وقع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الاسباني خوسيه مانويل غارثيا مارغايو اليوم مذكرة تفاهم لنقل التربة الملوثة جراء (حادثة بالوماريس) في مدينة (المريا) الاندلسية لدى سقوط قنبلتين نوويتين في يناير عام 1966 إلى الولاياتالمتحدة. واعتبر مارغايو في تصريح صحفي عقب التوقيع ان مذكرة التفاهم "رمز للصداقة التي تجمع بين البلدين الحليفين ومرآة للثقة بينهما".. مشيرا إلى ان المذكرة تمثل "اصلاحا لخطأ ارتكب قبل 50 عاما". وترسم مذكرة التفاهم استراتيجية شحن نحو 50 ألف مترا مربعا من التربة الملوثة القريبة من شواطئ بلدة (بالوماريس) و(كهوف المنصورة) على البحر الأبيض المتوسط في المحافظة الاندلسية جنوب شرقي اسبانيا وذلك اثر سقوط قنبلتين نوويتين حراريتين في 17 يناير من عام 1966. ووقع الحادث المعروف بحادثة (بالوماريس) عندما اصطدمت قاذفة استراتيجية أمريكية من طراز (بي 52) بطائرة نقل الوقود من طراز (كي سي- 130) اثناء محاولة التزود بالوقود على ارتفاع 9000 متر. وسقطت جراء حادثة الاصطدام أربع قنابل نووية حرارية سقط اثنتان منها بسلام بينما انفجر الصاعق غير النووي في الاخرتين ما تسبب في تحرير جزء من حمولتهما وتلوث الحقول والمحاصيل بالبلوتونيوم. وكانت الولاياتالمتحدة قد شحنت 1440 طنا من التربة الملوثة إلى اراضيها غير ان تلك الكمية لم تكن كافية بالنسبة للحكومة الاسبانية. ورغم تناسي الامر على مدار عقود من الزمن فإن دراسة مستفيضة أجراها مركز بحوث الطاقة والبيئة والتكنولوجيا الوطني في اسبانيا كشفت عن وجود مستويات عالية غير عادية من مادة الاميريسيوم اضافة الى وجود 50 ألف مترا مربعا من التربة الملوثة بنصف كيلو غرام من البلوتونيوم فتعاقبت المفاوضات منذ نحو عشر سنوات مع الولايات لشحن التربة الملوثة. ولم يتم الاعلان عن أية تفاصيل بشأن الاتفاق ومدة تنفيذه.