يشارف العام 2014 الجاري على نهايته،فيما لا يزل تفشي مرض فيروس "ايبولا" يمثل شبحا مخيما على العالم وسط تنامي المخاوف من استمراره ومهددا بالمزيد من المخاطر خلال العام المقبل 2015 في ظل عدم التوصل لعلاج يقضي علي الفيروس مع ارتفاع ضحاياه الى 7693 شخصا . وقد أعلنت منظمة الصحة في آخر تقرير صادر عنها الجمعة ، أن عدد الوفيات الناتجة عن فيروس إيبولا في غرب إفريقيا ارتفع إلى 7693 من أصل 19695 إصابة. وقضى الفيروس بالإجمال على ما لا يقل عن 7708 شخص في العالم بينما سجل في سيراليون أكبر عدد من الإصابات فبتاريخ 24 ديسمبر أعلن عن 9203 إصابة و2655 وفاة، أما في ليبيريا فقد وصل عدد الحالات إلى 7862 بينها 3384 حالة وفاة في ال 20 من ديسمبر. وبقيت غينيا، منبع انطلاق عدوى حمى ايبولا قبل عام، الأقل تضررا من حيث الإصابات والوفيات حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية عن إصابة 2630 ووفاة 1654. ومع اقتراب مرور عام على أسوأ انتشار لفيروس ايبولا، سجل الأطباء علامات مشجعة على طريق الحد من خطورة المرض، إذ أن نحو 70 % من المرضى في مركز طبي في سيراليون، البلد الأكثر تضررا، تعافوا من المرض. في حين انخفض معدل الوفيات بسبب الإصابة بإيبولا، رغم عدم وجود لقاح أو دواء محدد لمكافحة الفيروس. وبدأ ظهور الفيروس في ديسمبر الماضي في غينيا، غربي إفريقيا، لكن لم يتم التعرف عليه حتى الربيع الماضي، عندها كان المرض تسبب في 7500 حالة وفاة من أصل 20 ألف إصابة، معظمها في ليبيرياوغينيا وسيراليون، حسب تقديرات لمنظمة الصحة العالمية. وفي تقرير نشر على موقع مجلة انجلترا الطبية الجديدة "نيو إنغلاند أوف ميديسن" ، قالت الطبيبة كاترين جاكوبسن من جامعة جورج ماسون في ولاية فيرجينيا الأميركية، وأطباء آخرون، إن 581 مريض بإيبولا نقلوا إلى مركز لعلاج المرض قرب فريتاون عاصمة سيراليون في سبتمبر الماضي. وتم إعطاء المرض مضادات حيوية وأودية لعلاج الملاريا وأيبوبروفين المسكن للآلام ومضاد الالتهابات، علاوة على بعض المغذيات الوريدية والأدوية المضادة للغثيان، وكانت النتيجة وفاة 31 % فقط من المرضى، من بينهم 38 مريضا توفوا فور وصولهم قبل خضوعهم للعلاج. وبحساب نسبة الوفيات منذ 5 نوفمبر في المركز ذاته، كان عدد الضحايا أقل من 24 %. وتشير النسب الجديدة إلى "تفاؤل حذر" بشأن تأثير العناية الطبية على نسب الناجين، حسب الطبيب دانيل بوش من جامعة تولان بولاية لويزيانا، أحد معدي تقرير "نيو إنغلاند أوف ميديسن"، لكن هذا "لا يعني التوصل إلى علاج محدد للمرض". فيما أفادت منظمة "جوبيليه الأميركية" غير الحكومية الجمعة، أن الفساد والتهرب الضريبي والديون تحرم الدول الإفريقية الأكثر معاناة من وباء إيبولا من 1.4 مليار دولار سنويا. وكتبت المنظمة، التي تنشط في مكافحة الفقر، أنه خلال السنوات العشر الماضية خسرت كل من سيراليون وليبيرياوغينيا سنويا ما مجموعه 1.3 مليار دولار بسبب التهرب الضريبي والفساد اللذين ينهكان ميزانيات هذه الدول. كما تم تخصيص نحو 100 مليون دولار في المتوسط كل سنة في هذه الدول الثلاث لتسديد الديون، خصوصا لكبار الدائنين مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، على حساب الاستثمار في القطاع الصحي، وفق بيان المنظمة. وأوضحت المنظمة أن غينيا على سبيل المثال خصصت، في عام 2012، مبالغ أكبر لخدمة ديونها من الإنفاق على الخدمات الصحية العامة. وقال المدير التنفيذي للمنظمة، إريك لوكونت، وفق البيان "الدين والفساد والتهرب الضريبي، هذا ما يسبب الموت في غرب إفريقيا. كان هناك ما يكفي من المال لاحتواء إيبولا وإنقاذ الناس من أمراض يمكن تفاديها". وجهت ليبيريا وسيراليون وغينيا نداء للأسرة الدولية للمساعدة على احتواء المرض الذي تسبب في وفاة نحو 7700 شخص. وقالت منظمة جوبيليه إن تخفيف الدين ومكافحة التهرب