مثل الفوز الثمين الذي حققه منتخب الشباب الوطني لكرة القدم بهدف وحيد على نظيره العماني عصر اليوم على ملعب الفقيد المريسي بصنعاء في الجولة الثانية لتصفيات المجموعة الرابعة المؤهلة لنهائيات كأس آسيا المقبلة بارقة أمل جديدة وقوية لإنتزاعه بطاقة التأهل الوحيدة عن المجموعة التي تضم أيضاً المنتخب السعودي . وجاء الفوز اليمني المعزز بجماهير غفيرة ملأت مدرجات الملعب بقوة وجدارة بعد سيطرة شبه كاملة على مجريات المباراة التي كان فيها الفريق العماني خصماًدفاعياً قوياً صعب إختراقه حتى الدقيقة السبعين من المباراة عندما نجح اللاعب المتألق أكرم الصلوي من التوغل داخل خط الستة متجاوزاً الدفاع المحكم ليعكس الكرة عالية عن الحارس العماني أمام المرمى وتجد طريقها بسهولة الى رأس المهاجم سامي حعيم الذي حولها للمرمى مسجلاً هدف المباراة الوحيد . وكان الفريق العماني قد دخل المباراة وعينه على نقاط المباراة الثلاث التي كانت كافية له ليبلغ نهائيات كأس آسيا المقبلة في ماليزيا العام القادم 2004م كونه قد حقق مبتغاه في لقاء الإفتتاح أمام المنتخب السعودي القوي وفاز عليه بهدف وحيد غير أن المبادرة الهجومية كانت من قبل المنتخب الوطني الذي سارع لاعبه أكرم الصلوي هجماته في الدقيقة الثانية وسجل أولى المحاولات لغزو المرمى العماني بكرة قوية ومباغته من أقصى اليسار علت العارضة بسنتيمترات قليلة .. وسرعان مارد عليها اللاعب العماني المدافع بلال عبيد السعدي بتسديدة سهلة التقطها حارس مرمى المنتخب الوطني إبراهيم عياش في الدقيقة الرابعة . وبرزت بعد ذلك أفضلية المنتخب اليمني ليفرض سيطرة كبيرة على مجريات الأحداث وسط إستبسال دفاعي عماني محكم أغلق خلاله مدافعوه المنطقة المحرمة وتكسرت أمامه كل الكرات اليمنية التي كانت تبنى من الوسط . وتميز الفريقان في هذا الشوط بالإنتشار السليم الهجومي للمنتخب اليمني والدفاعي للمنتخب العماني الذي إعتمد على الكرات المرتدة والتي شكلت بعضها خطورة واضحة كان يمكن أن يأتي منها هدف قاتل في أي لحظة لولا سرعة التعامل الدفاعي الجيد من قبل خط ظهر المنتخب اليمني وصحوة حارس المرمى للكرات المباغتة. وفي الشوط الثاني حاول المدرب العماني تحسين وتيرة خط الوسط بغية محاولة كسر رتباة السيطرة اليمنية .. وكاد اللاعب سامي السعيدي أن يباغت الحارس إبراهيم عياش بهدف قاتل عندما إستفاد من كرة مرتدة بعد الإستراحة بدقيقة واحدة لينطلق الى العمق اليمني ويسدد كرة مباغتة وقوية تمكن الحارس اليمني من إبطال مفعولها على دفعتين .. وكرر المهاجم العماني إبراهيم عبد الله الغيلاني نفس المحاولة عندما إستفاد من خطأ دفاعي في التمرير وسدد كرة جاءت بين أحضان الحارس .. ولم يلبث لاعبو المنتخب اليمني أن أحكموا بعدها السيطرة الكاملة وتكثيف محاولات إختراق الدفاع العماني بتنويع الهجمات من العمق ومن الأطراف فيما بذل اللاعبان فؤاد العماري وقائد الفريق عبده الإدريسي جهداً خارقاً لتمويل المهاجمين بالكرات وضبط إيقاع الوسط وبناء الهجمات التي شكلت في