نظم إتحاد الإعلاميين اليمنيين اليوم بالمركز الثقافي بصنعاء ندوة بعنوان " اليمن .. عام من الصمود في وجه العدوان ". هدفت الندوة إلى تعزيز الوعي لدى المجتمع بأهمية مواجهة العدوان لاستعادة القرار السيادي لليمن المسلوب من قوى الاستكبار منذ عقود خصوصا بعد عام من العدوان الغاشم على اليمن بقيادة قوى الاستكبار أمريكا وإسرائيل. وفي الندوة استعرض عضو اللجنة الثورية العليا محمد محمد مفتاح خلفيات العدوان على اليمن والإرهاصات التي سبقته .. مشيرا إلى الترابط الوثيق بين العدوان وسياسة حلف الناتو في السيطرة على العالم اقتصادياً والهيمنة عليه عسكريا. وقال " إن جريمة العدوان والإبادة بحق شعبنا من قبل العدوان السعودي الأمريكي مدبرة ومخطط لها منذ فترة طويلة لأن دوائر الشر العالمية وضعت اليمن على رأس قائمة الدول المستهدفة، وقد وضعوا عليها دائرة حمراء باعتبار، أن الشعب اليمني معروف بتجانسه الثقافي والاجتماعي وتناغمه دينيا وقوميا، وهو الوحيد من بين شعوب المنطقة من له امتداد خارج حدود اليمن الطبيعية". وأضاف " إن قوى الاستكبار في العالم لا تسمح لأي دولة عربية وإسلامية بالتفوق في أي مجال ، خصوصا في المناطق الحيوية في هذا العالم وأهمها ما سمي بمنطقة الشرق الأوسط التي تقع تحت وطأة الاستعمار الجديد عبر أدوات قوى الهيمنة وبحيث تكون الأنظمة المتسلطة خداما في مهمة تنفيذ مخططات وأجندات ومشاريع هذه القوى في المنطقة ككل" .. مشيرا إلى أن تلك المخططات فشلت وغدت كهشيم تذروه الرياح بفضل صمود الشعب اليمني الأسطوري. فيما أكدت رئيسة الجبهة الثقافية لمناهضة للعدوان الدكتورة إبتسام المتوكل أن هذا العام الدموي لقوى الشر والطغيان لم يكسر إرادة الشعب اليمني، ولم ينل من عزيمته بل كان صمود الشعب بمثابة المعجزة التي غيرت كل النظريات التاريخية وكل التوقعات لنتائج هذا العدوان الذي تشدق في بدايته بأنها عملية عسكرية لن تأخذ من الوقت سوى بضعة أيام. وأشارت إلى أن هذا الصمود الأسطوري هزم العدوان وحاصر الحصار وانتصر في كل جبهاته ومحاوره السياسية والاقتصادية والإعلامية والعسكرية والثقافية والأخلاقية وأن الأقنعة التي كان يخفي وراءها بشاعة وجهه الحقيقي عن العالم, ذابت في وجه الحقيقة. من جانبه أوضح القيادي في تكتل الأحزاب اليمنية المناهضة للعدوان فرحان هاشم أن العدوان يأتي في سياق مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يستهدف المنطقة وأن ما كان يخطط لليمن ما هو إلا جزء من هذا المشروع .. واصفاً مشروع الأقلمة بالأداة الرابطة بالمشروع الصهيو أمريكي لتفتيت المنطقة، مستدلا على ذلك بتجارب سوريا والعراق، وليبيا والسودان والصحراء الغربية. وتطرق إلى الدور الذي لعبته الأحزاب الفتية في مناهضة العدوان. في حين استعرض عضو الجبهة الإعلامية لمواجهة العدوان عبدالله علي صبري الأدوار التي اضطلعت بها الجبهة الإعلامية في مواجهة العدوان رغم شحة الإمكانات والموارد المالية والبشرية. وأشار إلى الحرب الإعلامية التي شنها العدوان بهدف تغييب اليمن عن المشهد الدولي من خلال إغلاق القنوات الفضائية الرسمية، والتعتيم والتشويش على الوسائل الأخرى، وإطلاق فضائيات مستنسخة باسم اليمن والمسيرة ووكالة سبأ. وأكد صبري أن الجبهة الإعلامية تمكنت في وقت قصير من استيعاب الصدمة الأولى، واستعاد لإعلام الوطني زمام المبادرة في نقل الوقائع من مختلف الجبهات، الأمر الذي شكل صفعة لإعلام العدو. فيما عبر رئيس اللجنة التحضيرية للاتحاد عبدالله بن عامر عن عظيم الاعتزاز بصمود الشعب اليمني العظيم طيلة عام في وجه هذا العدوان الذي تكالبت فيه قوى الشر والباطل من كل حدب وصوب. وكانت الندوة التي حضرها عدد من المهتمين والناشطين والناشطات الذين أثروا الندوة بأسئلتهم ومداخلاتهم افتتحت بالسلام الجمهوري وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء والشفاء للجرحى.
