قائد الاحتلال اليمني في سيئون.. قواتنا حررت حضرموت من الإرهاب    هزتان ارضيتان تضربان محافظة ذمار    تراجع في كميات الهطول المطري والارصاد يحذر من الصواعق الرعدية وتدني الرؤية الافقية    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    الجنوب هو الخاسر منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    عنجهية العليمي آن لها ان توقف    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    تربوي: بعد ثلاثة عقود من العمل أبلغوني بتصفير راتبي ان لم استكمل النقص في ملفي الوظيفي    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    نجاة قيادي في المقاومة الوطنية من محاولة اغتيال بتعز    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    هزة ارضية تضرب ريمة واخرى في خليج عدن    هل سيقدم ابناء تهامة كباش فداء..؟    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    مباحثات سعودية روسية بشان اليمن والسفارة تعلن اصابة بحارة روس بغارة امريكية وتكشف وضعهم الصحي    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    غريم الشعب اليمني    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي حول الديمقراطية وحقوق الإنسان ودور المحكمة الجنائية الدولية
نشر في سبأنت يوم 11 - 01 - 2004

وفي كلمة لفخامته في افتتاح المؤتمر رحب فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية بالمشاركين ، وعبر عن اعتزاز وتقدير اليمن حضورهم ومشاركتهم في هذا المؤتمر ، كما عبر عن شكره للاتحاد الأوروبي ومنظمة "لا سلام بدون عدالة" وكل الذين ساهموا في التحضير الجيد للمؤتمر، لكي يخرج بالنتائج التي تحقق الأهداف المنشودة منه.
وقال فخامته " إنه لشرف كبير أن تحتضن صنعاء الحضارة والتاريخ والثقافة والديمقراطية هذا الملتقى الفريد من نوعه الذي تلتقون فيه ، قيادات سياسية وحزبية رفيعة المستوى في السلطة وخارجها، وبمشاركة عدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني ، لتبادل الآراء بشفافية والتطلع معاً من أجل عالم حر وديمقراطي خالٍ من الظلم والقهر والتعسف والاحتلال.
وأكد فخامته على " الدور الهام الذي تضطلع به المحكمة الجنائية الدولية من أجل حماية حقوق الإنسان وعلى حرص المشاركين في أن يكون الناس جميعاً سواسية في حقوقهم دون أي تمييز أو اضطهاد" .. مجدداً التزام الجمهورية اليمنية " بهذه المبادئ الإنسانية العظيمة ".
مشيراً إلى ما " عاناه شعبنا اليمني في الماضي من الصراعات والتشطير والتسلط الديكتاتوري والشمولي ، حتى استطاع أن ينتصر لنفسه ويثور على واقعه ويعيد تحقيق وحدته الوطنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م ".
وقال إن ذلك الانتصار " اقترن بإقرار الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الرأي والصحافة ومشاركة المرأة واحترام حقوق الإنسان وقيام مؤسسات المجتمع المدني عبر الانتخابات الحرة والمباشرة التي تمثل اليوم سمة واقعنا اليمني الجديد، وامتداداً لممارسة شعبنا للشورى منذ القدم.
وخاطب الحاضرين بقوله " إن وجودكم بيننا اليوم هو تجسيد لتقديركم لذلك النهج الذي التزمنا به ولن نحيد عنه.. وأكد على أن " الديمقراطية هي خيار العصر لكل الشعوب وسفينة النجاة للأنظمة السياسية ، خاصة في عالمنا الثالث من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية وصنع المستقبل الأفضل لأوطاننا.
كما أكد على " أن حقوق الإنسان ترتبط ارتباطاً وثيقاً ومتلازماً بالديمقراطية والنظام والقانون، ولهذا ينبغي إزالة كل ما يتعارض معها والوقوف ضد كل أشكال التمييز والاضطهاد والاستغلال البشع للإنسان وحقوقه" .
ودعا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح إلى وجوب احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وحماية حقوق الإنسان في العالم ، وإلى أهمية أن تحتل مكانة هامة من قبل المنظمات الدولية المهتمة بالديمقراطية وبتعزيز سيادة القانون الدولي في مجابهة الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان".
