات الرئيس في تونس تمثيل الدولة وضبط السياسات العامة في مجالات الدفاع والعلاقات الخارجية والأمن القومي المتعلق بحماية الدولة والتراب الوطني من التهديدات الداخلية والخارجية وذلك بعد استشارة رئيس الحكومة. ويتولى حل مجلس نواب الشعب في الحالات التي ينص عليها الدستور ولا يجوز حل المجلس خلال الأشهر الستة التي تلي نيل أول حكومة ثقة المجلس بعد الإنتخابات التشريعية أو خلال الأشهر الستة الأخيرة من المدة الرئاسية أو المدة النيابية. ويترأس مجلس الأمن القومي ويدعى إليه رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب. كما يترأس القيادة العليا للقوات المسحلة، ويتولى رئيس الجمهورية في تونس إعلان الحرب وإبرام السلم بعد موافقة مجلس نواب الشعب بأغلبية ثلاثة أخماس أعضائه وإرسال قوات إلى الخارج بموافقة رئيس مجلس نواب الشعب والحكومة، وله صلاحية اتخاذ التدابير التي تحتمها الحالة الإستثنائية، وصلاحية المصادقة على المعاهدات والإذن بنشرها، وإسناد الأوسمة والعفو الخاص. وبإجراء الدور الثاني للانتخابات الرئاسية، تكون الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد أنجزت ما تنص عليه الأحكام الانتقالية لدستور 26 يناير 2014 بإنجاز انتخابات تشريعية ورئاسية قبل انتهاء سنة 2014 لتعلن بالتالي استكمال المسار الانتقالي بانتخاب أول رئيس و أول برلمان بعد 14 يناير 2011. يذكر أنه بعد الإعلان عن النتائج الأولية، يفتح باب الطعون لدى المحكمة الإدارية وتتواصل مدة التقاضي 20 يوما على أقصى تقدير، يتم إثرها الإعلان عن النتائج النهائية. إلى ذلك، استخدمت الشرطة التونسية اليوم الاثنين قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين حاولوا مهاجمة مركز للأمن في مدينة الحامة التابعة لمحافظة قابس، (جنوب) والتي تشهد منذ أمس احتجاجات على اعلان حزب "نداء تونس" فوز مرشحه الباجي قائد السبسي على الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية. وقال محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ان "ما بين 300 و400 شخص أشعلوا العجلات المطاطية في الطرقات وحاول بعضهم مهاجمة مركز الامن في الحامة بالحجارة فأبعدتهم قوات الامن باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع".. مضيفا ان "بعض عناصر الامن أصيبوا جراء تعرضهم للرشق بالحجارة.