استكملت الجمهورية اليمنية كافة الترتيبات اللازمة للمشاركة الفاعلة في أعمال القمة العالمية لمجتمع المعلومات والتي ستنعقد في جنيف خلال الفترة من 10-12 ديسمبر القادم بمشاركة دول العالم ومؤسسات القطاع الخاص العالمية ومنظمات المجتمع المدنية الدولية . وأوضح الأخ المهندس/ عبد الملك المعلمي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات رئيس وفد بلادنا إلى القمة في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية/سبأ/ بأن اليمن حرصت على المشاركة في الاجتماعات الدولية التحضيرية للقمة وكذا الاجتماعات التحضيرية التي جمعت البلدات العربية والذي كان آخرها المؤتمر الإقليمي العربي التحضيري للقمة الذي عقد بالقاهرة في يونيو الماضي بمشاركة وزراء الاتصالات العرب, حيث شاركت اليمن في طرح الأفكار والمقترحات والآراء في إعداد خطة العمل العربية التي ستقدم للقمة وتتضمن الرؤية العربية المتكاملة لمفهوم الاتصالات وتقنية المعلومات وبناء القدرات والثروة البشرية العربية في هذا المجال وتنمية دور القطاع الخاص والمجتمع وقيام شراكة حقيقية بين القطاع الخاص والحكومة لتنمية قطاع المعلومات وتشجيع قيام صناعة عربية متخصصة في مجال تقنية المعلومات . وأشار المعلمي إلى ان اليمن ستطرح أمام دول العالم المشاركة في القمة تقريراً عن المستوى الذي وصل إليه قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات والخطوات التي قطعتها بلادنا في هذا الجانب, كما يتضمن التقرير واقع تقنية المعلومات وما شهدته من تطور على صعيد الاستخدامات والتطبيقات المختلفة في أجهزة الدولة ومؤسسات القطاع الخاص ,بالإضافة إلى المشروعات والتوجهات الجديدة في اليمن التي أخذت تخطو خطوات إيجابية في السير نحو مجتمع المعلومات أبرزها مشروع رئيس الجمهورية لتعميم أجهزة الحاسوب والذي تم البدء بتنفيذ مرحلته الأولى ومشروع البرنامج الوطني لتقنية المعلومات/الحكومة الإلكترونية/ ومدينة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والبوابة اليمنية للإنترنت . وأكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات بأن الجمهورية اليمنية حريصة على تسجيل حضور عربي وعالمي في القمة وبما يترجم ويعزز الاهتمام والتشجيع الذي توليه القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس/ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الرامي إلى تطوير وتوسيع قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات والاستفادة من التطورات التقنية العالمية في هذا الجانب,مما يدفعنا إلى ترجمة هذا الطموح في الواقع العملي وما يمكن أن تجنيه اليمن من قمة جنيف 2003م . منوهاً في هذا الصدد إلى أن الهدف الرئيسي للقمة والتي ستنعقد على مرحلتين الأولى في ديسمبر 2003م بجنيف والثانية في نوفمبر2005 م بتونس, يتمثل في تطوير مفهوم ورؤية مشتركة لمجتمع المعلومات وتبني خطط تنفيذها من قبل الدول والمؤسسات الدولية وكافة قطاعات المجتمع المدني . وقال الأخ الوزير بأن اجتماعات قمة جنيف ستقف أمام عدد من الموضوعات المتصلة بالاتصالات وتقنية المعلومات ومنها ما يتعلق بسبل تقويض الفجوة الرقمية وكيفية الوصول إلى مجتمع المعلومات من حيث طرق العمل والإستراتيجيات وفوائد تقنية الاتصالات والمعلومات ومردوداتها في المجالات الاقتصادية والتنموية والخدمية, إضافة إلى موضوعات التجارة الإلكترونية وتطوير مجالات العمل والإنتاج وتنمية الموارد . وأضاف رئيس وفد بلادنا إلى قمة جنيف بأن القمة تشكل فرصة فريدة للمجتمع الدولي لمناقشة القضايا المطروحة ليناء مجتمع المعلومات بما في ذلك القضايا المتعلقة بصياغة السياسة الاقتصادية والاجتماعية والاهتمامات الثقافية والتكنولوجية. وأختتم