حصد منتخب الناشئين اليمني لكرة القدم على أول نقطه له اليوم في مشواره العالمي الأول بنهائيات كأس العالم للناشئين المقامة حالياً في فلندا بتعادله مع نظيره الكاميروني ( 1 / 1 ) ضمن منافسات المجموعة الثالثة . وتجاوز الأخضر الصغير الممثل الوحيد للعرب في هذا المونديال أخطاء مباراته الإفتتاحية التي خسر فيها أمام المنتخب البرتغالي بطل أوروبا بنتيجة ( 3 / 4 ) نتيجة ظلم تحكيمي حينها لينجح في كبح جماح الهجوم الكاميروني الساحق ويتمكن من السيطرة على معظم مجريات الشوط الأول الذي إنتهى بالتعادل قبل أن يتراجع أداؤه بعض الشئ في بعض فترات الشوط الثاني الذي شهد تسجيل الهدفين. ونجح المنتخب الكاميروني بطل إفريقيا في تسجيل هدف التقدم بعد ثلاين دقيقة من نهاية إستراحة مابين الشوطين عن طريق المهاجم الخطير جوزيف ماواي فيما أدرك المهاجم البديل سامي جعيم هدف التعادل للمنتخب اليمني في الدقيقة الأخيرة من اللقاء . وتأثر الأخضر الصغير كثيراً بغياب نجم المباراة السابقة أكرم الصلوي الذي توقف في هذه المباراة نتيجة حصوله على بطاقة طرد حمراء في تلك المباراة فيما قدم بديله اللاعب خالد بلعيد مستوى جيد في الشوط الأول قبل أن يستبدله مدرب المنتخب اليمني الوطني أمين السنيني بلاعب الوسط المهاجم جلال القطاع.و كان نجوم الكرة اليمنية قد بدأوا هذا اللقاء بحذر شديد في محاولة لإمتصاص أي إندفاع هجومي عنيف ومباغت قد يقوم به لاعبو الكاميرون الذين يتميزون بالسرعة والمهارات الفردية والجماعية والبنية الجسدية الضخمة إضافة الى الحذر في التعامل مع الكرة وعدم الإشتراك والإلتحام المباشر نتيجة الفوارق الجسمانية والطريقة العنيفة التي تشتهر بها الكرة الإفريقية . ومع أن بداية الشوط الأول كانت صعبة نوعاً ما بالنسبة لنجوم الأخضر الصغير مع المد الهجومي القوي الذي إنتهجه لاعبو الفريق الخصم من البداية إلا أن الدقائق العشر الأولى إنتهت بسلام وتمكن خلالها لاعبون من مجاراة خصومهم أولاً ومن ثم معرفة قدراتهم وإمكانياتهم الهجومية والعمل على تعطيلها وإبطال مفعولها قبل أن يبدأ الدور الهجومي الذي قاده الإدريسي من الوسط بنجاح وسانده مايسترو خط الوسط فؤاد العماري بالإعتماد على المهاجم المصاب من المباراة السابقة عبد الأله شريان وزميله الأسمر إبراهيم حسن الذي لعب أساسياً منذ البداية في هذا اللقاء وشكلا معاً خطورة على المرمى الكاميروني الذي تعامل مدافعوه مع الهجمات اليمنية بالخشونة المتواصلة ومحاولات الإعاقة ( الذكية ) التي تعيق اللاعب ولا تحتسب ضده أي مخالفة تحكيمية . وبعدها أدرك لاعبونا أن الملعب مهيأ لهم ليحكموا إعلاق منطقتهم ويملأوا كل المساحات الدفاعية الفارغة مع إحكام الرقابة اللصيقة رجل لرجل وبذل أقل جهد في الأداء الميداني . الدقيقة السادسة العشرين حملت ضربة ركينة يمنية من يمين الحارس الكاميروني نفذت باتجاه الإدريسي الذي عكسها داخل المنطقة باتجاه اللاعب إبراهيم حسن الذي وفق في الإنقضاض عليها وحولها برأسه الى المرمى الكاميروني لتقتل راية رجل الخط الثاني الفرحة اليمنية بوجود أربعة لاعبين متسللين بعد ان نجح الدفاع الكاميروني في الإيقاع بمهاجمي الأخضر الصغير في مصيدة التسلل . وكانت هذه الهجمة إيذاناً بتنوع الإيقاع اليمني من مختلف الجبهات التي نفذ من خلالها لاعبو السيطرة اليمنية جملاً تكتيكية رائعة عابها البطء والتحضير الطويل