غزة: يعاني الالاف من اللاجئين في مخيمات قطاع غزة معاناة شديدة ويعيشون أوضاعا مأساوية تتفاقم يوما بعد يوم نتيجة لقيام وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا بتخفيض الاغذية والانشطة الطارئة الاخرى على الرغم من أن ستة من بين كل عشرة فلسطينيين يعيشون تحت خط الفقر . واصبحت منازل اللاجئين الفلسطينيين آيلة للسقوط وغير صالحة للسكن بعد أكثر من نصف قرن على انشائها لعدم قيام وكالة الغوث بترميمها لتقليص خدماتها بعد عجزها عن توفير الحد الادنى من الميزانية اللازمة لتلبية احتياجات اللاجئين. وكانت وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين حذرت في تقرير صدر في جنيف امس من أن الاوضاع في الاراضي الفلسطينية تزداد سوءا يوما بعد يوم . وقال بيتر هانسن المفوض العام للاونروا ان منازل أكثر من 29 ألف فلسطيني دمرت أو أضيرت من جانب الجيش الاسرائيلي كما ان حوالى ألفين شخص فقدوا منازلهم في رفح في جنوبي قطاع غزة خلال العملية العسكرية الكبيرة التي شنتها إسرائيل هناك في أكتوبر الماضي وهناك العشرات من المنازل تضررت بشكل يصعب معه ترميمها. ومنذ بدء الانتفاضة من ثلاثة أعوام في قطاع غزةوالضفة الغربية دمر الجيش الاسرائيلي ألف ومائتين من منازل الفلسطينيين وألحقوا الضرر بسبعة عشر ألف منزل. وقد وجهت الوكالة في يونيو الماضي نداء عاجلا لجمع 103 ملايين دولار لكنها لم تتمكن سوى من تحصيل 44 % من هذا المبلغ الذي قدمت نصفه الولاياتالمتحدة. وتوزع الاونروا حاليا مساعدة انسانية لمليون و200 الف فلسطيني لكن هذه المساعدة خفضت إلى النصف في قطاع غزة .. فيما خفضت كثيرا البرامج المخصصة للعاطلين عن العمل والبرامج الصحية. وفي ظل خفض الانروا لبرامجها الاغاثية بسبب نقص الاموال أصبحت معاناة اللاجئين لا تطاق فقد وصف المفوض العام لوكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين بيتر هانسن اوضاع اللاجئين في الضفة الغربيةوغزة بانه حرج جدا 00منوها إلى أنه نتيجة العجز التمويلي سيلحق الضرر باكثر من مليون لاجىء من المعوزين الذين يتلقون المساعدات الغذائية من الوكالة 00مشيرا الى أن المساعدات التي تم توزيعها انخفضت بنسبة الربع من غزة بالاضافة الى عدم تمكنها من بناء سوى 12 % من منازل اللاجئين المتضررين. من جانبها اكدت وزارة الاسكان الفلسطينية على لسان مدير الاعلام فيها احمد ابو خطاب اليوم ان مسؤولية المخيمات تقع بالكامل على عاتق الانروا مع وجود تعاون مع وزارة الاسكان في العديد من القضايا وخاصة توفير الارض لمساعدتهم في بناء المنازل . وقال ابو خطاب إن التعاون بين الوزارة والانروا ظهر واضحا منذ بداية الانتفاضة وخصوصا عندما قامت ببناء مساكن في حي تل السلطان برفح في بداية الانتفاضة. وأوضح ابو خطاب أن الوزارة وفي ظل ازدياد الشكاوي وطلبات المساعدة قامت بمساعدة اللاجئين المحرومين من الخدمات كالمستهدفين الذين تجرمهم الوكالة من التعويضات0 وقال مدير الخدمات بالوكالة عقيل ابو شمالة ان عدد بيوت اللاجئين التي تم تدميرها منذ بداية الانتفاضة وحتى الشهر الحالي وصل الى 1188 بيتا فيما بلغ عدد الاشخاص الذين تضررت منازلهم 11986 شخصا . وأضاف ابوشماله ان عدد الاشخاص الذين اصيب منازلهم بشكل جزئي بلغ 15650 شخصا ..مشيرا الى انه تم تدمير 800 منزل للاجئين في منطقة رفح بالاضافة الى التهديد المستمر حيث تضرر من جراء ذلك 4300 شخص في رفح . واوضح ابو شمالة أن الوكالة تقوم بدفع ايجارات المنازل المؤقتة لجميع اللاجئين المتضررين من جراء الاحتلال حى يتم البناء لهم دون دفع اي مبلغ مالي .. وقال ان الوكالة لم تستطع البناء لسكان الجزء الغربي من خانيونس كونه مهددا من قبل قوات الاحتلال. وعن الكارثة التي يعاني منها اللاجئون في منطقة رفح وخصوصا بعد التجريف الاخير .. أشار ابو شمالة إلى أن الوضع خطير للغاية كونه لا يوجد مأوى لمائتي اسرة بسبب عدم توفير منازل للاستئجار .. مشيرا الى ان الهدم لا يزال مستمرا من قبل قوات الاحتلال موضحا انه من المتوقع ان تبلغ قيمة خسائر الهدم الاخير في رفح 6 ملايين دولار. وقال انه بالرغم من المطالبات العديدة من قبل الانروا بتقديم 200 مليون دولار لتغطية نفقات البرنامج العادي الا انه تمت تغطية 40% من المبلغ فيحين يصل العجز الى 60% 00موضحا ان برنامج البناء في الوكالة والذي يعمل منذ عام 1989 وحتى هذا العام على بناء واصلاح منازل اللاجئين في جميع المخيمات يقوم ببناء من 300 الى 400 منزل سنويا 0 ونوه مدير الخدمات بالوكالة الى ان هناك اعداد كبيرة تستحق بناء منازلها وتصل الى 600 اسرة 00مشيرا الى ان البرنامج العادي لا يستطيع تغطية واصلاح هذه المباني بسبب عدم تقديم الدول التي تمت مناشدتها سوى ل 300 الف دولار سنويا لهذا الغرض والى ان تفي الدول الممولة للانروا بالتزاماتها يبقى سكان المخيمات من اللاجئين بين فكي كماشة المأساة ...الاحتلال والفقر ... وما يزيد الطين بلة تجاهل المسؤولين وغياب متابعتهم لما يحدث على الارض من معاناة يومية اقل ما يقال عنها انها لا تحتمل. وكالة الانباء اليمنية (سبأ)