دشنت وزارة التخطيط والتعاون الدولي بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي تقرير التنمية البشرية لعام 2004م تحت عنوان " الحرية الثقافية في عالمنا المتنوع " .وقال نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والتعاون الدولي احمد محمد صوفان في حفل التدشين اليوم : دأبت الحكومة اليمنية خلال الأعوام الماضية على تدشين تقارير التنمية البشرية الدولية التي يصدرها البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة منذ عام 1990 م من واقع الحرص على المساهمة في الفعاليات المختلفة لتقارير التنمية في الفعاليات المختلفة لتقارير التنمية البشرية المختلفة والتي تلاقي استحسانا وتقديرا من كافة الهيئات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية . واشار صوفان الى ان تقرير التنمية البشرية الدولي 2004 ياتي في اطار سلسلة تتناول كل عام قضية تحظي باهتمام عالمي ، واختار تقرير هذا العام موضوع " الحرية الثقافية في عالمنا المتنوع " ليتكامل الموضوع مع القضايا التي سبق طرحها في السلسلة ، خاصة تقرير عام 2002 حول تعزيز الديمقراطية و2000 حول حقوق الانسان وتقرير1999 حول العولمة بوجه انساني . واكد وزير التخطيط والتعاون الدولي انه بات من المهم النظر الى الاصلاحات السياسية والاقتصادية في الوطن العربي بجدية اكبر نظرا لما يشهده العالم من تغيرات في النظام العالمي الجديد خاصة بعد احداث سبتمبر وغزو العراق ، واضاف : الا ان ضمان نجاح تلك الإصلاحات يتطلب ان تنبع من الداخل والا تفرض من الخارج .وأوضح احمد صوفان ان اليمن لا يزال يصنف ضمن الدول ذات التنمية البشرية المنخفضة ، حيث احتل المرتبة 149 من بين 177 دولة في عام 2002 وفق تقرير التنمية البشرية الدولي عام 2004. واكد تطور دليل التنمية البشرية في السنوات الاخيرة من 0,435 عام 1995 الى 0,469 في عام 2000 والى 0,482 في عام 2002. ويتضمن التقرير دليل الفقر البشري الذي يجمع بين نسب الناس الذين يعيشون تحت مستوى عتبة المعرفة والصحة والجوع والمشاركة حيث يقدر ان نسبة الفقر البشري في اليمن 40,3 عام 2002 مقارنة ب 47,0 في عام 2000م وهو ما يؤهل اليمن لان تحتل المرتبة 67 من بين 95 دولة مقارنة بالمرتبة 70 من 90 دولة في عام 2000. ومن جانبه قال وزير الخارجية الدكتور ابو بكر القربي في كلمته ان تقرير البشرية العالمي 2004 يكتسب اهمية خاصة لانه ادخل بعد الثقافة في التنمية البشرية ، مشيرا الى ان لليمن جاليات في العديد من البلدان التي تذهب بثقافتها اليمنية اما لكسب العيش او للتعلم ، ومن المؤسف انها تواجه صعوبات في الاندماج في الحوار والتفاهم مع الثقافات الاخرى ، مؤكدا ان الاختلاف في الثقافات لا يمثل صعوبة في الاندماج وهو ما تحتاج اليه هذه الجاليات . واعتبر الدكتور القربي ان صراع الحضارات الذي تتبناه بعض القوى وعلى رأسها بعض المفكرين في الولاياتالمتحدةالأمريكية لإحداث شرخ في العالم وسيلة من وسائل الهيمنه ورفض الاخر .