نقلت وكالة أنباء رويترز عن المعارضة السورية أن مفاوضات في الوقت الراهن تجري على اتفاق جديد لاستكمال عمليات الإجلاء من المنطقة التي مازالت تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة من شرق حلب بعد توقفها يوم الجمعة الماضي بسبب مطالب من قوات موالية للحكومة بإجلاء أشخاص من قريتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة. وذكرت رويترز نقلا عن مسؤول بالمعارضة السورية ومسؤول حكومي في وقت مبكر يوم أمس السبت إن الإجلاء سيستأنف وإنه سيجري إجلاء سكان من قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين ومن بلدتين أخريين قرب لبنان ومن شرق حلب... بيد أن مصادر قالت إن المفاوضات بين القوات الحكومية وقوات المعارضة علاوة على الداعمين الدوليين لا تزال جارية للاتفاق على طريقة الإجلاء وعدد الأشخاص الذين ستشملهم عمليات الإجلاء. من جهتها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن آلاف الأشخاص بينهم نساء وأطفال ومرضى ومصابون ما زالوا باقين يعانون البرد والخوف في انتظار استئناف عمليات الإجلاء. وأضافت أنها تلقت بعض المؤشرات على التوصل لاتفاق قريبا. وقال مسؤول بالحكومة السورية وهو عضو في فريق التفاوض على ذلك الاتفاق "تم الاتفاق على استئناف عمليات الإجلاء من شرق حلب بالتوازي مع إجلاء حالات (طبية) من كفريا والفوعة وبعض الحالات من الزبداني ومضايا." ويحاصر مقاتلو المعارضة قريتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب بينما تحاصر قوات موالية للحكومة بلدتي مضايا والزبداني. ويوم الجمعة علقت عمليات الإجلاء للمقاتلين والمدنيين من آخر منطقة تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب في يومها الثاني بعد أن طالب مسلحون موالون للحكومة بإجلاء المصابين من الفوعة وكفريا وقطع محتجون طريقا مؤديا إلى خارج حلب. وقال الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه ينبغي توفير ضمانان لحماية الناس. وقالت ماريان جاسر رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا في بيان من حلب "نحن على استعداد لاستئناف تيسير الإجلاء وفقا لتفويضنا الإنساني ولكننا نتوقع الآن من جميع الأطراف على الأرض أن تقدم لنا ضمانات قوية من أجل استمرار هذه العملية." وقال الإعلام الحربي التابع لحزب الله اللبناني السبت إن هناك حافلات ستستخدم لإجلاء المدنيين من قريتين محاصرتين في محافظة إدلب في طريقها قادمة من حلب. لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إنه لم تدخل حافلات أو سيارات إسعاف الفوعة وكفريا. وأضاف المرصد أن القريتين تضمان نحو 20 ألف مدني ونحو 4500 مقاتل من الموالين للحكومة وإن عملية الإجلاء هناك تأجلت وستبدأ يوم الأحد. وكان من المتوقع أن تنقل 50 حافلة نحو 1500 شخص بينهم جرحى إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة. وقال المرصد إن ثمانية آلاف شخص منهم ثلاثة آلاف مقاتل وأكثر من 300 جريح غادروا حلب في قوافل حافلات وعربات إسعاف في عمليات الإجلاء التي بدأت صباح الخميس. ويقول مسؤولو المعارضة إن أعداد الذين غادروا أقل كثيرا فضلا عن عدم مغادرة أي من المقاتلين. وتقول الأممالمتحدة إن نحو 30 ألف شخص لا يزالون في الجيب المزدحم التابع للمعارضة في حلب وبعضهم سيُنقل إلى محافظة إدلب الخاضع معظمها لسيطرة جماعات متشددة بينما سيتجه الباقون إلى قطاعات تابعة للحكومة في حلب.