أعلن في العاصمة الالمانية برلين اليوم الجمعة عن وفاة المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول عن 87 عاماً .. تاركاً إرثاً سياسياً ضخماً أبرزه إعادة توحيد ألمانيا ووضع الأسس العملية لتوحيد القارة الأوروبية. وذكرت وكالة الانباء الالمانية ان المستشار الاسبق لالمانيا ومهندس الوحدة الالمانية توفي في منزله بلودفيغسهافن جنوب غرب ألمانيا. وكان هيلموت كول قد انتخب مستشاراً لألمانيا في الأول من أكتوبر عام 1982م وبقي في منصبه 16 عاماً، وهي أطول مدة لمستشار ألماني، قبل ان يخسر الانتخابات عام 1998م واستقالته من رئاسة حزبه حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي . بدأ ظهور كول على الساحة السياسية في عهد المستشار آديناور، وانضم لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي عام 1947م، ودرس القانون أولاً ثم التاريخ وعلم نظم الدولة. واصبح في 1966م رئيساً لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ولاية راينلاند بفالتس وبعدها بعامين حل محل رئيس وزراء الولاية ثم حصل لحزبه على الأغلبية المطلقة في انتخابات 1971. وفي يونيو1973م انتخب رئيساً للحزب الديمقراطي المسيحي، وبقي في هذا المنصب 25 عاماً. وفي 1982م حدث خلاف بين شركاء الحكم، الحزب الاشتراكي والحزب الليبرالي، وتحالف الليبراليون مع المسيحيين وأسقطوا المستشار هيلموت شميت الذي توجه لتهنئة خليفته هيلموت كول. ونجح كول بعد سقوط جدار برلين في 1989م في إعادة توحيد ألمانيا في 3 أكتوبر1990م. وفي التسعينات كان كول يستقبل بحماس أسطوري في شرق ألمانيا، كصانع للوحدة، لكنه بعد ذلك لاقي انتقادات عديدة بسبب عدم تنفيذ وعده بأن يجعل من (شرق ألمانيا) أرضاً مزدهرة من جديد. وكان هيلموت كول قد عين المستشارة الحالية لالمانيا أنغيلا ميركل القادمة من الشرق وزيرة للأسرة ثم بعدها وزيرة للبيئة. وفي سبتمبر 1998م خسر المسيحيون بقيادة كول الانتخابات البرلمانية، تاركاً السلطة لأول حكومة من الخضر والاشتراكيين بزعامة غيرهارد شرودر، ليودع كول منصبه باستعراض عسكري كبير. وقد تم تكريم هيلموت كول في العام 2012م عرفاناً بجهوده لصالح ألمانيا وأوروبا بإصدر طابع بريدي يحمل صورته، وهو شرف كبير كون الأشخاص الذين أصدرت طوابع بصورهم وهم على قيد الحياة قليلون جداً .