تُعلن يوم غد –رسميا- صنعاء عاصمة للثقافة العربية لعام 2004 لتصبح بذلك تاسع عاصمة عربية تستضيف هذه التظاهرة الثقافية العالمية، وقد اعدت وزارة الثقافة والسياحة الخطة وبرنامج الفعاليات الثقافية والابداعية المختلفة التي ستقام على مدار العام، والتي من خلالها سيتم ابراز الثقافة والتراث والفن اليمني الغني والمتنوع، وما أسهم به اليمن من ابداعات ثقافية وحضارية في شتى مجالات الفكر العربي والاسلامي والانساني.. وفيما يلي اطار عن فكرة العواصم الثقافية. تعود حكاية العواصم الثقافية الاقليمية الى منظمة اليونسكو، بناء على مبادرة امينها العام الأسباني فيدريكو مايور اثناء اجتماع الدورة الرابعة للجنة الدولية للعقد العالمي للتنمية الثقافية، التي عقدت في باريس عام 1994م الى إقرار برنامج العواصم الثقافية الإقليمية، وتستند هذه المبادرة إلى تجربة المدن الأوروبية الثقافية التي انطلقت عام1985. وكانت فكرة العواصم الثقافية قد بدأت بإطلاق العقد العالمي للثقافة في الإعلان الختامي لمؤتمر نيو مكسيكو، الذي عقد تحت مظلة الأممالمتحدة عام 1982م حول "السياسات الثقافية"، إنطلاقا من فكرة رئيسية مؤداها أن الثقافة عنصر أساسي في حياة كل فرد وكل مجتمع، وأن التنمية- في شتي أبعادها- تنطوي على بعد ثقافي جوهري، كما ترتكز فلسفة العقد على ضرورة إجراء حوار ثقافي بين الشعوب يحترم مقومات الهوية الثقافية الوطنية، ويراعى التنوع والتكامل بين الحضارات على أساس وحدة القيم البشرية الجوهرية وكونيتها. وقد تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلستها العامة رقم 100 في 8 ديسمبر1986 العقد العالمي للتنمية الثقافية، ليشمل الفترة من 1988-1997 كبرنامج مشترك لمجمل أسرة الأممالمتحدة، وتضطلع اليونسكو فيه بدور المنظمة الرائدة، كما تبنته المجموعة الاوروبية، ثم انتقل إلى الوطن العربي إعتبارا من عام 1996م. ويهدف برنامج الأممالمتحدة في اختيار العواصم الثقافية إلى إبراز التراث الحضاري للمدينة التي يتم اختيارها وتحسين صورتها العالمية، ويساهم في دعم قدرات الإنتاج الثقافي فيها وتوفير فرص تنمية ثقافة جميع ألافراد، كما يهدف البرنامج الى الانفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب، وتعزيز قيم التفاهم والتآخي والسلم فيما بينها، وتعميق الحوار الثقافي مع الاعتراف بالخصوصية الثقافية. وقد حرصت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم منذ قيامها سنة 1970 على رفع مستوى العمل الثقافي في الوطن العربي لمواكبة الحضارة العالمية والمشاركة الإيجابية فيها، وتفعيل ميثاق الوحدة الثقافية العربية الذي تم المصادقة عليه عام 1964. ومع تنامي نشاط المنظمة، نبتت فكرة الدعوة إلى عقد مؤتمر دوري لوزراء الشئون الثقافية في الوطن العربي، تكون مهمته رسم السياسة الثقافية العربية من منظورها القومي وبعدها الإنساني، وبادرت المنظمة العربية بالتنسيق مع الدول الأعضاء على إعداد وثيقة تتضمن خطة ثقافية عربية شاملة، اعتبرها مؤتمر وزراء الثقافة العرب في دورته الخامسة عام 1985، مساهمة من الدول العربية في العقد العالمي للتنمية الثقافية. وبناء على اقتراح من المجموعة العربية في اليونسكو خلال اجتماع اللجنة الدولية الحكومية للتنمية الثقافية الذي عقد في باريس عام 1995، انطلقت تجربة العواصم الثقافية في الوطن العربي بإعلان القاهرة عاصمة للثقافة العربية عام 1996، وتونس عام 1997، ومدينة الشارقة عام 1998، ثم بيروت عام 1999. وخطى بعد ذلك برنامج الثقافة والتنمية العربية خطوة اخرى، فقد وافق مؤتمر مسئولي الشئون الثقافية العرب الذي عقد في تونس عام 1997 أن تكون خاتمة العقد العالمي للتنمية الثقافية (88/1997) منطلقاً لبداية العقد العربي للتنمية الثقافية، الذي اقر في الدورة الحادية عشرة لمؤتمر المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي التي عقدت في الشارقة عام 1998، وقدمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بحيث يغطي السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين، كما تبنى اختيار العواصم الثقافية العربية ودعم ترشيحها لدى ( اليونسكو ) مرتبة على النحو التالي: عام 2000 مدينة الرياض ( السعودية) عام 2001 مدينة الكويت ( الكويت) عام 2002 مدينة عمان ( الأردن) عام 2003 مدينة الرباط ( المغرب) عام 2004 مدينة صنعاء ( اليمن) عام 2005 مدينة الخرطوم ( السودان). مركز البحوث والمعلومات