ويشتمل المعرض الذي يستمر حتى الرابع والعشرين من هذا الشهر ، على أكثر من 200 وثيقة وصورة وملصق تسجل جانباً هاماً من العلاقات اليمنية الألمانية بجوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية ، وترصد لتحولات هذه العلاقات وأبرز المحطات والأنشطة التي ميزتها على مدى خمسة وثلاثين عاماً وهو الزمن الذي مضى على استئناف العلاقات بين البلدين. وقدمت ندوة العلاقات اليمنية الألمانية التي أقيمت اليوم على هامش المعرض قراءة اتسمت بالشفافية لمسيرة هذه العلاقات ورصدت أوجه التشابه والاختلاف بين البلدين على خلفية موضوع الوحدة الذي يمثل قاسماً مشتركاً بين البلدين. وفي افتتاح المعرض والندوة ألقى الأخ / أحمد محمد صوفان / نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والتعاون الدولي كلمة عبر في مستهلها عن تقديره للدور الذي يضطلع به المركز الوطني للوثائق وبالديناميكية التي يتمتع بها رئيسه الأخ علي أبو الرجال الذي قال إنه " يجسد الحرص والدقة في حفظ الوثائق وتذكيرنا بالمناسبات الهامة ومنها هذه المناسبة بمرور 35 عاماً على استئناف العلاقات اليمنية الألمانية في ال 14 من يوليو 1969م" . وقال إن احتفاءنا بهذه المناسبة تعني أن اليمن دخلت في شراكة قوية مع دولة قوية وشعب عظيم سجل إسهاماً قوياً في قيادة مسيرة الإنماء على المستوى العالمي. وأضاف إن علاقات اليمن وألمانيا في الجوانب السياسية والتنموية متميزة بشكل كبير .. معدداً الإسهامات الألمانية البارزة في مسيرة التنمية في بلادنا والتي قال إنه كان لها الفضل في كسر حاجز العزلة الخارجية التي ضربت حول اليمن وكذا العزلة الداخلية من خلال مشاريع البنية التحتية وفي مقدمتها مطار صنعاء الدولي وطريق صنعاءتعز وغيرها من المشاريع التي تتالت وغطت كافة مجالات البناء والتنمية. وعبر نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والتعاون الدولي عن ثقته بأن ما تشهده المنطقة من تحديات اليوم ستدفع باتجاه تعزيز الشراكة بين اليمن وألمانيا وبين ألمانيا وبقية دول المنطقة .. وأشاد في هذا الخصوص بمواقف جمهورية ألمانيا الصديقة تجاه القضايا العربية وبالأفكار التي تطرحها بشأن إصلاح الأوضاع في المنطقة والتي قال إنها تلقى قبولاً كبيراً في المنطقة. وكان الأخ/ علي أحمد أبو الرجال / رئيس المركز الوطني للوثائق قد ألقى كلمة نوه في مستهلها بالدلالات العميقة لمعرض الوثائق وندوة التعاون اليمني الألماني الذي تفضل فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية برعايتهما.. وقال " لعل أعمق هذه الدلالات هي تلك التي تؤشر إلى حالة الاستقرار التي تنعم بها العلاقات اليمنية الألمانية ، لتقدم بذلك انموذجاً متميزاً للعلاقات بين الدول . وأضاف " لقد كانت جمهورية ألمانيا الاتحادية ، البلد الذي نحتفي اليوم بعلاقات جيدة ومثمرة معه ، قد ساهمت في إنجاز واحد من أهم مشاريع البنية التحتية وأكثرها حيوية ، إنه مطار صنعاء الدولي ، النافذة التي أطلت منها اليمن على العالم ، وانفتحت بفضله صنعاء على مناخات التغيير ، وتنامى تأثير هذا الميناء الجوي في حياة هذه المدنية التي تتبوأ اليوم مكان القلب في المشهد الثقافي العربي ، وتمثل درته الثقافية الثمينة".. مشيراً إلى أنه وفي كل انعطافة كانت تتجاوزها اليمن ضمن مسارها الإنمائي، يمكن لنا أن نسجل حضوراً متميزاً للأصدقاء الألمان الذين لم يبخلوا قط في دعم هذا البلد .. حيث كانت ألمانيا وما زالت البلد الكبير الذي يحرص على إبقاء حالة التعايش الإيجابي بين مقتضيات المصلحة ، وضرورات الاستدامة في العلاقات الدولية في بعديها الإنساني والأخلاقي ". وأعرب عن أمله في أن يسهم هذا المعرض بما احتواه من وثائق وصور ودلائل مادية أخرى ، وأن تسهم مداولة الندوة في الإحاطة بجوانب التعاون اليمني الألماني عبر مسيرته التي ناهزت أل 70عاماً ، إحاطةً تليق بالمستوى الرفيع الذي يتبوأه هذا التعاون. من جانبه أشاد فرانك ماركوس سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بصنعاء بالسرعة القياسية التي أعد خلالها المركز الوطني للوثائق لهذا المعرض والندوة وبالمستوى الجيد للإعداد .. وقال " إن من الأهمية بمكان أن تقدم العلاقات الجيدة القائمة بين بلدينا إلى الجمهور بكل شفافية ..مشيراً إلى أن إقامة المعرض والندوة ، يأتي تجسيداً لتفاعل الجانب الألماني مع حدث صنعاء عاصمة للثقافة العربية . ووصف السفير العلاقات اليمنية الألمانية بأنها نموذجية على مستوى العلاقات العربية الأوروبية.. مؤكداً الحاجة إلى عرض لتاريخ هذه العلاقات بشفافية ودون النظر إلى القوالب والإكليشات الجامدة التي حكمت جانباً من هذه العلاقات في زمن التشطير . وأشار إلى أبرز مجالات التعاون اليمني الألماني بمستوييها الرسمي وغير الرسمي.. مختتماً كلمته بالتأكيد على أن بلده ستظل شريكاً اقتصادياً مهماً لليمن، ومشيدا بالتطورات الديمقراطية والحقوقية التي تشهدها بلادنا وبالنجاحات التي حققتها على صعيد مكافحة الإرهاب .