غیب الموت الشاعر السوري الكبیر والقامة الثقافية العربية عمر الفرا عن عمر ناهز ال 66 عاماً إثر نوبة قلبیة ألمت به أمس الأحد رابع أیام شهر رمضان المبارك . وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الشاعر الفرا شيع عصر اليوم إلى مثواه الأخير في مقبرة باب الصغير بدمشق وسط حضور إعلامي وشعبي كبير . وأشتهر الشاعر الراحل بنشاطه الثقافي الدائم ومثابرته علی المشارکة في أغلب المهرجانات الثقافیة المحلیة والعربیة واشتهر بالقصائد الوطنية المعبرة والمحبة للوطن والإنسان، فضلاً عن القصائد التي عبر من خلالها عن تمسكه بمبدأ المقاومة والدفاع عن الارض. كما اشتهر الشاعر الفرا بطريقة القاءه المميزة السلسة للشعر وكلماته المعبرة القوية، ليصبح من أهم الشعراء العرب . وعرف الشاعر السوري بنصرته للمقاومة من خلال القصائد الحماسیة والتي مثلت أحد أشكال المقاومة والاعتزاز والكرامة وشحذ الهمم . واهتم الراحل بالشعر الشعبي أکثر من الشعر الفصیح واستطاع ابراز مكنوناته وأحاسیسه خلاله حتی اعتبر فیه من أهم شعراء اللهجة الشعبیة علی مستوی الوطن العربي. وكانت معظم قصائد الشاعر السوري الراحل بالعامية البدوية بلهجة بسيطة تتلاءم مع كل البيئات الشعبية، إضافة إلى قصائده بالفصحى التي تنوعت وشملت القضايا الاجتماعية والأحداث التاريخية والأساطير. وترك الشاعر الراحل العديد من المؤلفات منها ديوان (قصة حمدة) و(الأرض إلنا) و(كل ليلة) و(الغريب) و(رجال الله) ومن أشهر قصائده حديث الهيل – عرار –الياسمينة - عرس الجنوب - قصيدة وطن وغيرها من القصائد . ونعی رئیس اتحاد الكتاب العرب الدکتور حسین جمعة الشاعر الفرا في تصریح له، اكد فیه ان الأسرة السوریة والأدبیة فقدت شاعراً ذاع صیته في آفاق السماء لیس فقط بشعره البدوي أو العامي الذي جاب البلاد العربیة وإنما بصوته الذي کان یؤدي نغمة وصلت إلی قلوب جمیع الناس. فيما قال وزير الثقافة السوري عصام خليل في تصريح له ان الشاعر الفرا لم يقتصر على قدرته الفائقة والتي تجلت في نسيج القصيدة الشعبية واعتمدت الأسس الفنية الكاملة من صور وموسيقا وموضوع رصدت جوانب الحياة الاجتماعية والوطنية، بل كان يكتب القصيدة الفصيحة بمستواها الشعري الراقي . واضاف ان الشاعر الفرا شكل منظومة شعرية تخصه بالأسلوبين الشعبي والفصيح .. مشيراً إلى أن رحيله هو فقدان لقامة ثقافية وأدبية أغنت الساحة الثقافية والمكتبة العربية بكثير من العطاء والإبداع. يذكر ان الشاعر عمر الفرا من مواليد تدمر عام 1949م ةدرس في مدينة حمص وبدأ كتابة الشعر الشعبي منذ عمر الثالثة عشرة وعمل بالتدريس في مدينة حمص لمدة 17 عاماً، قبل ان يتفرغ للأعمال الشعرية والأدبية.