في محاولة لعدم الإستعجال لإنهاء الهجمة على عكس المباراة السابقة التي عابها الإستعجال والتسرع أمام المرمى وبالتالي فقدت الهجمات اليمنية في كلتا المباراتين فاعلية اللمسة الأخيرة . وفي الشوط الثاني تكررت صعوبة البداية بالنسبة للأخضر الصغير أمام الحماس الكبير والمفاجئ الذي نزل به لاعبو المنتخب الكاميروني في تنويع هجماتهم من عدة جهات والضغط على حامل الكرة والإستفادة من الفارق الجسماني مما أظهر بعض الإرتباك الذي صنع عدة هجمات كاميرونية خطيرة تكسرت أمام صلابة المدافيعن ويقظة الحارس محمد إبراهيم عياش . وأثمر الإرتباك عن خطأ دفاعي بسيط في تخليص الكرة كاد معه المهاجم الكاميروني الخطير جوزيف مواي أن يسجل هدف التقدم للكاميرون عندما إنفرد بالحارس داخل خط الستة لينقض الحارس عياش على الكرة من لبين أقدام المهاجم الكاميروني ويخلص منه أخطر الهجمات بعد 12 دقيقة من إنتهاء الإستراحة .. ورد عليها بعد ذلك بدقيقة واحدة بديل الشوط الثاني جلال القطاع الذي حل بديلاً عن خالد بالعيد كوسط مهاجم وانتهت اليه هجمة منسقة ومحضرة تحضيراً جيداً يسار منطقة الجزاء الكاميرونية ليسددها على يمين الحارس الذي نجح في التصدي لها .. وبعدها بثمان دقائق ضاعت أفضل فرص التهديف في المباراة وكانت لمصلحة الأخضر الصغير عندما إستغل المهاجم إبراهيم حسن خطأ دفاعي في التغطية الدفاعية الكاميرونية ونطلق منفرداً باتجاه المرمى وبصورة مريحة دون مضايقة تذكر وأصبح وجهاً لوجه أمام الحارس والمرمى ولكنه بدلاً من أن يضعها بين الخشبات الثلاث يسدد كرة ضعيفة وأرضية لتمر الكرة بجوار العارضة علي يمين الحارس . وفي نفس الوقت الذي كان الأخضر الصغير قد نجح في ترويض أسود الكاميرون وأرتكنوا بعض الشئ الى ذلك حملت الدقيقة الرابعة والسبعين هدفاً كاميرونياً مفاجئاً جاء بعد هجمة كاميرونية مرتدة بلغت منطقة الستة وأنهاها المهاجم جوزيف ماواي في المرمى على يمين الحارس عياش الذي فشل في التصدي لها . وشن بعدها نجوم الأخضر الصغير بعض الهجمات التي بدت خجولة ومتواضعة نوعاً ما وافتقدت للمسة الأخيرة مع تراجع المنتخب الكاميروني الى الدفاع حفاظاً على نتيجة التقدم بالهدف الوحيد .. فيما شكل نزول لاعب الوسط أكرم الورافي بديلاً عن قائد الفريق عبده علي الإدريسي الذي أبلى بلاءً حسناً وقبلها نزول المهاجم سامي جعيم بديلاً عن إبراهيم حسن عادت بعض الفاعلية لخطي الوسط والهجوم الذي أربك الدفاعات الكاميرونية مع إقتراب المباراة من مرحلة لفظ الأمفاس الأخيرة وسط توقعات بإنتهائها بتلك النتيجة . فكان للبديل سامي جعيم هذه المرة رأياً آخراً في الدقيقة الثانية للوقت بدل الضائع للشوط الثاني وهو ينطلق نحو العمق الدفاعي الكاميروني لينتزع الكرة من أحدهم خارج منطقة الجزاء وينطلق مسرعاً باتجاه المرمى وخلفه ثلاثة مدافيعن قبل أن يباغت الحارس الذي أوشك على الخروج اليه وسدد كرة قوية وسريعة على يساره محرزاً هدف التعادل الذي أراح الجميع وأعاد الأمل للكرة اليمنية ومنحها أول نقطة في كأس العالم . وعقب اللقاء عبرت كثير من الأوساط الرياضية في اليمن عن سعادتها بما آالت اليه نتيجة هذه المباراة رغم أن الطموح كان يتمثل في تحقيق الفوز .. ورأت جماهير الكرة اليمنية أن المستوى الرائع الذي قدمه الأخضر الصغير كان بمثابة أروع الإنتصارات في مقارعة نجوم العالم وأفضل منتخبات القارات والعالم. سبأنت