الضريبي يكفيان وحدهما لتمكين هذه البلدان من الاستثمار على المدى البعيد في الخدمات الصحية والتنمية. ودعت الولاياتالمتحدة أخيرا صندوق النقد الدولي إلى إلغاء قسم من ديون البلدان الثلاثة، التي تصل إلى نصف مليار دولار. ومن ناحية أخرى، أعلنت شركة "بيوكريست فارماسيوتيكال"، الأميركية لصناعة الأدوية، أن تجارب لعقار جديد أجريت على قردة الريسس، أثبتت "دلائل مهمة" على فعاليته في علاج مرض ايبولا. وقال مدير الخدمات الطبية في الشركة وليام شريدان، إن الشركة ستكمل تجاربها السريرية على متطوعين أصحاء، من أجل تطوير هذا الدواء المضاد للفيروس. فيما وافقت الصين على استخدام لقاح تجريبي محلي ضد وباء ايبولا في التجارب السريرية، بحسب وحدة الدعم اللوجستي التابعة لجيش التحرير الشعبي، غير أنه لم يعرف متى ستبدأ التجارب على هذا اللقاح. وذكر الاعلام الصيني " إن الأكاديمية العسكرية للعلوم الطبية هي التي تطور اللقاح الصيني التجريبي." مشيرا إلى أن الأكاديمية هي وحدة أبحاث عسكرية، تشارك أيضاً في تطوير عقار لعلاج المرض، الذي يتسابق العلماء حول العالم لتطوير لقاحات له. وحددت وسائل إعلام صينية محلية موعد إجراء التجارب على اللقاح في وقت لاحق من الشهر الجاري.. مضيفة "يأتي هذا بعد لقاحات أميركية وكندية، ليصبح ثالث لقاح ضد إيبولا يستخدم في التجارب الإكلينيكية". وكانت مستشفيات جامعة جنيف أعلنت هذا الشهر وقف اختبار لقاح فيروس إيبولا لعدة أسابيع في سويسرا بعدما عانى عدد قليل من المشاركين في الاختبار من أعراض بما في ذلك ألم طفيف. ويجري مركز لقاح المستشفيات تجربة سريرية للقاح ( في إس في - زد إي بي أو في) ، والذي تم تطويره من قبل معامل الحكومة الكندية وتم منح الشركتين الأمريكيتين ميرك و نيولينك تراخيص بتصنيعهK ومن بين المشاركين في الاختبار البالغ عددهم 59، شعر أربعة منهم بألام مشتركة خفيفة في الأيدي والأقدام. من جهة أخرى طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من الكونغرس أكثر من ستة مليارات دولار عاجلا من أجل التصدي للفيروس وإدارة المخاطر في الولاياتالمتحدة، بحسب ما أعلن مسؤول في البيت الأبيض الشهر الماضي. وقال مسؤول في مكتب إدارة الميزانية الأميركية إن رد الولاياتالمتحدة هو «تعزيز أنظمتنا القومية للصحة العامة واحتواء وتقليص المرض في غرب أفريقيا وتسريع الجهود الهادفة إلى اكتشاف لقاحات واختبارها"، معتبراً أن "هذه النشاطات حاسمة من أجل التصدي لانتشار الوباء وتقليص إمكانية انتشار أمراض سارية مستقبلاً، يمكن أن تسلك أيضاً طريقاً مدمراً وتكون مكلفة". ويعتبر فيروس ايبولا مرض خطير ويكون قاتلاً عادة و لا يوجد له علاجات أو لقاحات مرخصة. لكن التهديد الذي يشكله بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في بلدان خارج أفريقيا لا يزال ضئيلاً جداً. ويعاني الشخص المصاب بفيروس ايبولا عادة من الحمى والصداع وألم في المفاصل والعضلات والتهاب الحلق وضعف شديد في العضلات وتبدأ هذه الأعراض فجأةً، في مدة ما بين 2 و 21 يوماً بعد الإصابة، ولكنها تظهر عادة بعد 5-7 أيام. وتحذر منظمة الصحة العالمية من أنه عند الشعور بتوعك مع ظهور الأعراض السابقة خلال 21 يوم من عودتك من غينيا أو ليبيريا أو سيراليون، عليك البقاء في المنزل والاتصال بطبيبك أو المستشفى المحلي على الفور وأن تشرح لهم أنك قمت مؤخراً بزيارة إلى غرب أفريقيا. ولا يغدو الشخص المصاب بإيبولا معدياً إلى ما قبل فترة وجيزة من ظهور الأعراض. ثم يتطور المرض بسرعة كبيرة. مما يعني أن الشخص المعدي لا يتجول في الأرجاء ناشراً المرض لفترة طويلة. ويستغرق ظهور الأعراض عادةً فترة 5-7 أيام بعد الإصابة، لذا فإن هناك متسعاً من الوقت يكفي لتمييز الأشخاص الذين ربما تعرضوا للفيروس. يجب وضعهم تحت المراقبة وإذا ظهرت الأعراض، يجب وضعهم في الحجر الصحي.