المعلمي تصريحه بالقول أنه من المقرر أن ينتج عن القمة إعلان المبادئ العامة لمجتمع المعلومات والذي يطالب ببناء مجتمع من نوع جديد يقوم على المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأممالمتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتصبح فيه التكنولوجيا الحديثة أداة أساسية يمكن للجميع النفاذ إليها لإقامة عالم ينعم بمزيد من السلم والرخاء والعدالة ويقوم على الإنسانية المشتركة بكل ما فيها من تنوع ,وكذا الإعلان عن خطة العمل للوصول إلى مجتمع المعلومات وتتضمن البنية التحتية للمعلومات والاتصالات والنفاذ إلى المعلومات والمعارف ودور الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني في تعزيز ذلك للوصول إلى التنمية والتأكيد على أمن المعلومات . وعلى صعيد الطموح العربي المنشود من القمة والأصوات المطالبة بإيجاد أسس وبرامج عادلة لتعويض الفجوة بين (ذوي)و(عديمي) المعلومات ,فقد شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية /عمرو موسى/ في إفتتاح المؤتمر الإقليمي العربي التحضيري للقمة الذي عقد في يونيو الماضي بالقاهرة,شدد على أهمية معالجة القمة العالمية القادمة للفجوة الرقمية والتكنولوجية بين دول العالم المتقدم والنامي باعتبار ذلك أحد أهم العناصر المرتبطة بالتنمية,مؤكداً حق المواطن العربي في أن تكون له ثقافة رقمية خاصة به . من جانبها أكدت المدير التنفيذي للإسكوا الدكتورة /ميرفت التلاوي/ على ان قمتي جنيف وتونس ستكون فرصة للدول العربية لإطلاق نهضة اقتصادية واجتماع ية تركز على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبما يمكن الحكومات العربية من وضع الخطط والبرامج التي يمكن تنفيذها في هذا المجال . ورأى الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات /يوشيو أوتسومي/ أن أحد أهم التحديات أمام الدول العربية في مجال المعلومات تتمثل في توفير وإتاحة الفرصة أمام الجميع للحصول على المعلومات , وطالب الدول العربية بأن تكون لديها رؤية واضحة تحدد فيها مدى اتساقها مع التوجه الدولي في مجال الاتصالات , موضحاً أن هذه الرؤية يجب ان تقوم على أسس من العدالة واحترام حقوق الإنسان وضرورة احترام خصوصيات الدول العربية . وقد ظهرت فكرة القمة العالمية لمجتمع المعلومات من خلال القرار رقم /73 /الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات خلال اجتماع له عقد في الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1998م ومن ثم كمبادرة من مؤتمر المفوضين للاتحاد حينما أدرك أن الفجوة المعلوماتية تتسع بين دول العالم ولهذا أقرت الجمعية العمومية للأمم المتحدة عقد القمة على مرحلتين ,حيث تنظر الأممالمتحدة إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على أنها تمثل أدوات أساسية في تحقيق الهدف المشترك الذي نصبو إليه ويتمثل في تحقيق التنمية المستدامة لجميع الشعوب . وإذا كانت أهداف التنمية التي وضعتها الأممالمتحدة للألفية الجديدة تتضمن معالم محددة للفقر والجوع والمرض ,فإن القمة سوف تحدد الاتجاه اللازم لضمان الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تحقيق هذه الأهداف . وتشكلت اللجنة العليا المنظمة للقمة برئاسة الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات وعضوية مندوب الأمين العام للأمم المتحدة والمديرين التنفيذيين للجهات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة والمدير العام لمنظمة التجارة الدولية والأمناء التنفيذيين للبعثات الإقليمية والاقتصادية للأمم المتحدة . وتمول القمة من قبل الدول المضيفة وفي مقدمتها الحكومة السويسرية بمشاركة القطاعين الخاص والعام . وكالة الانباء اليمنية (سبأ)