توصل زعماء روسيا وفرنسا والمانيا واوكرانيا اليوم الخميس في العاصمة البيلاروسية مينسك الى اتفاق لانهاء الأزمة التي تشهدها اوكرانيا منذ العام 2013م، بالتوصل الى اتفاق من 13 بنداً تحدد مسار إنهاء الازمة والتي تسببت في سقوط مئات القتلى والاف الجرحى وهددت بتفكيك البلاد . وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند بعد نحو 16 ساعة من المحادثات والتي ضمت الرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل، التوصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار بداية من 15 فبراير الجاري وسحب المقاتلين والأسلحة الثقيلة وإقامة شريط عازل . وأكد الزعماء في القمة والتي سميت ب (قمة النورماندي) الرباعية على احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها وقناعتها بعدم وجود بديل عن الحل السلمي للنزاع في شرق أوكرانيا. وجاء التوصل الى الاتفاق بعد مشاورات انضم اليها لاحقاً ممثلين عن منطقتي دانيتسك ولوغانسك شرق أوكرانيا والتي شكلت محور النزاع بين سكان المنطقتين والحكومة الاوكرانية وأعرب زعماء روسياوأوكرانيا وفرنسا وألمانيا في بيان ختامي صادر عن القمة عن تأييد الجهود الرامية إلى ضمان تنفيذ اتفاقية (مينسك) الموقعة في سبتمبر عام 2014م .. مؤكدين أهمية تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي وروسياوأوكرانيا لتسوية النزاع في أوكرانيا. وتضمن اتفاق إحلال السلام في اوكرانيا والذي نشره الكرملين في موقعه على شبكة الانترنت عقب اعلانه 13 بنداً، ابرزها البدء بوقف فوري وشامل لإطلاق النار في منطقتي دونويسك ولوغستك شرق اوكرانيا بدءً من الساعة صفر ليوم 15 فبراير الجاري، والتقيد بذلك بشكل صارم . وشمل الاتفاق سحب الجيش الاوكراني وقوات المنطقتين للاسلحة الثقيلة مسافة متساوية بهدف اقامة منطقة أمنية عرضها 50 كلم بالنسبة للمدافع عيار 100 ملم واكثر ، و70 كم لراجمات الصواريخ من خط التماس الحالي بالنسبة للخطوط الاوكرانية ومن خط الفصل الذي حدد في سبتمبر الماضي بالبنسبة لقوات دنباس. وشدد اتفاق السلام على وجوب سحب الاسلحة المذكوره خلال يومين من بدء الوقف الفوري لاطلاق النار والانتهاء من ذلك خلال مدة 14 يوماً. اضافة الى سحب جميع التشكيلات الأجنبية المسلحة والأسلحة الثقيلة وكذلك المرتزقة من الأراضي الأوكرانية تحت مراقبة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ونزع تسليح جميع المجموعات غير القانونية. كما أكد على تأمين مراقبة فعالة لسير تنفيذ وقف اطلاق النار وسحب الاسلحة الثقيلة من جهة منظمة الامن والتعاون الدولي في اوروبا من اليوم الاول للانسحاب، اضافة الى تأمين وصول ونقل وحفظ وتوزيع المساعدات الإنسانية للمحتاجين وفق الأنظمة الدولية. وتضمن الاتفاق البدء في اطلاق حوار بعد اليوم الاول من الانسحاب حول شكل اجراء الانتخابات المحلية وفق الدستور الاوكراني وقانون نظام الحكم الذاتي المؤقت في مناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك وكذلك حول النظام المستقبلي لهذه المناطق وفق القانون المذكور. ودعا الى تأمين تنفيذ العفو العام عبر بدء العمل بقانون منع ملاحقة ومعاقبة الأشخاص المرتبطين بالأحداث في منطقتي دونيتسك ولوغانسك. وأوجب اتفاق إحلال السلام في اوكرانيا إطلاق سراح وتبادل كافة الأسرى والموقوفين وفق مبدأ (الجميع مقابل الجميع) .. محدداً الانتهاء من هذه العملية خلال 5 أيام على الأكثر بعد سحب القوات. ودعا الى تحديد اشكال الاستئناف الكامل للاتصالات الاجتماعية الاقتصادية بما فيها التحويلات الاجتماعية مثل رواتب التقاعد وغيرها. كما أكد على إستعادة الحكومة الأوكرانية سيطرتها الكاملة على حدود الدولة في جميع مناطق النزاع بحيث تبدأ هذه العملية في اليوم الأول من الانتخابات المحلية وتنتهي بعد تسوية سياسية شاملة. ونص اتفاق مينسك على إجراء إصلاح دستورى في اوكرانيا مع بدء سريان الدستور الجديد حتى نهاية العام 2015م والذي يفترض اللامركزية بالإضافة إلى سن تشريعات دائمة حول الصفة الخاصة لمناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك حتى نهاية العام 2015م. وأكد على قانون "النظام المؤقت للحكم المحلي الذاتي في المناطق المحددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك" والتباحث والاتفاق على المسائل الخاصة بالانتخابات المحلية مع ممثلي المناطق المحددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك في إطار مجموعة الاتصال الثلاثية وإجراء الانتخابات مع التقيد بمعايير منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وحث اتفاق السلام في اوكرانيا على تكثيف عمل مجموعة الاتصال الثلاثية من خلال إنشاء مجموعات عمل لتنفيذ البنود الخاصة بتسوية مينسك . ويأتي التوصل الى هذا الاتفاق فيما أشادت العديد من الدول الاوروبية الى جانب الولاياتالمتحدة والتي وصف البيت الابيض في بيان له التوصل إلى الاتفاق بأنه قد يكون "خطوة هامة في طريق إحلال السلام" في جنوب شرق أوكرانيا. فيما وصف رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي من بروكسل نتائج القمة ب "الممتازة" وقال ان نتائج المفاوضات تعطينا سبباً لنعتقد أنها ممتازة". من جهته أعلن رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز ترحيبه باتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا الموقع في مينسك .. مؤكداً بإن المطلوب الآن من الأطراف جميعها الالتزام به "وتحويل الأقوال إلى أفعال". وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إن نتائج محادثات مينسك تعطي الأمل بحل الصراع في أوكرانيا. كما عبر الأمين العام للمجلس الأوروبي ثوربيورن ياغلاند عن تفاؤله بالنتائج التي ظهرت بانتهاء مفاوضات (رباعية النورماندي) . وفيما قال ان "هناك الكثير يجب عمله" لتطبيق الاتفاق على الارض، اكد ياغلاند إن الاتفاق سيؤسس لوقف إطلاق نار فعال. وتسببت الازمة الاوكرانية في سقوط أكثر من 4500 قتيلاً منذ بدء النزاع في شهر أبريل الماضي، فيما شهدت الأسابيع القليلة الماضية ارتفاعاً في عدد الضحايا المدنيين.