يشكل استهداف إسرائيل عصر اليوم للشيخ احمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) انعطافة جديدة في الانتفاضة الفلسطينية التي تدخل عامها الرابع بعد ايام لتؤجج الحرب في المنطقة برمتها0 وحسب مراقبين في غزة فان استهداف إسرائيل لياسين الذي تصادف مع الذكرى الثانية لاغتيال إسرائيل لامين عام الجبهة الشعبية أبو علي مصطفى الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية داخل مكتبه برام الله يهدف إلى تأجيج الصراع في المنطقة لدفع حركة حماس إلى الإذعان والقبول بهدنة يفرضها الطرف الإسرائيلي على الفلسطينيين بقوة0 محاولة اغتيال ياسين وهنية الفاشلة تزامنت بعد وقت قصير جدا من موافقة وزراء خارجة الاتحاد الأوربي على إدراج الجناح السياسي لحركة (حماس) على قائمة الاتحاد الأوربي للمنظمات الإرهابية. الهدية التي أهداها الاتحاد الأوربي اليوم بقراره لإسرائيل اعتبرته إسرائيل قرارا وموافقة من الاتحاد الأوربي لاغتيال كل قادة حماس، بمعنى إن الاتحاد الأوربي رفع الغطاء عن أي عملية إسرائيلية بحق أي عنصر من حماس إن كان صغيرا أو كبيرا في مستوى الشيخ ياسين0 هذه الانعطافة ليست جديدة على إسرائيل فقد كررتها سابقا عدة مرات ففي كل وقت كانت تشعر فيه إسرائيل إن هناك هدوءا تسعى دول عديدة لتثبيته في المنطقة تقوم بعملياتها الرعناء فتقصف البيوت أو السيارات لتغتال بصورايخها القادة. فمنذ عامين عندما شهدت المناطق الفلسطينية هدوءا لم تستسغه إسرائيل قامت باغتيال رائد الكرمي احد قادة كتائب الأقصى في الضفة الغربية لتفجر الوضع من جديد، وبعد تفجر كبير طال اشهر عادت الوسطات لتثبيت الوضع من جديد فأقدمت إسرائيل على اغتيال الشيخين جمال منصور وجمال سليم القائدين في حركة حماس عندما استهدفت الصورايخ مكتبهم في نابلس. وبعد اشتداد المقاومة أقدمت إسرائيل مرة جديدة على اغتيال الشيخ صلاح شحادة في يوليو 2002م عندما كانت الفصائل تبلور موافقتها النهائية لإعطاء هدنة طويلة الأمد، لكن سارعت إسرائيل لضرب كل هذه الجهود، بقصف شقة شحادة الذي استشهد هو و17 فلسطينيا بعد قصف العمارة التي يسكنها بقنبلة زنتها 1000 كيلوجرام. واستمر مسلسل التصعيد الصهيوني كلما كان يستجيب الفلسطينيين لمساعي التهدئة الدولية خلال مشاورة الفصائل الفلسطينية في الأشهر الأخيرة لإعطاء هدنة حاولت إسرائيل اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في شهر يونيو الماضي الذي وافقت حركته بعد اقل من شهر على إعطاء هدنة لمدة ثلاثة اشهر، كان للشهيد المهندس إسماعيل أبو شنب دور كبير في تمريرها، لكن أصرت إسرائيل على اغتيالها باغتياله قبل 16 يوما. والآن في ذروة الحديث عن محادثات سرية تقوم بها مصر بين الأطراف الفلسطينية المختلفة خاصة حماس والسلطة الفلسطينية لإعلان هدنة جديدة تكون ملزمة لإسرائيل، تقدم إسرائيل على أسلوبها المعتاد الدال على رفضها لها بدك قادة حماس بالصورايخ من الجو لكي تدفع الساحة إلى تصعيد من جانب الفلسطينيين لتبرر موقفها الأمني الضعيف أمام شعبها، الذي يصرخ بعد كل عملية فدائية نريد الأمن، فيما الحكومة الصهيونية فاشلة إلى اليوم في تحقيق هذا الحلم لهم، الأمر الذي يدعوها دوما إلى استهداف القادة والعناصر الفلسطينيية لكي يستمر الوضع الأمني على ما هو عليه حيث هو المخرج الوحيد لبقاء الحكومة الصهيونية على قيد الحياة. وكالة الأنباء اليمنية(ٍسبأ)