طرحت الأممالمتحدة يوم أمس صيغة جديدة لخطة توحيد قبرص على وفود كل من تركيا واليونان وقبرص بشطريها المجتمعين منذ ال 23 من مارس الجاري في بورغنشتوك بوسط سويسرا. وقال مبعوث الأممالمتحدة الخاص بشأن قبرص ألفارو دي سوتو مستشهدا بمقاطع من كلمة ألقاها الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان على الوفود إنه اقتراح ستكون جميع الأطراف فيه رابحة. وأضاف دي سوتو نقلا عن أنان إنه اقتراح، وليس خطة تستلزم الموافقة عليها أو رفضها بالكلية 00 موضحا أن الوثيقة تتضمن تعديلات ذات مغزى فيما يتعلق بالشطر اليوناني من قبرص, وأنها تحافظ في المقابل على كرامة الأقلية القبرصية التركية عبر تعزيز مفهوم الدولة بمنطقتين. وتشكل خطة عنان أساس المفاوضات الحالية وتنص على إعادة توحيد الجزيرة في إطار فدرالية، لكنها تبقي قسما كبيرا من سكان المجموعتين في مناطقهما.وستكون الخطة المعدلة موضع مفاوضات مكثفة بين رئيسي الوزراء اليوناني كوستاس كرمنليس والتركي رجب طيب أردوغان والمسؤولين القبرصيين اليوناني تاسوس بابادوبولوس والتركي محمد علي طلعت. ومن المواضيع الحساسة المطروحة للبحث عدد اللاجئين القبارصة اليونانيين الذين سيؤذن لهم بالعودة إلى الشطر الشمالي من الجزيرة بعد أن هجروا منه عند اجتياح الجيش التركي عام 1974 - ردا على انقلاب قام به قوميون قبارصة يونانيون لإلحاق الجزيرة باليونان - وعدد المستوطنين الأتراك الذين سيسمح لهم بالبقاء فيه. ويخشى الجانب التركي من أن يستفيد القبارصة اليونانيون -الذين يشكلون الغالبية- من القانون الأوروبي الذي يكفل حرية تنقل الممتلكات والأشخاص للإقامة في شمال الجزيرة.ولذلك يسعى الطرفان التركي والقبرصي التركي للحد من التعايش بين المجموعتين القبرصيتين بعد إعادة توحيد الجزيرة خشية أن تهيمن الغالبية اليونانية 625 ألف نسمة على الأقلية التركية 200 ألف نسمة. من جهته طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس الاثنين الاتحاد الأوروبي بضمانات مكتوبة تكفل عدم إعادة النظر في أي اتفاق محتمل حول إعادة توحيد قبرص.وقال متحدثا للصحفيين قبل المغادرة إلى سويسراإن لم يتم التوصل إلى اتفاق حول المسألة ضمن التشريعات الأوروبية, فإن العمل الذي تم إنجازه حتى الآن لن يكون له مغزى .. مشيرا إلى أن الالتزامات الشفهية حول هذه النقطة لا قيمة لها, يجب إدراجها في النصوص الخطية الرسمية . وعلى نفس الصعيد أبدى الاتحاد الأوروبي الذي ستنضم إليه قبرص في الأول من مايو المقبل استعداده للموافقة على استثناء قبرص من التشريعات الأوروبية حول حرية تنقل الأشخاص, إلا أن الطرفين التركيين يصران على إعطاء هذا الاستثناء طابعا ثابتا ودائما منعا لإعادة النظر فيه أمام المحاكم الأوروبية.يذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد تعهد بدعم أي تسوية سلمية تتفق عليها الأطراف المشاركة في محادثات توحيد قبرص، وأعرب عن تأييده للجهود الدبلوماسية للأمم المتحدة لإعادة توحيد الجزيرة المقسمة.وقال قادة الاتحاد في مشروع قرار صدر في اجتماع القمة الأوروبية إن المجلس يؤكد رغبته في انضمام قبرص موحدة.. وأكد استعداده لقبول شروط مثل هذه التسوية تمشيا مع المبادئ التي يقوم عليها الاتحاد الأوروبي.وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي قال مبعوث الأممالمتحدة لقبرص ألفارو دي سوتو إننا بحاجة إلى اتفاق شامل يقود إلى تسوية كل الملفات قبل 31 مارس الجاري وهو الموعد المحدد لانتهاء للمحادثات.. مضيفا أن المحادثات الجارية باتت قريبة من تسوية أكثر من أي وقت في العقود الثلاثة الماضية من تقسيم الجزيرة بين المجموعتين القبرصيتين اليونانية والتركية.وكانت اليونان وتركيا وهما القوتان الضامنتان لأمن قبرص, عقدتا اجتماعا في فبراير من العام الماضي وآخر قبل حةالي اسبوعين بأثينا لبحث الشق الأمني من اتفاق حول قبرص لكن دون تسجيل أي تقدم يذكر. وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق خلال الساعات المتبقية من زمن المحادثات، فإن القضية ستحال إلى الأمين العام للأمم المتحدة الذي سيقرر عندها بمفرده طبيعة الاتفاق الذي سيعرض في استفتاء على سكان شطري الجزيرة في 20 أبريل لإفساح المجال أمام انضمام جزيرة موحدة إلى الاتحاد الأوروبي في الأول من مايو.. وفي حالة رفض أي من الجانبين للإتفاق فإنه لن يدخل حيز التنفيذ وعندها سيحق للشطر القبرصي اليوناني الذي اعترف به المجتمع الدولي الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ممثلا للجزيرة برمتها. وتهدف اليونان من خلال المحادثات الى الحصول على حل في قبرص يستند إلى القرارات الدولية ومبادئ وقيم الاتحاد الأوروبي والأعراف الأوروبية. وبين المبادئ الأساسية التي تريد اليونان تضمينها في التسوية حرية التنقل والإقامة في الجزيرة وهو ما يتلكأ القبارصة الأتراك في الموافقة عليه. ومع اقتراب الأول من مايو تجد أنقرة وأثينا نفسيهما في سباق محموم لتحقيق إنجاز ما في قبرص يكون من شأنه حفظ مصالحهما في الجزيرة لا سيما تركيا التي تتطلع لبدء مفاوضات من أجل انضمامها للاتحاد الأوروبي. وكانت المرحلة الأولى من المفاوضات بين المجموعتين القبرصيتين التي أنطلقت في 19 فبراير الماضي انتهت إلى الفشل. لكن بابادوبولس نسب هذا الفشل إلى دنكطاش ائلا إن موقف الجانب القبرصي التركي الذي وصفه بالمتعنت لم يساعد على تقدم المفاوضات. ويرى محللون سياسيون في قبرص أن مشاركة اليونان وتركيا ستعطي دفعة للمفاوضات بين الجانبين إلا أنها لم تستبعد أن يضطر أنان إلى التدخل لحل العديد من الخلافات القائمة. وكالة الانباءاليمنية(سبأ)