مجملها خطورة واضحة تفنن المهاجمون عبد الإله شريان سامي جعيم ومن بعده العائد طارق الحيدري في إضاعتها بكل سهولة . ومع الدقائق الأولى لهذا الشوط كان المدافع العماني نبيل نبي بخش يرتكب خطاءً متعمداً ضد لاعب الوسط فؤاد العماري إستحق عليه الطرد بعد ان أشهر له الحكم الدولي الكويتي حمد جاسم الإنذار الثاني له في المبارة ليلعب الفريق العماني بقية الوقت بعشرة لاعبين . وتعددت محاولات التسديد بقوة من خارج منطقة الجزاء العمانية عن طريق الظهيرين عبد الله الصافي وياسر البعداني دون أن تجد الكرة طريقها الى المرمى فيما واصل أكرم الصلوي مناوشاته التي أرهقت الدفاع العماني وأسفرت عن تمكنه من تمرير كرة ذكية لسامي جعيم الذي أودعها الشباك العمانية بعد خمسة وعشرين دقيقة من الإستراحة . ولم تفلح بعدها محاولات تعزيز النتيجة التي بذل جهودها المنتخب اليمني وأضاع شريان فرصة هدف محقق إثر تمريرة ذكية من سامي جعيم مكنته من الإنفراد بالحارس الذي تدخل لمعالجة الموقف وإبعاد الخطر مرماه . وبهذا الفوز يكون المنتخب الوطني قد ضمن أول ثلاث نقاط له وربما يكون قد قطع نصف المشوار لنيل بطاقة التأهل بانتظار لقاؤه الذي سيلعبه مع المنتخب السعودي الذي يقف في ذيل المجموعة دون نقاط وذلك بعد غد الخميس بفرصتين التعادل أو الفوز . وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب المباراة أعرب المدرب اليوغسلافي / ألكسندربوزنكير / مدير الجهاز الفني للمنتخب العماني عن تهنئته للمنتخب اليمني لأنه كان يستحق الفوز بناءً على أفضليته في الملعب مشيراً الى أنه حاول أن يلعب بخطة متوازنة مركزاً فيها على الدفاع والإعتماد على الكرات المرتدة في محاولة للتسجيل كما فعلها مع المنتخب السعودي من قبل غير أن ذلك كان صعباً للغاية أمام فريق أحكم إغلاق منطقته الدفاعية وسيطرته الميداني .. مشيداً بالمستوى الذي ظهر به المنتخب اليمني ووصفه بأنه يحمل خبرة المباريات العامية نتيجة مستواه الجيد الذي ظهر به في كأس العالم الأخيرة للناشئين بفنلندا قبل مرحلة الشباب . من جهته أعرب المدرب الوطني أمين السنين مدير الجهاز الفني للمنتخب اليمني عن سعادته بهذا الفوز الثمين الذي يقرب فريقه من التأهل .. مؤكداً أنه لعب من أجل الفوز وأن السيطرة الكاملة للاعبيه على مجريات المباراة كان نتيجته الفوز رغم أن المباراة كانت بالنسبة للاعبه صعبة للغاية في الحصول على هذاالفوز .. وبرر ضياع ذلك الكم من الهجمات الى وجود الضغط النفسي الكبير لدى اللاعبين بسبب أفضلية المنتخب العماني في فوزه بمباراة الإفتتاح وخوضه هذه المباراة بأفضلية الثلاث نقاط والتي تعني فيها الخسارة اليمنية ضياع كل شئ. وعن مباراته القادمة والحاسمة مع نظيره السعودي أكد الكابتن أمين السنيني أن المنتخب اليمني سيسعى بكل قوة لتقديم صورة أفضل في الوصول الى المرمى السعودي وأنه يعمل على دراسة هذا المنتخب من خلال مباراته الأولى لتمكين لاعبيه من الوصول الى المرمى السعودي وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)