يشاهد الملايين من سكان الشرق الأوسط وأوروبا وكثير من أجزاء أسيا وأفريقيا يوم غد الثلاثاء ظاهرة فلكية لم تحدث منذ 122عام وهي مرور كوكب الزهرة امام الشمس على خط واحد مع الارض. وستكون لحظة مرور كوكب الزهرة أمام قرص الشمس عند الساعة الثامنة و18 دقيقة صباحاً ومنتصفه عند الساعة الحادية عشر و20 دقيقة ظهراً ونهايته عند الساعة الثانية و22 دقيقة بعد الظهر بتوقيت صنعاء ويمكن مشاهدته في كافة مناطق اليمن حسبما ذكرت ذلك الجمعية الفيزيائية اليمنية في بيان لها بهذا الخصوص. ويقول العلماء الفلكيون ان هذا الحدث تجربة لا يمر بها الفرد الا مرة واحدة في حياته لان اخر مرور لكوكب الزهرة امام الشمس على خط واحد مع الارض كان في 6 ديسمبر من عام 1882م ولن يتكرر الا في عام 2012 م لكنه لن يشاهد في كثير من أجزاء أوروبا . مشيرين الى ان الظاهرة تشكل ايضا حدث نادر وغير عادي سيمكن من خلاله مشاهدة مرور كوكب الزهرة امام الشمس صباحا في اجزاء كثيرة من اوروبا وافريقيا وسيظهر على شكل نقطة حالكة السواد قطرها نحو واحد على ثلاثين من قطر الشمس ، كما يشاهد الحدث في وقت لاحق بالشرق الاوسط والهند وروسيا ثم الشرق الادنى الذي لن يرى الكوكب الا لفترة محدودة للغاية. ويوضح العلماء ان هذه العملية ستكون من خلال وقوع مدار الزهرة والارض على خط واحد بالضبط حول الشمس ولكن بزاويتي ميل مختلفة. وكوكب الزهرة لايبعد عن الشمس اكثر من 46 درجة ولذلك لايشاهد الا في ثلاث ساعات بعد الغروب او الشروق وهذا هو سر تسميته ب (نجمة الصباح)و(نجمة المساء) حسب ما يؤكده العلماء الفلكيون. وكان اول تسجيل لمرور الزهرة بين الشمس والارض عام 1639على يد العالم الفلكي البريطاني جيريمايا هوركس . وتحدث هذه الظاهرة اربع مرات كل 243عام ،وتقع مرتين في شهر ديسمبر بفارق ثماني سنوات ،وبعد 5ر121عام تحدث الظاهرة مرتين في شهر يونيو بفارق ثماني سنوات ايضا ، وبعد 5ر105عام تبدأ الدورة من جديد مرة اخرى. ويحذر العلماء والاطباء من النظر الى الشمس بالعين المجردة او من خلال تلسكوب او كاميرا لان ذلك قد يتسبب في فقد البصر ولابد من استخدام مرشح شمسي او نظارت كتلك التي تستخدم في مشاهدة كسوف الشمس ولفترات قصيرة جدا. ويعد كوكب الزهرة اكثر الكواكب سطوعا في السماء بعد الشمس والقمر فهو كوكب متوهج ناري كما كشفت المسابير الفضائية على انها عالم بركاني يغلي ،ويتكون جوها من طبقة كثيفة من الغازات السامة والغيوم الحمضية. كما تعد اقرب الكواكب في المجموعة الشمسية للارض من حيث الحجم الذي يشكل 86 في المائة من حجم الارض وكذلك الجاذبية التي تشكل 90 في المائة من جاذبية الارض ولكن عدا ذلك فكوكب الزهرة مختلف عن الارض تماما. اما اغرب شيء في هذا الكوكب وذلك حسب ما يشير اليه علماء الفلك فهو دورانه حول محوره بعكس باقي كواكب المجموعة الشمسية حيث يدور بأتجاه مغاير فتشرق الشمس فية من المغرب وتغرب فيه من المشرق . ودورته هذه بطيئة جدا حيث تستغرق 243يوما ارضيا حتى تمر عليه يوم كامل ، فاليوم في هذا الكوكب اطول من العام "اي اطول من المدة الزمنية التي يقطع فيها الكوكب دورته كاملة حول الشمس. ويصنف كوكب الزهرة ضمن مجموعة الكواكب الاراضية التي تضم الى جانبة الارض والمريخ وعطارد والتي تتميز بتكوينها الصخري الصلب الثقيل مما يجعل كثافتها وحجمها الصغير نسبيا ذات غازات ثقيلة باستثناء عطارد. والكواكب جميعها في حالة دائبة مستمرة حول الشمس حسبما اكتشف ذلك العالم الالماني كيلر الذي وضع قوانين لهذه الحركة في سنوات 1918-1920وهي القوانين الحركية الثلاثة. وقد ادت الظروف القاسية لكوكب الزهرة التي تتمثل في غلافه الجوي المغطى بالغيوم الكثيفة من ثاني اكسد الكربون وارتفاع درجة حرارته الى 480 درجة مئوية وضغط الغلاف الغازي الذي يصل الى ضعف الغلاف الغازي للارض وعدم توفر المياه الى صعوبة تخيل اي نوع من انواع الحياة على سطحه ،كما انها ادت الى تحطم او تعطيل كل المركبات الفضائية التي نزلت على ارضه لاستكشافه وعددها 15مركبة أمريكية وروسية واقصى مدة استطاعت مركبة ان تبث المعلومات الى الارض هي المركبة (فينزا) الحادية عشرة وكانت مدة البث 90 دقيقة ،اما باقي الرحلات الناجحة وعددها تسع فكانت للمركبات التي دارت حوله ولم تهبط فيه.