وقال فخامته " إنه لا يمكن أن يتمتع الناس جميعاً بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان مادامت هناك فجوات تتسع كل يوم في مجالات التنمية والنمو الاقتصادي والمعرفي، ومادامت العدالة الدولية غائبة والمعايير مزدوجة.. والانتهاكات لحقوق الإنسان مستمرة في أكثر من مكان في العالم" .
وعبر فخامته عن الشعور " بالحزن والألم لما تتعرض له حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق من انتهاكات صارخة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ، داعياً العالم إلى أن يكون له صوتاً مرفوعاً وموقفاً حازماً لإيقاف تلك الانتهاكات والضغط على إسرائيل من أجل تنفيذ خارطة الطريق والالتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي-الإسرائيلي لكي يسود السلام العادل والشامل في المنطقة" .
وقال فخامته " إن ما يجري في العراق من تطورات مؤسفة، يتطلب من الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف الإسراع في إنهاء احتلالهم وتمكين الشعب العراقي الشقيق من إدارة شؤونه بنفسه بإرادته الحرة، وبما يحافظ على أمن العراق واستقراره وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه .
واختتم فخامة الأخ الرئيس كلمته بتجديد الترحيب بالمشاركين ، وعبر عن تطلع كل القوى المحبة للخير والديمقراطية والسلام في أن يخرج هذا المؤتمر المنعقد في صنعاء، بإعلان شامل يمثل نداءً صريحاً للانتصار لقيم الحرية والعدالة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وإعلاء سلطة القانون لتنعم البشرية بالرفاهية والتقدم والأمن والسلام" .
من جانبها أكدت السيدة /ايما بننيو/ عضو البرلمان الأوربي والمؤسس لمنظمة لا سلام بلا عدالة أهمية انعقاد هذا مؤتمر وحقوق الإنسان ودور المحكمة الجنائية الدولية كونه يبحث في مسائل بالغة الأهمية .. مشيرة إلى إن الحضور الكبير للحكومات والبرلمانات والجمعيات والمنظمات غير الحكومية في هذا المؤتمر يعزز من هذه الأهمية .
وأعربت عن الشكر والتقدير للحكومة اليمنية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على احتضان واستضافة هذا المؤتمر الإقليمي للديمقراطية وحقوق الإنسان ودور المحكمة الجنائية الدولية.
واعتبرت السيدة /ايما بننيو/ في كلمة لها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ، أن الديمقراطية وحكم القانون هما النظام الأقل سوء لتعزيز التنمية البشرية والاقتصادية .. مشيرة إلى إن الديمقراطية التي تقوم على المبدأ القائل بان الحكم في دولة ما لابد إن يستند إلى إرادة الشعب وموافقته يتيح لهذا الشعب الاختيار وسماع صوته وممارسة حقوقه.
وقالت السيدة /ايما بننيو/" بان الانتخابات هي ركن من أركان الديمقراطية وهي ضرورية ولكنها لا تكفي وحدها لقيام نظام ينعم بالديمقراطية ".. مؤكدة على إن الديمقراطية تقتضي الفصل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية.
وأكدت على دور المرأة في المجتمع أو في الحكم في أنحاء شتى من العالم.. موضحة بأن هذا الدور لا يزال مهمشا في صنع القرار على المستويات القطرية كافة.
ونوهت إلى دور وسائل الإعلام في تعزيز الديمقراطية وترسيخ مبدأ حقوق الإنسان باعتبارها الرقيب على الحكومة والقناة الموصلة للمعلومات للشعب من خلال أحاطته علما بمجريات الأمور.
وانتقدت السيدة /بننيو/النظرية القائلة بصدام الحضارات ، وقالت أن منظمة لا سلام بدون عدالة لا تؤمن بهذه النظرية .. مشيرة إلى إن الأديان كل الأديان لا تتعارض مع الديمقراطية وتؤمن بوجه خاص أن الإسلام والديمقراطية متلازمان.
وأضافت " لكن التاريخ وعلى مر الزمن بشتى أنحاء العالم يحذرنا بما لا يقبل الشك من إن الدين حين يسيس ويسخر لإغراض سياسية تنشأ المشاكل ".