الممثل المقيم لبرنامج الاممالمتحدة الانمائي في اليمن فلافيا بانسيري قالت في اول خطاب لها في اليمن بمناسبة تدشين التقرير ان الحرية الثقافية في عالمنا المتنوع موضوع ينسجم مع بلد كاليمن بثقافته الغنية وتاريخه الطويل ، والذي يتم الاحتفاء بعاصمته التارخية الجميلة صنعاء كعاصمة للثقافة العربية لعام 2004. واعتبر تقرير التنمية البشرية الحرية الثقافية عنصرا أساسيا لتحقيق التنمية البشرية ، نظرا لان قدرة الفرد على اختيار هويته بدون ان يفقد احترام الاخرين له او يتعرض للإقصاء من الخيارات المتاحة أمامه والمشاركة يمثل أمرا هاما للتمتع بحياة كريمة ومنتجة . واكدت فلافيا بانسيري ان التقرير يكتسب اهمية خاصة في اليمن نظرا لتحقيق اليمن وثبات ديمقراطية كبيرة باعتبارها الدولة البرلمانية الوحيدة في الجزيرة العربية ، كما ان العولمة تهدد الهويات الوطنية والمحلية اذا لم يتم ادراتها بكل فاعل .واكدت ان التزام اليمن بتنفيذ جدول اعمال باتجاه تحقيق التنمية البشرية يقتضي تحسين مستوى الصحة والتعليم وتوفير المقاييس الكافية للعيش الكريم والحرية السياسية لكافة مواطنيه . كما ان اليمن يلتزم بتحقيق الاهداف الانمائية للالفية التي وضعها المجتمع الدولي حتى العام 2015 . وفي الحقيقة فان تقدم اليمن في هذه الجبهات يحظي باعتراف دولي ، وشكل ذلك التقدم معيارا اساسيا في اختيار اليمن من بين ثمان بلدان على مستوى العالم للمشاركة في مشروع الالفية التابع للامم المتحدة .وزير التخطيط والتعاون الدولي قال ان الحكومة اليمنية تبنت بدعم من الاممالمتحدة اصدار تقارير التنمية البشرية الوطنية ايمانا منها باهمية مفهوم التنمية البشرية الاوسع ورؤيته الاشمل للتنمية في اطار مسيرة التنمية الشاملة للانسان اليمني ، حيث صدر تقرير التنمية البشرية الوطني الاول لليمن في عام 1998 وتضمن مختلف مجالات التنمية البشرية واوضاعها في اليمن ، وتناول التقرير الوطني الثاني 2000/2001 المجتمع المدني في اليمن ، اما تقرير التنمية البشرية الثالث فقد اختار " المعرفة والتعليم والثقافة " موضوعا له . وتوقع الوزير في مؤتمر صحفي عقده عقب اختتام حفل التدشين ان تكون نسبة النمو في الاقتصاد الوطني للعام الحالي من 3,5% - 4% بسبب زيادة اسعار النفط في العالم . وقال ان هناك تحسن ايجابي في مؤشرات التنمية البشرية لليمن حيث تقدمت ثلاث درجات عن عام 2000م ، وجدد صوفان نفى اية مواقف سلبية للبنك الدولي تجاه اليمن ، مؤكدا ان اليمين تحظي باحترام كثير من المنظمات الدولية . واوضح انه كان لدى الحكومة نية لرفع الدعم عن المشتقات النفطية ضمن برنامج الاصلاحات التي تنفذها الحكومة منذ عام 1995م الا ان فخامة رئيس الجمهورية في خطابه قبل حوالي شهرين وجه الحكومة بوقف أي اجراءات في زيادة الاسعار ، على اعتبار ان الظروف الاقتصادية بحاجة الى زيادة الانفاق الحكومي وليس العكس . الجدير بالذكر ان تقرير التنمية البشرية 2004 يتركز حول خمسة اركان رئيسية تتمثل بالتاي : - ان الهويات العرقية لا تأخذ جوا تنافسيا مع مبدأ الانتماء الى دول موحدة - ان الاختلافات الثقافية والتعايش المشترك للجماعات المتباينة ثقافيا ليست في ذاتها سببا للنزاعات العنيفة - يتمثل معني الحرية الثقافية في توسيع خيارات الافراد ، وليس في الحفاظ على القيم والممارسات التقليدية باعتباره هدفا بحد ذاته - يوضح التقرير ان احترام التنوع لا يعد عائقا امام التنمية - التقرير يرفض مطلقا الدعوى القائلة بان بعض الثقافات لديها فرصة افضل من الثقافات الاخرى لتحقيق التقدم في مجالات التنمية وفقا للفرضية الزاعمة ان تلك الثقافات لديها مبادئ ديمقراطية لا تمتلكها الاخرى . سبا