دانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي بشدة اليوم الخميس، مصادقة ما تسمى اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء الإسرائيلية على مخطط لإنشاء مكب لطمر مخلفات البناء في منطقة وادي القلط عند المدخل الشرقي لمدينة القدس، والتخطيط لطمر الوادي خلال العقدين القادمين بمئات آلاف الاطنان من نفايات البناء وإنشاء حديقة في المكان. وذكرت عشراوي في بيان صحفي بثته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن هذا المخطط سيقام على مساحة 520 دونما مملوكة لمواطنين فلسطينيين، وسيؤدي الى طرد أبناء الشعب الفلسطيني من البدو الذين يسكنون في المنطقة. وقالت "هذا المخطط يُعد عدواناً جديداً على البيئة والطبيعة الطبوغرافية الفلسطينية ويشكل انتهاكاً صارخاً لأهم مبادئ القانون الدولي والإنساني وعلى وجه الخصوص اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب والميثاق العالمي للطبيعة، واتفاقية حظر استخدام وسائل التغيير العسكري أو أي استخدام عدائي آخر للبيئة". وركزت على آثار هذا المخطط البيئية والصحية الخطيرة على السكان وعلى المصادر الطبيعية، إضافة إلى آثاره التي ستؤدي الى تغيير طبيعة الأرض الطبوغرافية والتعدي على الموروث الأثري والتاريخي والحضاري كون أن وادي القلط يضم معالم أثرية وحضارية تعود لمئات السنين من كهوف منحوتة في الصخور وشواهد قبور وكنيسة السان جورج للروم الأرثوذكس. وأضافت "إن توقيع دولة فلسطين على اتفاقية (بازل) بشأن التحكم في نقل النفايات الخطيرة والتخلص منها عبر الحدود، واتفاقية (التنوع البيولوجي) واتفاقية الأممالمتحدة لقانون استخدام المجاري المائية الدولية في الأغراض غير الملاحية 1997م سيساهم في وضع (اسرائيل) أمام المساءلة والمحاسبة القانونية الدولية". وأشارت عشراوي إلى أن هذا المخطط يعد جزءاً من مشروع (إي1) الذي سيعزل أراضي الضفة الغربية بعضها عن بعض وسيقسم وحدة أراضي دولة فلسطين، كما أنه يأتي في سياق الهجمة الاستيطانية المرافقة للانتخابات الإسرائيلية، ويضاف إلى سلسلة الإجراءات والانتهاكات الإسرائيلية لتهويد مدينة القدس، وهو شكل صريح من أشكال التطهير العرقي التي تقودها إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني. وطالبت عشراوي المؤسسات والمنظمات الدولية المختصة بإجراء عملية تقييم علمي شامل لما سببته الممارسات الإسرائيلية المدمرة للبيئة وللإنسان الفلسطيني من أضرار وكوارث. وقالت عشراوي "إن السلوك الاحتلالي على البيئة الفلسطينية والموارد الطبيعية والأثرية والحضارية المتمثل في مصادرة وتجريف الاراضي وإزالة الغطاء النباتي وسرقة الغلاف الرملي وضخ المياه العادمة وإلقاء النفايات الصلبة والسامة والاستيلاء على المياه الجوفية والقضاء على الغابات وخلخلة الحياة الحيوانية البرية وتلويث السواحل والمسطحات المائية وإقامة الكسارات على أراضي دولة فلسطين، يتطلب تحركا عاجلا من المجتمع الدولي لمحاسبة ومساءلة اسرائيل على انتهاكاتها".