أقيم اليوم بصنعاء حفل إشهار مركز الدراسات والبحوث الفنية تحت شعار " معاً نحو تحقيق نهضة فنية ". في الحفل الذي حضره وزير الكهرباء والطاقة المهندس لطف الجرموزي، أعرب عضو اللجنة الثورية العليا العلامة محمد مفتاح عن أمله في أن يكون المركز انطلاقة لتنمية المواهب وتحسين الأداء في هذه المرحلة والاهتمام بالتراث من خلال النقد وإعداد المناهج واستضافة الباحثين للرقي بهذا الموروث. وأشار إلى أهمية صقل المواهب وتنميتها والدفع بها نحو التميز لمقارعة الباطل وإظهار الحق بمختلف الوسائل .. لافتاً إلى الثراء الثقافي والتاريخي والإبداعي الهائل للشعب اليمني. وقال " لايتصور أحد أن رقصة البرع اليمنية وصلت إلى أوروبا وأمريكا الجنوبية، والزامل اليوم يردده أشخاصاً ليسوا عرباً وبالذات الزوامل بالأصوات المؤثرة التي ترفع المعنويات لمواجهة العدو ". بدورها باركت رئيسة الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان الدكتورة ابتسام المتوكل، انطلاق المركز بعد ألف وخمسين يوم من العدوان الذي يشتغل في جبهة الوعي والوجدان والثقافة والتي تعد من أهم الجبهات التي عمل عليها العدوان قبل بدء عدوانه من خلال سرقة الثروة المعرفية والفنية والإبداعية من قصائد وألحان وعمل على تمييعها ونسبها إلى التراث دون أن يذكر أي تراث هو. وقالت " العدو يقاتل في هذه الجبهة بشراء وإتلاف المخطوطات ويغير التاريخ ويستكتب مؤرخين جدد لتغيير هوية المنطقة، عرفنا أن العدوان يشتغل في هذه الجبهة المعرفية الثقافية مبكراً منذ نشأة ما يسمى المملكة السعودية " . وأضافت " الجبهة العسكرية أعطتنا مادة ثقافية وإبداعية كبيرة ورجالنا متقدمون فيها، بدليل هذه الأيام الألف والخمسين لم يستطع العدو أن يتقدم وكل اشتغالاته معرفية ثقافية على الوعي فمثل هذا العمل هو عمل يرفد الجبهات وفي صميم المواجهة ولابد أن نؤمن به وأن نستشعره، ويكون هناك توارد من جميع المبدعين لدعم هذه الجبهة". ولفتت إلى أن ماكينة إعلام العدو تشتغل على الجانب الثقافي وتحاول أن تفتح ثغرة في وعي وثقافة المجتمع وفي إيمانه بأنه يواجه عدواناً.. مؤكدة أن مخططات وزيف وقبح هذا العدو ينكشف يوماً بعد يوم في وجدان الشعب اليمني والشعوب الأخرى. وأكدت الدكتورة المتوكل على أهمية تقديم الثراء المعرفي والفني اليمني على حقيقته للعالم بكل مستوياته، فالتراث اللامادي في اليمن لم يدوّن وهذه واحدة من الثغرات التي جاء منها العدو وعمل عليها. من جانبه استعرض رئيس مركز الدراسات والبحوث الفنية أكرم غندل أهداف المركز في إجراء الدراسات والبحوث الفنية ودراسة أسباب تراجع بعض أنواع الفنون والخروج بالرؤى والتوصيات الهادفة إلى تصحيح وتعديل الواقع الفني وإحياء التراث والفنون الشعبية والتعريف بها وتوثيقها وتسخيرها وإدخالها في خط المواجهة مع العدو. وأشار إلى أن المركز يهدف أيضا إلى إنتاج الأعمال الفنية الصوتية والمرئية لمختلف الفنون الشعبية وإيجاد الكتب والمراجع العلمية وإقامة الدورات التدريبية والتأهيلية وإنشاء كلية للفنون.. لافتا إلى أن المركز سيكون مفتوحاً للجميع. وأكد غندل أن المركز سيتبنى الباحثين من الأسر الفقيرة وتشجيعهم على إعداد الدراسات والبحوث، بالإضافة إلى الاهتمام بأسر الشهداء والجرحى والأسرى والمرابطين في جبهات العزة والشرف وتأهيلهم وتدريبهم في مجال الإنشاد والزوامل الشعبية. ولفت إلى أن المركز سيمنح درجات علمية فخرية للباحثين في المجال الفني وفقاً لشروط محددة بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.. معلناً عن منح درجة الباحث الفني للمنشدين علي محسن الأكوع وعبدالخالق المهدي نظير جهودهما البحثية ومؤلفاتهما في مجال الإنشاد . من جهته أوضح رئيس دائرة الإنتاج المرئي في المركز الدكتور محمد مناع أن المركز سيعمل على تشجيع الفنون المختلفة وإحياء ما اندثر منها وتعزيز دور الفنانين بمختلف مجالاتهم . وأشار إلى أن الفنون بمختلف أنواعها تعد عنوان الهوية الثقافية للشعوب ودليل حضارتها وعراقتها والتعبير الصادق عن الشعب. وأكد مناع أن الفنون اليمنية حققت الإمتاع لمتلقيها وأدهشت العالم بروعتها وجودتها ورقيها إلى جانب إسهامها في القضايا الاجتماعية والوطنية ومنها إسهام الشعر والزوامل والأناشيد وغيرها من الفنون اليمنية في التصدي للعدوان الهمجي على الوطن وكان تأثيرا قوياً . فيما أوضح بيان الإشهار أن تأسيس مركز الدراسات والبحوث الفنية جاء استجابة للدعوات التي تطلقها الضمائر الحية للنهوض بالوطن والاعتزاز بثقافته. وحسب البيان سيتولى المركز دراسة الفنون الشعبية المختلفة وتدوينها وتوثيقها وإعادة إنتاجها وإحيائها وكذا دراسة مواضع الجمود والتقصير في الفنون القائمة والحية، وتوظيف كل ذلك وتسخيره في خدمة قضايا اليمن والأمة العربية والإسلامية، الاجتماعية منها والتنموية والجهادية. حضر الحفل مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد يحيى المهدي ونائب رئيس رابطة علماء اليمن رئيس مجلس إدارة إذاعة آفاق عبدالمجيد الحوثي وعضو المكتب السياسي لأنصار الله اسماعيل الوزير ورئيس جمعية المنشدين اليمنيين علي محسن الأكوع ومدير إذاعة وطن عبد العظيم عز الدين وعدد من الشعراء والأدباء والمنشدين والمهتمين.