رئيس الجمهورية يفتتح المؤتمر الإقليمي للديمقراطية وحقوق.. إضافة ثانية وفي كلمته في الافتتاح أعرب الأخ/ عمرو موسى / الأمين العام لجامعة الدول العربية عن سروره واعتزازه بالمشاركة باسم الجامعة العربية في هذا التجمع الكبير الذي يلتئم على أرض اليمن الفتي .. كما أعرب عن الامتنان لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح وللحكومة والشعب اليمني ، وتقديره للمسئولين عن تنظيم هذا المؤتمر .
وقال إن هذا الملتقى يوفر مناسبة ثمينة للحوار والنقاش حول جملة من القضايا الملحة التي توجه العالم في عمومة والعالمين العربي والإسلامي بصفة خاصة .. مضيفاً إن هذه القضايا " تضع أمامنا جميعا مسؤوليات جسام كحكومات ومجتمعات لجهة توفير مستقبل لبلداننا يقوم على قاعدة ثابتة من الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وتطبيق برامج طموحة للتنمية الوطنية والإقليمية مع إعلاء سلطة القانون والحكم الرشيد وبناء سلام إقليمي عادل ونظام دولي رصين".
ووصف الأمين العام للجامعة العربية العقد الأول الذي نعيشه من هذا القرن بأنه " يزخر بتحديات غير مسبوقة واضطراب في إدارة الأمور وثقة مفقودة بين مختلف دول العالم".. وقال "إن العالم يموج بالحركة المضطربة ويمر بمرحلة توتر كبير " .
وعزا أسباب ذلك إلى الفكر الاستراتيجي الذي اعتبر أن انتهاء الحرب الباردة بما انتهت إليه هو نهاية التاريخ ، وإلى الخضوع لنظرية ممارسة القوة في العلاقات الدولية التي تستند في ما تستند إليه إلى طرح مشكوك في دوافعه وهو متعلق بصراع الحضارات وضرورة إخضاع الحضارات الأخرى لما تقرره أو تقره حضارة واحدة ، وفي محاولة تحديد المصالح العالمية بما لا يأخذ في الاعتبار مصالح
الدول الفقيرة أو النامية .
كما عزاه إلى الإرهاب الذي قال إن الخطورة بشأنه تكمن في محاولة البعض ربط مقاومة الإرهاب بصراع الحضارات وهو ما يجب التحسب له ورفضه ، وإلى ازدواج المعايير والتعامل مع القضايا المشابهة بأكثر من معيار والانحياز إلى الظلم والاحتلال والمطالبة بالديمقراطية في مكان والتسامح مع وأدها في مكان آخر والمنادة بحرية التجارة وممارسة سياسة الحماية في الوقت نفسه ثم التحدث عن
حقوق الإنسان وإعلائها وإصدار القوانين المقيدة للحريات.
ودعا إلى العالم العربي إلى التغيير والسعي إلى تطوير المجتمعات العربية ، وممارسة نقد الذات .. معتبراً أن الصعاب التي يواجهها العالم العربي ليست نابعة من المشاكل السياسية الإقليمية فحسب وإنما أيضاً من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تتفاقم دون سياسة إقليمية للتنمية الشاملة والتعامل مع النقائص المعروفة لدينا بكل سرعة وبكل حسم".
ونوه بطرح فخامة رئيس الجمهورية بشأن حتمية الديمقراطية باعتبارها خيار العصر ، داعياً إلى تطبيق الديمقراطية بالفعل والإسراع في تحقيق التنمية ، والحرص على تنمية الإنسان وتطوير التعليم بهدف تخريج العلماء والمبدعين وليس الموظفين.
وأشار إلى الدور السلبي للسياسات العالمية التي أعاقت التطور الديمقراطي في الشرق الأوسط تطورا طبيعيا .. وقال إننا نطالب بالديمقراطية ومن حقنا أن نطالب بها ، ليسب باعتبارها قرار يفرض ، بل عملية تمارس .
وشدد الأمين العام للجامعة العربية على أهمية البناء المعرفي والبناء الديمقراطي والاجتماعي في الوطن العربي ، باعتباره التزاماً يتعين إنجازه إلى جانب القيام بإعادة هيكلة منظومة جامعة الدول العربية كلها من منطلق إعمال ومساندة عملية الديمقراطية في النظام العربي.
وأشار إلى مقترح فخامة الأخ رئيس الجمهورية بشأن إقامة برلمان عربي واحد ، وقال إن هذا المقترح معروض على القمة القادمة في تونس.
