أكد وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور فؤاد عمر ابن الشيخ أبو بكر على ضرورة تربية الناشئة على أخلاق القرآن الكريم كدستور ومرجعية للأمة للخروج مما هي فيه الآن. ودعا وزير الأوقاف والإرشاد في افتتاح ورشة العمل التي بدأت، اليوم، بصنعاء تحت شعار "من أجل مجتمع قرآني تسوده المحبة والمودة" والخاصة بدور المؤسسات القرآنية في تربية الناشئة على الوسطية والاعتدال، إلى تعزيز أواصر المحبة والسلام والطمأنينة بين أفراد المجتمع تجسيدا للقيم القرآنية السامية. وقال إن "القرآن الكريم دستور متكامل اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وكلما ابتعدت الأمة عن منهجه أصيبت بكثير من التفسخ والتفكك والشتات"، لافتا إلى أن "سوء الأخلاق والتربية الموجودة اليوم ناتجة عن سوء الفهم لكتاب الله عز وجل والتي أدت إلى تجاوز الخطوط التي وضعها الرسول صلى الله عليه وسلم". وأضاف "لانريد من يفسر القرآن الكريم على هواه وحسب توجهات حزبه وطائفته". وأشار إلى أن مثل هذه الورش تدل على اهتمام الوزارة بكتاب الله الكريم وتنشئة الأجيال تنشئة صالحة نابعة من القيم الربانية والأخلاق المحمدية ولذلك كان جل اهتمامها أن جعلت لذلك قطاعا خاصا بالقرآن الكريم وتعليمه. وخاطب المشاركين في الورشة من قطاع التحفيظ والمؤسسات القرآنية والعاملين فيها "نشد على أيديكم أن تجسدوا الصورة الحقيقية لكتاب الله الكريم سلوكا بين الناس وتجعلوا من وصف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم "كان خلقه القرآن"، "وكان قرآنا يمشي بين الناس" تجعلون منه نبراسا تهتدون به وتحثون الناس عليه وترغبونهم فيه فالأمة أمانة في أعناقهم والناشئة مسؤوليتكم التي ستسألون عنها أمام الله عز وجل". ونوه وزير الأوقاف والإرشاد إلى ماتواجهه الحكومة والبلاد بشكل عام من صعوبات جمة وتحديات كبيرة في طريق الخروج من هذه المنعطفات، داعيا إلى تضافر الجهود وتشابك الأيدي وقال "إذا لم نكن يدا واحدة فسيكون مصيرنا مصير الدول المتناحرة والنفق المظلم الذي وصلوا إليه اليوم ، فجميعنا في سفينة واحدة إذا نجت نجونا جميعا وإذا غرقت سنغرق جميعا". من جانبه أوضح وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد لقطاع التحفيظ الشيخ حسن الشيخ أن مهمة القائمين على القطاع والمؤسسات القرآنية إعداد الناشئين إعدادا سليما كي ينطلقوا إلى الحياة متسلحين بالقرآن الكريم تلاوة وأخلاقا وتعليما ومنهج حياة. وقال "القرآن الكريم هو قاسمنا المشترك ودستورنا ومنهاج حياتنا وليس منهج خاص بجهة ولا بفئة ولا بمذهب"، لافتا إلى أنه "نزل ليخاطب عقولنا ويحرك عواطفنا ويستنهض جوارحنا لإصلاح الأمة والمجتمع بعيدا عن المؤثرات السلبية التي أثرت على عقول كثير من الناس". وأضاف "نريد أن يكون القرآن الكريم هو الرابطة المتينة الذي يوحد صفوفنا ويجمع شملنا، إن أمة شرفها الله تعالى بالقرآن الكريم لا يمكن أن تخرج عن السبيل طالما تمسكت به منهاج حياة ". وشدد وكيل قطاع التحفيظ على ضرورة أن تربي مدارس القرآن الكريم والمؤسسات والأربطة والحلقات القرآنية الناشئة على أخلاق القرآن الكريم حتى نقي أنفسنا ومجتمعنا من الفتن والآفات النازلة على الأمة اليوم، داعيا ولاة الأمور على الدفع بأبنائهم إلى حلقات القرآن الكريم من أجل أن يغرس فيهم الأخلاق القرآنية بعيدا عن الغلو والتطرف. وأفاد أن إقامة مثل هذه الأنشطة والفعاليات تعمل على توطيد الصلة بين الناشئة والمعلمين والمؤسسات القرآنية وقطاع تحفيظ القرآن الكريم في الوزارة للإهتمام بالتربية السليمة للأجيال. وتهدف الورشة التي تستمر خمسة أيام ويشارك فيها 100 مشارك من قطاع تحفيظ القرآن الكريم بوزارة الأوقاف والإرشاد والقائمين على المؤسسات القرآنية والعاملين فيها إلى تنمية مهارات وقدرات القائمين على هذه المؤسسات والارتقاء بمستوى التربية والتعليم القرآني للناشئين ورفع مستوى الإتقان والتميز في الأداء وإطلاعهم على الإشكاليات والعوائق في الميدان وواقع التعليم القرآني، ووسائل علاجها والحد من آثارها السلبية على الناشئين ، وكذا توجيه القائمين على هذه المؤسسات وتأهليهم وتبادل الخبرات بين مختلف المؤسسات في الجمهورية لتحسين مخرجاتها القرآنية علميا وتربوياً. حضر إفتتاح الورشة نائب وزير الأوقاف والإرشاد عبداللطيف عبدالرحيم، ووكيل قطاع الحج والعمرة محمد الأشول، ووكيل قطاع الإستثمار نجيب العجي، وعدد من المسؤولين في الوزارة.