اختتمت اليوم بصنعاء فعاليات المؤتمر التقييمي السنوي السادس لتفعيل أنشطة الحماية للطفل، نظمته هيئة التنسيق للمنظمات اليمنية غير الحكومية لرعاية حقوق الطفل والمنظمة العالمية لرعاية الأطفال واستمر ثلاثة أيام. وفي الاختتام نوه وكيل وزارة حقوق الإنسان علي صالح تيسير بجهود هيئة التنسيق وعملها في الإعداد للمؤتمر ودور المنظمات الدولية العاملة في اليمن في ظل العدوان والحصار ومنها اليونيسيف ومنظمة رعاية الأطفال. وقال " لقد كرمنا قبل أيام منظمة الصليب الأحمر لجهودها الملموسة وسنكرم المنظمات التي نجد لأعمالها الأثر الملموس لدى المواطنين وتخفيف معاناة الشعب اليمني ". وشدد الوكيل تيسير على أهمية إيقاف العدوان والحصار الذي تفرضه دول تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات، في إنتهاك للأعراف والمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية . وأضاف " لم تكن الطفولة بعيدة عن العدوان، إذ لا يبحث الطفل اليمني اليوم عن حقوقه، بل يبحث عن الحق في الحياة الآمنة"، مستنكرا صمت الأممالمتحدة ومجلس الأمن تجاه المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان منذ ما يقارب أربع سنوات. فيما أشارت أمين عام المجلس الأعلى للأمومة والطفولة لمياء يحيى الإرياني إلى واقع الطفولة في اليمن والتي أصبحت مأساة وكارثة إنسانية. وقالت " أطفال اليمن اليوم هم المقتولون بالقنابل العنقودية للتحالف أو فاقدين لأسرهم، وفي أحسن الأحوال مشردين في الشوارع أو يبحثون عن لقمة العيش في ظل مجاعة تعصف بالشعب بأكمله "، مطالبة بتحقيق السلام للشعب اليمني وليس الإستسلام وإيقاف الحرب التي تحصد أرواح الأطفال والرجال والنساء بصورة يومية. بدوره أشار ممثل مكتب رئاسة الجمهورية علي جسار أن الأطفال هم أكثر عرضة للإنتهاكات بقصف منازلهم أو مدارسهم، حتى المستشفيات التي يسعفون إليها ، مبينا أن كثير من الحالات سجلت خلال فترة العدوان الذي يمارس أبشع جرائم لأربع سنوات على التوالي. وقال " نعد هيئة التنسيق والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة بتقديم الدعم لهم في المرحلة القادمة بما يكفل القيام بواجبهما في هذا الجانب". من جانبه اعتبر المنسق العام لهيئة التنسيق للمنظمات اليمنية غير الحكومية لرعاية حقوق الطفل عبده صلاح الحرازي، المؤتمر تتويجًا لأعمال الهيئة ومحطة تقييم لواقع الطفولة في اليمن . وقال " إننا في المؤتمر السادس الذي نرى فيه الطفل اليمني حُرم من أبسط حقوقه "الحق في العيش" بسبب العدوان، يعيدنا خطوات للوراء، حيث كنا في مؤتمرات وأنشطة سابقة طيلة ربع قرن نعمل على حقوق واتفاقيات الطفولة وأحرزنا في تلك الفترة تقدمًا ملحوظًا ". وأضاف " ورغم ذلك نقول يكفي اليوم ما تعانيه الطفولة ونأمل أن يأتي المؤتمر القادم والطفولة واليمن في أمن واستقرار ". كما استعرض مدير الطفل بمنظمة رعاية الطفولة سيف نعم برامج المنظمة والشراكة بينها وبين هيئة التنسيق والتي يُعد مؤتمرها اليوم مرجعية أساسية للتقارير التي تقدم إلى جنيف، كما يُقدم المؤتمر توصيات لها الأثر الكبير بالنهوض بحماية الطفولة ورعايتها مستقبلًا. من جهتها دعت جولي جل التي شاركت عن منظمة اليونيسيف إلى مضاعفة الجهود نظرًا لواقع الأطفال الكارثي في المجالات الصحية والتعليمية والنفسية ، مستعرضةً التقارير والإحصائيات للعام 2018م . ونوهت بدور هيئة التنسيق للمنظمات اليمنية غير الحكومية لرعاية الطفل وانعقاد مؤتمرها السادس الذي سلط الضوء على الإشكاليات والصعوبات وواقع الطفولة بصورة عامة. في حين طالبت علياء الغسيني وضياء محمد عبده عن برلمان الأطفال بوقف الحرب والنهوض بالعملية التعليمية والصحية، مشيدتين بجهود هيئة التنسيق لإشراكهم في المؤتمر، ما يدل على إهتمامها للإستماع لهموم الأطفال ومشاكلهم. وقدم عبدالله بنيان في كلمته نيابةً عن المشاركين الشكر لجهود هيئة التنسيق خلال رُبع قرن من نشاطها ومهامها المختلفة. ممثل وزارة الشئون الإجتماعية والعمل رشاد الجابري ثمن بدوره جهود هيئة التنسيق والشركاء الحكوميين في الأعوام الماضية من خلال المخرجات والتوصيات التي تلبي إحتياجات واقع الطفولة ، داعيًا إلى تضافر جهود المنظمات الدولية والمحلية. وتم في ختام المؤتمر تكريم منسق هيئة التنسيق للمنظمات اليمنية غير الحكومية لرعاية حقوق الطفل عبده الحرازي، بشهادة تقديرية من المنظمة الدولية لحرية وحماية حقوق الإنسان والسلام العالمي نظير جهوده الحقوقية وأعمال هيئة التنسيق خلال الفترة الماضية.