تنطلق مركبة فضائية أوروبية اليوم الاثنين في مهمة إلى كوكب المريخ يأمل العلماء أن تسهم في الإجابة على أكثر الأسئلة إلحاحا في عصر غزو الفضاء.. هل توجد حياة على الكواكب الأخرى؟. وذكرت وكالة أنباء (رويترز) أن المركبة ضمن برنامج الفضاء الأوروبي- الروسي (اكسومارس) وتنطلق اليوم من قاعدة بايكونور الفضائية في قازاخستان على متن صاروخ (بروتون) الساعة 5:31 فجرا بالتوقيت المحلي (الساعة 0931 بتوقيت جرينتش) في مستهل رحلة فضائية تستغرق 7 أشهر. وتحمل المركبة مسباراً لاستكشاف الغلاف الجوي للمريخ ورصد الآثار الغازية الموجودة به (مثل غاز الميثان) علاوة على كبسولة صغيرة تختبر ماهية المعدات اللازمة لمختبر فضائي من المقرر إطلاقه عام 2018م. وكان المسبار كيوريوسيتي التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) رصد في أواخر عام 2014 آثاراً لغاز الميثان في الغلاف الجوي للمريخ وهو مادة كيميائية ترتبط ارتباطا وثيقا بالحياة على كوكب الأرض. ويقول العلماء إن الميثان ربما يكون قد نشأ عن كائنات مجهرية دقيقة تسمى مولدات الميثان وهي إما أن تكون قد انقرضت منذ ملايين السنين وتركت الغاز في صورة متجمدة تحت القشرة السطحية للكوكب وإما أن تكون نفس هذه الكائنات لا تزال حية. وقال رئيس مكتب تنسيق الاكتشافات بالروبوت التابع لوكالة الفضاء الأوروبية رولف دي جروت "البرهنة على أن الحياة موجودة على المريخ أو كانت كذلك ستؤكد أن كوكب الأرض لا يتفرد بكونه يحتفظ بالحياة على سطحه".. مضيفاً "سيزيد ذلك من احتمالات وجود أماكن أخرى في الكون بها حياة". ومن بين التفسيرات الأخرى المحتملة لوجود الميثان في الغلاف الجوي للمريخ هو أنه قد نشأ بسبب ظاهرة جيولوجية مثل أكسدة الحديد. وتتضمن المرحلة الثانية من مهمة المركبة (اكسومارس) في عام 2018م إرسال كبسولة أوروبية إلى سطح المريخ وستكون الأولى من نوعها ذات القدرة على الحركة الحرة على سطح الكوكب والحفر على سطحه لجمع عينات وتحليلها. وقال دي جروت "الإشعاعات القادمة من الفضاء كفيلة بتدمير كل المادة البيولوجية وإذا أمكنك الحفر لعمق مترين في الأرض فقد تتمكن من اكتشاف أماكن كانت غير معرضة لهذه الإشعاعات". والهبوط على سطح المريخ مهمة بالغة الصعوبة كانت قد عرقلت تقريبا جميع الجهود الروسية السابقة كما سببت مشاكل لناسا أيضا.. ولدى الولاياتالمتحدة حاليا المسبار (كيرويوسيتي) والمجس (أوبورتيونيتي) اللذان يعملان على سطح المريخ. وتقود وكالة الفضاء الأوروبية مهمة (إكسومارس) 2016م على أن تمدها وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) بمعدات الإطلاق و2 من بين 4 معدات علمية على كبسولة رصد الغازات. أما المتعاقد الرئيسي فهي شركة (تاليس ألينا سبيس) وهي مشروع استثماري مشترك بين شركة (تاليس) و(فينميكانيكا). ومن المتوقع أن تصل تكلفة مهمة (إكسومارس) 2016م بما في ذلك المرحلة الثانية لعام 2018 نحو 1.3 مليار يورو (1.4 مليار دولار) على أن تسهم روسيا بالقدر الأكبر من التكلفة. وقالت (ناسا) إنها تعتزم إطلاق مركبة فضائية إلى المريخ عام 2018م وهي عبارة عن قمر صناعي يسمى (إنسايت) يهتم بدراسة المناطق العميقة من المريخ.