مؤكداً على أهمية أن يفتح الباب أمام منظمات المجتمع المدني وكذلك مؤسسات القطاع الخاص لتشارك بنفس الوضع الذي تحظى به في الأمم المتحدة في إطار السياسات الاقتصادية والسياسة على اتساع العالم العربي.
وحذر الأمين العام للجامعة العربية في كلمته من النتائج الخطيرة لتجاهل العدالة لشعب فلسطين .. قائلاً : نحن نريد السلام مع إسرائيل ودليلنا على ذلك مبادرة السلام العربية الصادرة بالإجماع عن قمة بيروت عام 2002م فلا معركة لنا مع اليهود ولا مع اليهودية ولا السامية وإنما معركتنا مع احتلال إسرائيل للأراضي العربية ومع تنكر الاحتلال الإسرائيلي لإقامة دولة فلسطين على الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس.
ووصف ما تقوم به إسرائيل من جرائم يومية ضد الفلسطينيين وبناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأخيراً بناء الحائط الاستعماري الاستيطاني بأنها تشكل انتهاكاً خطيراً للقوانين والأعراف الدولية ، وهي الانتهاكات التي تدخل في اختصاص القضاء الدولي باعتبارها جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجميعها تدخل في اختصاص المحكمة الجنائية الدولية التي سيناقشها المؤتمر.
وأكد الأمين العام على أهمية المحكمة الجنائية الدولية وقال " إنها تمثل آلية قضائية لردع الجرائم الدولية الخطيرة وتطبيق العدالة والقانون الدولي الإنساني دون تمييز أو انتقائية وبحياد واستقلالية.. وأشاد بالتعاون القائم بين الجمهورية اليمنية والجامعة العربية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بشأن توجه اليمن نحو التصديق على النظام الأساسي للمحكمة.
وطالب عمرو موسى القوى العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة بأن تدخل مع العرب في حوار حقيقي وليس في صدام ولا صراع .. قائلاً " لنكن شركاء في بناء نظام دولي عادل وتعاون حضري لا تعالي فيه من حضارة على حضارة" .
وأعرب موسى في ختام كلمته عن أمله في أن يشكل هذا اللقاء الهام فرصة للمساهمة في الجهود المبذولة لتحقيق الانتقال المنشود لمجتمعاتنا نحو مستقبل أفضل ووضع أنسب يساعد على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي .
من جانبه القى السيد /دانيلو ترك /نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية كلمة باسم السيد كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة أعرب فيها عن سعادته لانعقاد هذا المؤتمر في اليمن .. مشيدا بالخطوات العملاقة التي اتخذتها الجمهورية اليمنية في السنوات الأخيرة في تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.
كما أعرب عن سعادته ايضآ بمشاركة المجتمع المدني في هذا المؤتمر وفي المداولات التي ستتخلله ..مشير إلى أهمية الدور الذي يضطلع به المجتمع المدني في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان .
وأكد أن العالم اليوم يخطو خطوات واثقة نحو الديمقراطية التي باتت معمولا بها وممارسة علي نطاق أوسع من أي وقت مضي، معتبرا أن حكم القانون هو شرط أساسي لتوافر الديمقراطية والمدماك الأول في صرح الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والخطوة الأولية التي لابد من الشروع بها.
وأشارت كلمة الأمين العام للأمم المتحدة إلى إن العلاقة وثيقة بين احترام حقوق الإنسان والديمقراطية.
وقال .." أن الديمقراطية أساسية لحقوق الإنسان وحقوق الإنسان أساسية بالنسبة للديمقراطية وذلك لضمان الممارسة الكاملة لحقوق الإنسان".
وشدد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة إن تعكس الحكومات وأساليب الحكم إرادة الشعب ، ولابد من إن تصان حقوق الإنسان وأن الديمقراطية لابد إن تنتمي إلى الشعب وتنبثق منه ولا يمكن إن تأتي من الخارج .
وأضاف " أن الثقافات المختلفة يمكن أن تفضي إلى أشكال مختلفة أو سمات مختلفة للديمقراطية إلا إن المبادئ الأساسية لابد وان تحترم لبناء صرح الديمقراطية".
