وفي كلمة لفخامته في افتتاح المؤتمر رحب فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية بالمشاركين ، وعبر عن اعتزاز وتقدير اليمن حضورهم ومشاركتهم في هذا المؤتمر ، كما عبر عن شكره للاتحاد الأوروبي ومنظمة "لا سلام بدون عدالة" وكل الذين ساهموا في التحضير الجيد للمؤتمر، لكي يخرج بالنتائج التي تحقق الأهداف المنشودة منه. وقال فخامته " إنه لشرف كبير أن تحتضن صنعاء الحضارة والتاريخ والثقافة والديمقراطية هذا الملتقى الفريد من نوعه الذي تلتقون فيه ، قيادات سياسية وحزبية رفيعة المستوى في السلطة وخارجها، وبمشاركة عدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني ، لتبادل الآراء بشفافية والتطلع معاً من أجل عالم حر وديمقراطي خالٍ من الظلم والقهر والتعسف والاحتلال. وأكد فخامته على " الدور الهام الذي تضطلع به المحكمة الجنائية الدولية من أجل حماية حقوق الإنسان وعلى حرص المشاركين في أن يكون الناس جميعاً سواسية في حقوقهم دون أي تمييز أو اضطهاد" .. مجدداً التزام الجمهورية اليمنية " بهذه المبادئ الإنسانية العظيمة ". مشيراً إلى ما " عاناه شعبنا اليمني في الماضي من الصراعات والتشطير والتسلط الديكتاتوري والشمولي ، حتى استطاع أن ينتصر لنفسه ويثور على واقعه ويعيد تحقيق وحدته الوطنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م ". وقال إن ذلك الانتصار " اقترن بإقرار الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الرأي والصحافة ومشاركة المرأة واحترام حقوق الإنسان وقيام مؤسسات المجتمع المدني عبر الانتخابات الحرة والمباشرة التي تمثل اليوم سمة واقعنا اليمني الجديد، وامتداداً لممارسة شعبنا للشورى منذ القدم. وخاطب الحاضرين بقوله " إن وجودكم بيننا اليوم هو تجسيد لتقديركم لذلك النهج الذي التزمنا به ولن نحيد عنه.. وأكد على أن " الديمقراطية هي خيار العصر لكل الشعوب وسفينة النجاة للأنظمة السياسية ، خاصة في عالمنا الثالث من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية وصنع المستقبل الأفضل لأوطاننا. كما أكد على " أن حقوق الإنسان ترتبط ارتباطاً وثيقاً ومتلازماً بالديمقراطية والنظام والقانون، ولهذا ينبغي إزالة كل ما يتعارض معها والوقوف ضد كل أشكال التمييز والاضطهاد والاستغلال البشع للإنسان وحقوقه" . ودعا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح إلى وجوب احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وحماية حقوق الإنسان في العالم ، وإلى أهمية أن تحتل مكانة هامة من قبل المنظمات الدولية المهتمة بالديمقراطية وبتعزيز سيادة القانون الدولي في مجابهة الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان". وقال فخامته " إنه لا يمكن أن يتمتع الناس جميعاً بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان مادامت هناك فجوات تتسع كل يوم في مجالات التنمية والنمو الاقتصادي والمعرفي، ومادامت العدالة الدولية غائبة والمعايير مزدوجة.. والانتهاكات لحقوق الإنسان مستمرة في أكثر من مكان في العالم" . وعبر فخامته عن الشعور " بالحزن والألم لما تتعرض له حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق من انتهاكات صارخة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ، داعياً العالم إلى أن يكون له صوتاً مرفوعاً وموقفاً حازماً لإيقاف تلك الانتهاكات والضغط على إسرائيل من أجل تنفيذ خارطة الطريق والالتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي-الإسرائيلي لكي يسود السلام العادل والشامل في المنطقة" . وقال فخامته " إن ما يجري في العراق من تطورات مؤسفة، يتطلب من الولاياتالمتحدةالأمريكية وقوات التحالف الإسراع في إنهاء احتلالهم وتمكين الشعب العراقي الشقيق من إدارة شؤونه بنفسه بإرادته الحرة، وبما يحافظ على أمن العراق واستقراره وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه . واختتم فخامة الأخ الرئيس كلمته بتجديد الترحيب بالمشاركين ، وعبر عن تطلع كل القوى المحبة للخير والديمقراطية والسلام في أن يخرج هذا المؤتمر المنعقد في صنعاء، بإعلان شامل يمثل نداءً صريحاً للانتصار لقيم الحرية والعدالة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وإعلاء سلطة القانون لتنعم البشرية بالرفاهية والتقدم والأمن والسلام" .