المسئولين الألمان إلى اليمن فضلاً عن الزيارات التي يقوم بها أبناء الشعبين إلى كلا البلدين ، الأمر الذي اسهم في تعزيز وتوطيد هذه العلاقات . واستعرض الأخ/ مدير مكتب رئاسة الجمهورية في مداخلته جوانب التعاون المختلفة وأوجه الدعم الذي تقدمه ألمانيا لليمن ، مؤكدً في هذا الصدد أن كل إنجاز بارز في مجالات الطرق أو الصحة العامة أو المياه أو برامج التدريب والتأهيل والحفاظ على التراث الثقافي ودعم برامج المعلوماتية ، كان للأصدقاء الألمان حضوراً بارزاً فيه ، وأن مجمل المساعدات النزيهة المقدمة من الأصدقاء الألمان هي محل تقدير من كل اليمنيين . مشدداً على أن العلاقات بين البلدين تحظى برعاية خاصة ، وهي مبنية على الثقة الكاملة وتتعزز باستمرار بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين . ونوه الأخ/ مدير مكتب رئاسة الجمهورية بالمواقف الإيجابية لألمانيا تجاه القضايا العربية وعلى الأخص الموقف من الحرب على العراق والقضية الفلسطينية . من جانبهما تناول كل من الأخ/ محيي الدين الضبي / وكيل أول وزارة الخارجية و/ فرانكس ماركوس مان / سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بصنعاء في مداخلتين منفصلتين حول مسيرة العلاقات اليمنية الألمانية وأوجه التشابه والاختلاف في ظروف تحقيق الوحدتين اليمنية والألمانية . وقد استهل الأخ / محي الدين الضبي مداخلته بالإشادة بالمركز الوطني للوثائق وبمعرض الوثائق والندوة .. وأشار إلى أن موضوع التعاون اليمني الألماني حديث متنوع في مضمونه ومجالاته .. وفي معرض قراءته لأوجه التشابه والاختلاف في تجربة الوحدة في البلدين ، قال إن عمله كسفير لليمن لدى ألمانيا قد مكنه من الإحاطة بكثير من التفاصيل المتصلة بتجربة الوحدة الألمانية .. معدداً في هذا الخصوص العوامل التي ميزت بين تجربتي الوحدة في التفاصيل وخصوصاً تلك المتصلة بالواقع السياسي والدستوري وأسلوب إدارة الدولة التي حكمت فترة ما بعد تحقيق الوحدة في البلدين ، والبعد الاقتصادي الذي أفضى إلى إقصاء أحد طرفي الوحدة الألمانية من المعادلة السياسية وفقاً لما أفضى به أحد حكام الولايات الألمانية ، في حين كان الأمر في اليمن الموحد ، مغايراً في الفترة نفسها التي تلت تحقيق الوحدة حيث مضت الأمور باتجاه التقاسم الكامل للمناصب السياسية والمواقع الإدارية الهامة بين البلدين الموحدين ، وكان التركيز منصباً على تغليب المتطلبات السياسية وتحقيق السلم الاجتماعي وتجنب تصفية الوحدات والمؤسسات التي ورثتها دولة الوحدة. في حين استعرض السفير الألماني الخلفية التاريخية للتشطير والوحدة في بلاده ، وأجرى مقارنة مع اليمن ، حيث أكد أن البلدين شريكان في تجربتي الوحدة والانفصال .. ولاحظ ماركوس مان وجود اختلاف في الظروف التاريخية التي حكمت تجربة التشطير والوحدة في البلدين . ودعا في مداخلته إلى استعراض كافة جوانب العلاقات اليمنية الألمانية بما فيها تلك التي كانت تربط بين النظامين الاشتراكيين في البلدين . معتبراً في ختام مداخلته أن العلاقات بين البلدين تحتاج إلى أكثر من ندوة للإيفاء بحقها ، وقال إن ما تحقق على مستوى هذه العلاقات جدير بأن يبنى عليه في المستقبل . من جهته استعرض / هيلموت جروسكروتز/ مدر مكتب المؤسسة الألمانية للتعاون الفني/ جي تي زد/ لدى اليمن في مداخلته مجالات التعاون القائمة بين بلاده واليمن والتي قال إنها تشمل الحفاظ على التراث الثقافي والتربية والتعليم والصحة الإنجابية والمياه والصرف الصحي ودعم الصناعات الصغيرة والتدريب المهني والتنمية الحضريةودعم المساعدات الذاتية في المناطق الريفية وتطوير أنظمة إدارة المعلومات من خلال استخدام الكمبيوتر ودعم مشاريع الطاقة المتجددة . وقال إن اختيار بلاده للبلدان الشريكة في التعاون التنموي يحدد من خلال خمسة معايير هي ، احترام حقوق الإنسان ، وإشراك المواطنين في صنع القرار ، ودور القانون ، وتوفر نظام اقتصادي وفقاً لمبادئ السوق ، ودور الدولة في التنمية .. مشيراً إلى أنه وعلى خلفية هذه المعايير تم اختيار اليمن كواحدة من 40 بلداً شريكاً رئيسياً لألمانيا ، كما تم اختيارها كواحدة من 4 بلدان استرشادية على مستوى العالم لبرنامج العمل الألماني لتقليص الفقر. وأوضح مدير مكتب أل جي تي زد بصنعاء إن حجم المساعدات المقدمة لليمن منذ عام 1969م بلغ 787مليون يورو . وأكد في مداخلته رضى الجانب الألماني عن الوضع الراهن للتعاون القائم بين البلدين ، ووصفه بأنه ناجح ومثمر. وأشاد بنجاح اليمن في تحديد أولوياتها من خلال استراتيجية التخفيف من الفقر أو من خلال السياسات والاستراتيجيات القطاعية التي قال إنها تعد ضرورية من أجل ضمان مساعدات الدول والمنظمات المانحة . حضر الندوة الأخوة / أحمد محمد الكحلاني/ وزير الدولة أمين العاصمة ، وعلي أحمد أبو الرجال ، والدكتور/ حسن السنفي / رئيس الجهاز المركزي للر قابة والمحاسبة و/ مطهر أحمد تقي / رئيس الهيئة العامة للتنمية السياحية ، والدكتور/ يوسف محمد عبد الله / رئيس جمعية الصداقة اليمنية الألمانية ، وعدد من المسئولين والمهتمين من اليمنيين والألمان .