تبادلت سلطات كييف ومسلحو شرق أوكرانيا الاتهامات بشأن خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت اليه (رباعية النورماندي) في العاصمة البيلاروسية مينسك ودخل حيز التنفيذ خلال عطلة نهاية الاسبوع. وفي هذا الإطار وجهت الرئاسة الأوكرانية اليوم الثلاثاء، اتهاما لروسيا والمسلحين في شرق أوكرانيا ب"عدم الإلتزام" باتفاق وقف إطلاق النار. وقالت نائبة رئيس الادارة الرئاسية فاليري شالي في بيان لها اليوم: "إن آمال العالم بالسلام يجري تقويضها".. مضيفة "هذا التطور يؤدي الى المزيد من التصعيد". وقال وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين الذي يزور صوفيا من جهته إن "القوات الأوكرانية تحترم وقف إطلاق النار تماما ولكن للأسف تعرضنا ل112 هجوماً خلال الساعات ال24 الماضية من قبل مسلحي دونيتسك ولوغانسك". وأضاف الوزير الأوكراني "نحن ملتزمون تماما باتفاقات مينسك .. الوضع للأسف متوتر جدا.. من المهم الآن وقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة والبدء بتبادل الأسرى لإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى الناس وتسليمهم على الأقل الأدوية والأغذية ولكي نتمكن من بدء العملية السياسية". وتواصلت المعارك أمس حول مدينة (ديبالتسيف) الإستراتيجية حيث يتمركز آلاف الجنود الأوكرانيين. وقال المتحدث العسكري الأوكراني أناتولي ستيلماخ للصحفيين إن "المسلحين مستمرون في الهجوم على بلدة ديبالتسيف الإستراتيجية رغم وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا وإن المنطقة تعرضت لقصف عنيف".. مضيفاً "الجماعات المسلحة غير الشرعية لا تدعم وقف إطلاق النار". وفي المقابل أعلن دينيس بوشيلين ممثل جمهورية (دونيتسك) المعلنة من طرف واحد أنه طلب من ممثلي بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التدخل لدى مركز قيادة القوات الأوكرانية لوقف قصف المدينة. وأكد بوشيلين الاثنين أنه تم "تسجيل 3 عمليات قصف بمدفعية القوات الأوكرانية.. وأصابت إحدى القذائف قاعدة لوزارة الطوارئ في منطقة كالينوفكا وتضرر سقف البناء.. كما سقطت قذائف في منطقة سكنية وسط المدينة في منطقة بيروفو. وهذا ما يثير قلقنا بشكل أكبر". وحسب المعلومات الأولية، لم يتسبب القصف في خسائر بشرية، إلا أن ممثل جمهورية دونيتسك دينيس بوشيلين حذّر من أن خرق القوات الأوكرانية لوقف إطلاق النار يهدد بتقويض اتفاق مينسك. وكانت سلطات جمهورية دونيتسك قد أعلنت الاثنين أن القوات الأوكرانية قصفت مناطقها 16 مرة خلال 24 ساعة. وعلى صلة بالموضوع أعلن الكرملين اليوم الثلاثاء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو، بحثوا في اتصال هاتفي حزمة الإجراءات لتسوية الوضع جنوب شرق أوكرانيا. وأوضح الكرملين أن الزعماء الثلاثة تبادلوا أيضاً الآراء بشأن دور بعثة منظمة الأمن، والتعاون الأوروبي في شرق أوكرانيا، وناقشوا بشكل خاص المسائل المتعلقة بوقف إطلاق النار، وسحب طرفي النزاع للأسلحة الثقيلة والوضع في مناطق مدينة ديبالتسيفو. وأشار الكرملين إلى أن "القادة الثلاثة اتفقوا على مواصلة الاتصالات بمختلف الأشكال بهدف المساعدة على تنفيذ اتفاق مينسك". وموازاة مع ذلك نشر الاتحاد الاوروبي لائحة جديدة بأسماء اشخاص وكيانات تشملهم العقوبات لاتهامهم بالضلوع في النزاع الدائر في اوكرانيا، وبينهم مساعدان لوزير الدفاع الروسي. وتوعدت روسيا من جهتها بالرد (المناسب) واصفة العقوبات بأنها (غير متماسكة وغير منطقية). وتشمل العقوبات ايضا عددا من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد وكذلك وحدات متمردة. وفي الإجمال أضيفت الى اللائحة 19 شخصية جديدة و9 كيانات وباتت تضم 151 اسما و37 كيانا. من جهة ثانية أفاد دبلوماسيون ان الدول ال15 الأعضاء في مجلس الامن الدولي لم تتفق حتى الآن على نص مشروع قرار يدعم اتفاق وقف اطلاق النار في شرق اوكرانيا لكنها تواصل المشاورات للتوصل الى توافق بهذا الشأن. وكان من المفترض ان يصدر مجلس الامن الاحد الماضي قرارا أعدته روسيا ويدعو الى "التطبيق الكامل" لاتفاق وقف اطلاق النار في شرق اوكرانيا والذي ابرم في مينسك الخميس ودخل حيز التنفيذ فجر الاحد. وكان دبلوماسيون اكدوا الجمعة ان مشروع القرار الروسي "كتب بالحبر الازرق"، ما يعني في قاموس الأممالمتحدة انه بات جاهزا للتصويت عليه. لكن بعض الدول عاد وطلب ادخال تعديلات على هذه الصيغة. وكان وقف إطلاق النار في دونباس دخل حيز التنفيذ منذ اللحظات الأولى ليوم الأحد الماضي فيما أعلن المتحدث باسم عمليات الجيش الأوكراني في دونباس أندريه ليسينكو في منتصف نهار الأحد أن الوضع في المنطقة يتجه نحو الاستقرار. وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طرفي النزاع في أوكرانيا إلى الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار من دون أي استثناء، معبرا عن ارتياحه للتوصل إلى اتفاق الهدنة في أوكرانيا. وقال بيان للمكتب الصحفي للأمم المتحدة إن "الأمين العام يرحب ببدء وقف إطلاق النار شرق أوكرانيا طبقا للاتفاق المبرم في 12 فبراير في إطار حزمة التدابير لتنفيذ اتفاق مينسك".. مشيرا من جهة أخرى إلى قلق الأمين العام للأمم المتحدة من الأنباء من تواصل الصدامات العسكرية بما في ذلك في بلدة ديبالتسيفو. وكانت(رباعية النورماندي) قد توصلت الخميس الماضي بعد مباحثات استمرت نحو 16 ساعة في العاصمة البيلاروسية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا ابتداء من 15 فبراير الجاري.