وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سياسة العقوبات ضد بلاده بغير الفعالة، منوها بفشل جميع محاولات عزل روسيا. وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماعه بنظيره الأمريكي باراك أوباما على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة صباح اليوم الثلاثاء، "قلنا منذ البداية إن سياسة العقوبات والعزل ليست فعالة على الإطلاق في العالم المعاصر، ولا تحقق أهدافها المرجوة، خاصة مع بلد مثل روسيا، فهذا بكل بساطة مستحيل، يكفي النظر إلى الخريطة الجغرافية". وذكرت وكالات الأنباء الروسية أن العلاقات بين روسيا والدول الغربية تدهورت على خلفية الأزمة الأوكرانية، حين اختارت واشنطن وبروكسل التصعيد ضد موسكو، إذ بدأت بفرض عقوبات ضد روسيا على مراحل منذ مارس 2014، حيث طالت العقوبات في البداية شخصيات وأفرادا ليجري توسيعها فيما بعد لتطال قطاعات من الاقتصاد الروسي. بدورها قررت موسكو في شهر أغسطس العام الماضي فرض قيود على واردات المواد الغذائية من الدول التي فرضت عقوبات عليها ارتباطا بالأزمة الأوكرانية. إلى ذلك قلل الرئيس الروسي خلال مقابلة مع الصحفي الأمريكي تشارلي روز لشبكة تلفزيون (سي بي اس) و(بي بي اس) من شأن تأثير العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي، واصفا إياها بالهامشية.. ومرجعا سبب تباطؤ نمو الاقتصاد الروسي إلى هبوط أسعار الطاقة في الأسواق العالمية. وقال: "إنها تضر بطبيعة الحال لكنها ليست السبب الرئيسي لتباطؤ نمو الاقتصاد الروسي أو غيرها من القضايا المتعلقة بالتضخم.. بالنسبة لنا السبب الرئيسي بطبيعة الحال هو انخفاض الأسعار في الأسواق العالمية لصادراتنا التقليدية وخاصة النفط والغاز". وأضاف بوتين إن روسيا من دون شك ستتجاوز هذه العقوبات، منوها بأن انسحاب شركائنا الغربيين الطوعي من سوقنا سيمنحنا فرصة للتطوير.. لافتا إلى أن للعقوبات آثار إيجابية وخاصة على قطاعات التكنولوجيا العالية إذ كانت روسيا من قبل تفضل شراء هذه المنتجات عبر تمويل استيرادها من عائدات النفط، وحاليا دفعت العقوبات روسيا إلى تطوير برامجها الخاصة في مختلف المجالات كالتكنولوجيا العالية والصناعة والعلوم، ما سيسهم في تنمية الاقتصاد الروسي والحد من اعتماده على أسعار الخام.