طالب رئيس تحرير صحيفة (رأي اليوم) الكاتب والصحفي عبدالباري عطوان بوقف العدوان العسكري الذي تشنه السعودية على اليمن .. منتقداً تجاهل الجرائم ومأساة الشعب اليمني والذي وصفه بالشعب "الطيب الشهم المضياف، أصل العرب جميعاً". وأكد عطوان في مقال نشره اليوم الاحد بمناسبة مرور 100 يوم على العدوان العسكري السعودي على اليمن، ان العصور الجاهلية التي كانت تحترم الاشهر الحرم، أفضل وأرحم من قبائل القرن ال 21 التي تمارس القتل بلا رحمة. وقال "في العصور الجاهلية كانت هناك الاشهر الحرم التي تتوقف فيها الحروب بين القبائل، وفق ميثاق غير مكتوب لحقن الدماء تلتزم به جميع الاطراف، ولكن يبدو ان العصر الجاهلي وقبائله اكثر رحمة من قبائل القرن ال 21 التي تملك الطائرات الحديثة والصواريخ من مختلف الاحجام والابعاد، وتمارس القتل دون اي رحمة او شفقة". وأشار الى انه "في بداية هذه الحرب كانت الصورة مختلفة كلياً، تحالف عربي يتباهى بقوته وحداثة طائراته الامريكية الصنع ومتحدث باسمه يطل كل ليلة عبر شاشات التلفزة مسلحاً بالخرائط، ويصف التقدم الكبير في ميادين القتال، والاهداف التي قصفتها طائراته بدقة متناهية الليلة السابقة". واوضح الكاتب في مقاله على صحيفته الالكترونية ان "لا طائرات (عاصفة الحزم) فرضت الاستسلام على الطرف الآخر بعد 100 يوم من القصف المتواصل، حتى انها لم تعد تجد اهدافاً تضربهاً في الدولة الافقر في العالم". واكد ان "جميع هذه الخيارات او الحلول العسكرية منيت بالفشل، حتى الآن على الاقل، ومن ارادت فرض الاستسلام عليهم ورفعهم الريات البيضاء دون شروط، ما زالوا اقوياء ويتمددون كل في ميادينه وجبهات قتاله، بغض النظر عن هويته الطائفية او قناعاته الايديولوجية، ومن يقول غير ذلك، واياً كان موقعه يغالط نفسه ويدس رأسه في الرمال". وأرجع الكاتب الفلسطيني مكمن الخلل وسبب الوصول الى هذه النهاية المأساوية بكل بساطة الى "غرور القوة والمال وسوء التقدير في ابشع صوره والاستهتار بقوة الخصم وعدم الاستفادة من كل التجارب السابقة بما فيها تجارب احتلال الكويت والعراق، والتدخل العسكري في ليبيا وافغانستان وسورية، والقائمة تطول". كما انتقد الصمت وعدم الاهتمام لما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم وحصار قائلاً "ولان الحرب في اليمن الذي لا يملك نفطاً ولا ذهباً، ولا طاغية يحكم بقبضة حديدية يجب التذرع باسقاط حكمه، من قبل الديمفراطيين المتزمتين فلا احد يهتم، والجميع يديرون وجههم الى الناحية الاخرى، ولا يريدون ان يروا حجم المأساة والضحايا الذين يسقطون يومياً في الجانبين، والمسألة نسبية". واكد الكاتب والصحفي عبدالباري عطوان تضامنه مع الشعب اليمني قائلاً "نحن مع الشعب اليمني، كل الشعب اليمني، الطيب الشهم المضياف، اصل العرب جميعاً، وبعض النظر عن عقيدته ومذهبه وانتمائه". واضاف "ولذلك نقولها، وبأعلى صوت : اوقفوا هذه الحرب في اليمن، وبأسرع وقت ممكن، اذا كنتم تملكون ذرة من الرحمة والانسانية".