ومن تلك التوصيات، دعم التبادل التجاري بين الدول العربية، وتعزيز قدرات بلادنا التفاوضية مع منظمة التجارة العالمية، وتكاتف جهود المؤسسات الرسمية وقطاع الأعمال الخاص للاستفادة من الفرص التي توفرها منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى على صعيد التبادل التجاري ومعالجة الصعوبات والتحديات التي تعترضها، والوقوف على المشكلات والصعوبات المعيقة لنمو وتطور القطاع الخاص وتؤثر في أدائه وقدراته التنافسية أمام السلع والخدمات المستوردة. وأوصى المشاركون في الملتقى، وهم نخبة من رجال المال والأعمال والأكاديميين والمختصين في الأجهزة والمؤسسات الحكومية ذات العلاقة، بإيجاد آلية لتنسيق الجهود بين كافة الأطراف ذات العلاقة لتبادل المعلومات وتطوير البنى التحتية، ودراسة المزايا النسبية، وكذا الفرص المتاحة والمحتملة، بهدف تعزيز القدرات التفاوضية لليمن في التكتلات الاقتصادية الإقليمية والدولية، وإنشاء مجالس مهنية متخصصة لمساعدة الحكومة في التفاوض مع منظمة التجارة العالمية في القضايا التي تضر بالاقتصاد اليمني مثل قضيتي الإغراق والغش التجارية. كما أوصوا بالاستفادة من الخبرات والكوادر الوطنية الأكاديمية والمهنية، وتكوين فرق فنية متخصصة في الجوانب القانونية، والبحث العلمي، ونظم المعلومات، والتدريب والإدارة الاستراتيجية، لتعزيز قدرات القطاع الخاص في الإنتاج والتصدير ومساندة جهود الحكومة في مفاوضاتها مع منظمة التجارة العالمية. وشكل الملتقى، فريق عمل لدراسة طبيعة التحالفات والتكتلات الإقليمية وآثارها المباشرة وغير المباشرة على الاقتصاد اليمني، مثل توسيع الاتحاد الأوروبي وبروز مناطق التجارة الحرة الجديدة. وفيما شكل لجنة متابعة لتنفيذ توصيات الملتقى وإبلاغها للجهات ذات العلاقة محلياً وإقليميا، دعا الملتقى أجهزة الإعلام المختلفة إلى المساهمة في التوعية والتعريف بمزايا الصناعات والخدمات الوطنية، وتقديم الصورة الحقيقية لليمن داخلياً وخارجيا، بالإضافة إلى تفعيل دور المكاتب الإقليمية المنبثقة عن المنظمات التابعة للجامعة العربية في مساندة ودعم جهود التعريف بالمزايا التفضيلية والاستثمارية لليمن. وكان المشاركون في الملتقى، الذي انعقد تحت عنوان "اليمن ومنطقة التجارة العربية الحرة الكبرى" برعاية وزارة الصناعة والتجارة ودعم مجموعة شركات هائل سعيد أنعم، استمعوا إلى ورقتي عمل، الأولى تعريفية بمنطقة التجارة العربية الحرة، قدمها وكيل وزارة الصناعة والتجارة إقبال بهادر، والثانية بحثية عن نشأة وتطور المنطقة وقيمتها المضافة على واقع التجارة العربية البينية، قدمها الأمين العام للاتحاد العربي للصناعات الغذائية الدكتور فلاح سعيد جبر. كما استمع المشاركون إلى أربع مداخلات، عن إمكانية اليمن الحقيقية والمستقبلية في منطقة التجارة الحرة العربية، للدكتور أمين محي الدين رئيس الجهاز المركزي للإحصاء.. وعن طبيعة الشراكة الممكنة بين القطاعين الخاص والعام في التعامل مع المنطقة، للدكتور فضل الشعيبي.. وعن التأثيرات الجيواستراتيجية على منطقة التجارة الحرة العربية، للدكتور سيف العسلي مستشار وزير المالية.. وعن القدرات الحقيقية والممكنة للاقتصاد اليمني في إطار التحرير الكامل للتجارة العربية البينية سنة 2005، للدكتور عبدالواحد العفوري مدير عام جمعية الصناعيين اليمنيين. وفي ختام الملتقى رفع المشاركون رفع برقية شكر وتقدير لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على جهوده في توفير مناخ مشجع للاستثمار ودعم القطاع الخاص في تنمية الاقتصاد اليمني.