وقال .. " أن مؤتمركم هو خير مثال للتعاون الدولي الذي نتطلع إلى تعزيزه و ومن الجهود التي تدعمها أللأمم المتحدة لتحقيق الديمقراطية في أنحاء العالم .. مؤكدا عزم الأمم المتحدة على توسيع نطاق هذا الدعم وهذه المساعدة.
وأعتبر أنشا المحكمة الجنائية الدولية كان حدثا تاريخيآ للارتقاء بمستوى العدالة وتعزيز المساءلة وقال.. "أن المصادقة علي نظام روما لا يزال بحاجة إلى التفعيل في عدد من الدول وحث المسؤولين والقادة علي بذل جهود حثيثة لتعزيز أو ترسيخ هذه المصادقة كون ذلك أمر حساس وحيوي بالنسبة إلى هذه المنطقة بوجه خاص على اعتبار أن العديد من المشاكل لا تزال تعترض سبيل الديمقراطية .
ومن جانبه السيد باث كوكس رئيس برلمان الاتحاد الأوروبي الدول المشاركة في فعاليات المؤتمر الإقليمي للديمقراطية وحقوق الإنسان إلي تبني قيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان كونها باتت تشكل أفضل ضمان للسلام والاستقرار والازدهار
للشعوب في العالم .
وقال في كلمة له في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر" أن المؤسسات الكبيرة للحكومات الديمقراطية ليست بحاجة فقط لرجال اقويا ولكنها بحاجة إلي الإرادة السياسية القوية إلى الاستقلال القضائي لضمان حكم القانون مهيبا بدور البرلمانات الديمقراطية الناشطة في حث الحكومات علي احترام حرية التعبير وحرية التجمعات وتحمل مسؤولياتها تجاه شعوبها .
واعتبر/ كوكس / أن تطبيق المبادئ الديمقراطية كفيل بالقضاء علي الارهاب والتطرف مشيدا بالتوصيات التي استخلصها تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول التنمية الإنسانية .
و شدد علي ضرورة إجراء إصلاحات جوهرية في أنظمة الحكم في المنطقة كوسيلة لتحسين وضع الشعوب .
ومن جانبه أعرب الأخ عبد الواحد بلقزيز الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي عن سعادته لحضور مؤتمر الديمقراطية وحقوق الإنسان ودور محكمة الجنايات الدولية في صنعاء... وقال يطيب لي أن اشكر حكومة الجمهورية اليمنية لاستضافتها هذا الملتقى الذي يتناول بالبحث مواضيع هي في مقام انشغال العالم واهتماماته وهو يلج الألفية الجديدة ما يدل على حرص اليمن على المساهمة الفاعلة في تعميق الحوار السياسي في القضايا الدولية التي من شأنها ان تحدد مفاهيم السياسة العالمية في العقود القادمة .
وأضاف " أن منظمة لا سلام بدون عدالة تتبنى شعار له مغزى سياسي عميق وله علاقة وثيقة بما يجري في هذه المنطقة من العالم .
وأشار إلى إن منظمة المؤتمر الإسلامي حرصت على الحضور هذا اللقاء لتؤكد بالغ اهتمامها بما يشمله جدول الأعمال من قضايا حيوية لها تأثيرها النافذ على مصير الدول الأعضاء في المنظمة وعلى مستقبل العالم الثاني وهو يجتاز مرحلة بالغة الدقة والصعوبة في الظروف الدولية الراهنة التي يعرفها الجميع ولم يكن العالم الإسلامي بعيدا عن هذه القضايا ومفاهيمها العامة .
وأوضح الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي بأن الإسلام قد عايش مبادئ الديمقراطية الحديثة منذ أيامه الأولى ، وأن الديمقراطية مثبتة في أصول الشريعة الإسلامية .
وقال .. أن الإسلام أول نظام ديني وسياسي في العالم ينادي بمبدأ المساواة الإنسانية ويعتبرها ركنا محوريا من محاور العدالة الاجتماعية والسياسية ، والإسلام حارب ويحارب التمييز العنصري انطلاقا من مفهوم وحدة الجنس البشري المتناسل من نفسٍ واحدة .
وأضاف .. نظام البيعة لرئيس الدولة في الإسلام يقارب في مصطلح حديث الانتخابات المباشرة لرئيس الدولة عن طريق البيعة الشرعية التي تخلق رابطة الولاء السياسي والديني بين الرئيس والمرؤوس.
