تجري إيران والقوى العالمية الست منذ أكثر من عام مفاوضات نووية سعيا للتوصل إلى اتفاق شامل حول الملف النووي الإيراني يضع حدا لهذه الأزمة، في حين يأمل الطرفان بشكل مستمر في امكانية التوصل الى اتفاق في القضية النووية الإيرانية. ويرى مسؤولون إيرانيون كبار أن امكانية التوصل الى اتفاق بهذا الخصوص يتأتى فيما لو أدرج موضوعان لنص الاتفاق النهائي هما سلمية برنامج ايران النووي والغاء الحظر بشكل كامل. والجمعة شدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف على ضرورة التوصل إلى اتفاق سياسي حول البرنامج النووي الإيراني "بحلول نهاية مارس" المقبل. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية في ختام لقاء بين وزيري خارجية البلدين دام ساعتين في ميونخ إن كيري كرر الإعراب عن الأمل بالتقدم نحو حل سياسي بحلول نهاية مارس. وأضاف هذا المسؤول في الوقت الذي تشهد فيه هذه المفاوضات تعثرا "لقد اتفقنا على إبقاء اتصالاتنا قائمة وسنسعى للالتقاء مجددا قريبا". وتأمل القوى العالمية الست( الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا بالإضافة الى ألمانيا) التوصل إلى اتفاق سياسي قبل الحادي والثلاثين من مارس على أمل التوصل إلى اتفاق شامل يتضمن كل الجوانب التقنية بحلول الثلاثين من يونيو حدا أقصى. والتقى كيري وظريف مرارا خلال الأشهر القليلة الماضية كما تتواصل المفاوضات بين الطرفين على مستوى الخبراء. وألقى وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي كلمة أمام مؤتمر الأمن في ميونيخ اعتبر فيها أن هناك "فرصة كبيرة لحل المسألة النووية الإيرانية". وأضاف أن "الصين مستعدة لتعزيز اتصالها وتعاونها مع الطرفين من أجل التوصل سريعا إلى اتفاق متوازن وشامل". ويبقى موضوع إجراءات الحظر والعقوبات المفروضة على إيران عقبة أمام المفاوضات في نظر المفاوضين الايرانيين إذ يرون بأن هذه الاجراءات لا تفيد في حل قضية البرنامج النووي الايراني. وجاء في تصريح لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان اجراءات الحظر لا تفيد في حل القضية. وشدد الوزير ظريف خلال المؤتمر الصحفي المشترك الثلاثاء مع نظيره الارميني ادوارد نعلبنديان في يريفان، وفق ما افادت وكالة فارس على سلمية البرنامج النووي الإيران، واضاف، ان اجراءات الحظر لن تفيد في حل القضية النووية الايرانية وعلى الطرف الاخر ان يعلم بانه لا يمكن الوصول الى حل بأداة الضغط. واعرب وزير الخارجية الايراني عن امله بوصول المفاوضات النووية الى حل للقضية وقال: اقتربنا الى حل في الوقت الحاضر، مشيراً الى ان طريق الحل هذا يخدم مصلحة الجميع. وقد أجرى خبراء من الوفدين الايراني والاميرکي اجتماعات في مدينة زوريخ السويسرية في نهاية الشهر الماضي بعد اجتماع عقد بين مساعدي وزير الخارجية الايرانية ومساعدة وزير الخارجية الاميرکي ويندي شيرمن. وشارك في هذه المفاوضات التي استمر يومين، عن الجانب الايراني مساعد وزير الخارجية الايراني في الشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي ، ومساعد الخارجية لشؤون اوروبا واميرکا مجيد تخت روانجي ، ومدير عام وزارة الخارجية الايرانية في الشؤون السياسية والامن الدولي حميد بعيدي نجاد. والشهر الماضي التقي ظريف نظيره الامريكي جون كيري على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا . وكان هذا اللقاء هو الخامس بين الرجلين خلال أيام قليلة ماضية، من اجل الدفع بالمباحثات النووية و توجيه الوفد الايراني النووي المفاوض . واعتبر المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست الذي اعلن الخبر، ان فرص التوصل الى اتفاق مع طهران حول برنامجها النووي تصل في احسن الاحوال الى خمسين في المئة ،مؤكدا ان المحادثات ستتطلب وقتا طويلا للتوصل الى الهدف . ويدفع عدد كبير من نواب الكونغرس الى تبني قانون يفرض حظرا جديدا ضد ايران الا ان الرئيس باراك اوباما يعارض ذلك.