وقال "أن الإسلام وضع مبدأ مسائلة الرئيس ومحاسبته وتقويمه من أخطائه أو خلعه ، وجعل هذه المسائلة نوعا من الجهاد كما فتح الإسلام بابا واسعا في مجال الحرية العامة وخصوصا حرية الرأي وجاء بمفهوم واسع لحقوق الإنسان يرتكز إلى مبدأ حق احترام الكرامة الإنسانية التي يفوق مدلولها مبدأ حقوق الإنسان الذي له مدلول يغلب عليه المفهوم السياسي ويخلو من المفهوم المعنوي كما جعل العدالة بمعناها الواسع محورا أساسيا لأنظمة كل عمل في المجتمع .
وأكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي بأن على كل الدول تخويل أساليبها الديمقراطية بما يخدم مصلحتها ومصلحة تقدمها وتطورها ونمائها ، بعيدا عن الأهواء والمصالح الضيقة .
وقال /بلقزيز/ إن الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي تهتم اهتماما أكيدا بموضوع محكمة الجنايات الدولية وتعتبر أن إنشاء هذا المحكمة سيفتح بابا واسعا للعدالة الدولية وينعش الآمال في أن تكون هذه المحكمة قوة رادعة .
مرحبا بهذه المحكمة التي وقع على ميثاقها 28 دولة من منظمة المؤتمر الإسلامي وصادق عليه 14 دولة ، وقال نحن نعمل على إن توقع على هذا الميثاق كل الدول وأن تصادق عليه الدول التي لم تصادق بعد .
إلى ذلك أكد السيد ادوارد ماكميليان ممثل الاتحاد الأوربي في كلمته التي القاها في لمؤتمر إن إنشاء المحكمة الجنائية الدولية سيشكل خطوة أساسية لحماية حقوق الإنسان وتعزيز الحرية والأمن والعدالة وحكم القانون .
وأشار ماكميليان إلي التقدم الذي أحرزته الأسرة الدولية في تقييم حقوق الإنسان على الصعيد الدولي القانون الإنساني خلال العقد المنصرم
واستعرض ممثل الاتحاد الأوربي الإنجازات الدولية في هذا الصدد قائلا ان اعلان حقوق الإنسان الصادر في العام1848 م والميثاقان الدوليان حول الحقوق السياسية والمدنية وحول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
في عام 1966م واتفاقية جنيف الأربع في عام 1949م والبرتوكولات الإضافية في عام 1977م وان كان لها دورها في تامين حماية الأشخاص ابان النزاعات المسلحة وذلك بوضعها قواعد واضحة و ملزمة في أوقات الحروب والأزمات إلا أنها لم تدعم وتعزز حتي الان بالية واضحة من قبل الأسرة الدولية
وأضاف أن الأسرة الدولية عمدت إلي وضع مسودة قانون أو نظام روما الأساسي وتكللت تلك الجهود في المؤتمر الدبلوماسي الدولي للأمم المتحدة وبإنشاء المحكمة الجنائية الدولية في روما خلال اجتماع امتد من 15يونيو حزيران الى 17من يوليو تموز 1998م .
وأشار إلي أن النظام الأساسي لنظام روما حظي بدعم كبير من الأسرة الدولية إذ وقعت علية 139دولة وفي الأول من يوليو تموز2002م وبعيد المصادقة رقم 60 دخل نظام روما حيز التخطيط .
وأكد ان المحكمة الجنائية الدولية ستبقي أداة أساسية لتعزيز احترام القانون الإنسان وحقوق الإنسان وبماسهم في إرساء العدالة والأمن وتعزيز حكم القانون وصون السلام والأمن الدولي موضحا ان جميع الدول بالاتحاد الأوربي صادقت على نظام روما الأساسي .. وان الاتحاد بصدد تكثيف تعاونه المشترك مع الدول والمؤسسات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والجمعيات الأهلية
وسائر ممثلي المجتمع المدني لتوفير الدعم التقني والمساعدة المالية والمعونة والمشورة القانونية .
ودعا السيد ماكمليان الدول العربية التي لم توقع علي لي اتفاقية إنشاء المحكمة الجنائية الدولية إلي المسارعة بالانظمام إلي قائمةالموقعين علي هذه الاتفاقية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.