وشارك في الندوة السياسي والمناضل البارز محسن أحمد العيني وعدد من السياسيين والمثقفين والمهتمين بالعلاقات اليمنية الفرنسية. وفي افتتاح الندوة ألقى الأخ علي أحمد أبو الرجال رئيس المركز الوطني للوثائق كلمة عبر فيها عن شكره للحضور الذين حرصوا على الاحتفاء بالعلاقات اليمنية الفرنسية، وبالرسالة التوعوية التي أراد المركز الوطني للوثائق تقديمها من خلال هذا المعرض وهذه الندوة والمعارض والندوات المماثلة التي التي أقامه المركز خلال السنوات الماضية. وقال إن مسار العلاقات اليمنية يتميز بتعدد المحطات التي نشعر كيمنيين بتأثيرها العميق في وعينا.. منوهاً بالتأثير الذي أحدثته الثورة الفرنسية ومفكرو فرنسا في إشاعة المعرفة والانتصار للحرية . كما نوه بالدور الذي اضطلع به جيل الثلاثينات ممن أتقنوا الاتصال بوسائل التنوير على محدوديتها، وفي مقدمتهم السياسي البارز محسن العيني وزملاؤه في رحلة الدراسة إلى باريس . وأشار إلى ما يحفل به تاريخ العلاقات اليمنية الفرنسية من جوانب ووجوه مشرقة.. وقال لعله من الممتع أن تبرز السيدة كلودي فايان بطلة حقيقية في تاريخ تلك العلاقات.. حيث استطاعت هذه المرأة، أن توظف مهنتها كطبيبة لكي تعمق معرفتها بالمجتمع اليمني وتقدم خدمات رائعة للعلاقات بين البلدين ، لتمثل، بما أدته من دور أنموذجاً لما يمكن أن تحدثه النزعة الإنسانية السوية من تأثير إيجابي في علاقات البشر ببعضهم. وتحدث الأخ رئيس المركز الوطني للوثائق عن التطور الكبير الذي تشهده العلاقات اليمنية الفرنسية منذ استئنافها في أكتوبر من عام 1970م .. وقال لقد سجل البلدان نقاط مهمة في علاقاتهما، التي تتنامى باستمرار وتبدو أكثر تميزاً في أيامنا هذه في ظل الرعاية السامية التي توليها قيادتا البلدين ممثلة بفخامة الرئيس علي عبد الله صالح ، وفخامة الرئيس جاك شيراك وسلفه فخامة الرئيس الراحل فرانسوا ميتران. معرباً عن أمله في أن تمثل هذه الندوة متسعاً ملائماً لحوار ونقاش يعزز من قناعاتنان بالأهمية التي تمثلها العلاقات اليمنية الفرنسية من أهمية وما تعكسه من مصالح متبادلة. من جانبه اعتبر جون لمبرت مدير المعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية أن العلاقات اليمنية الفرنسية، ليست دبلوماسية فحسب ولكنها علاقات بين شعبين أيضاً.. مشيراً إلى أهمية الندوة في ترسيخ العلاقات ، ومستعرضاً الموضوعات التي حفل بها المعرض والتي قال إنها تعكس مسار العلاقات اليمنية الفرنسية منذ منتصف القرن الماضي وترتكز على تجارة البن والنشاط الفرنسي التجاري في المخاء ونشاط العلماء الفرنسيين الذين زاروا اليمن أوائل القرن الثامن عشر فضلاً عن نشاط القنصليتين الفرنسيتين في كل من الحديدة في عدن والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عهدي ما قبل الثورة وما بعد الثورة . مشيراً إلى الدور العلمي الذي يؤديه المعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية في الكشف عن آثار اليمن في مرحلة ما قبل التاريخ وفي التاريخ القديم وفترة ما بعد الإسلام. بعد ذلك قدم المتحدثون في الندوة وهم المناضل والسياسي البارز محسن أحمد العيني ، والمناضل محمد الرعدي وسعادة آلن مورو سفير الجمهورية الفرنسية بصنعاء ، قدوا مداخلاتهم التي استعرضوا من خلالها جذور العلاقات اليمنية الفرنسية والمستوى الذي تعيشه في الوقت الراهن. واستهل المناضل العيني مداخلته بالحديث عن ظروف البدايات الأولى الذي قادته وزملاؤه إلى الدراسة في فرنسا، ثم استعرض المراحل والتطورات التي شهدتها العلاقات اليمنية الفرنسية منذ استئنافها في مستهل السبعينات. معرباً عن سعادته بالتطور الذي أحرزته العلاقات اليمنية الفرنسية في عهد فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية وفخامة الرئيس جاك شيراك وسلفه فرنسوا ميتران . وقال إن الاهتمام الذي تبديه فرنسا تجاه اليمن ليس غريباً عليها، فهي التي ساهمت من خلال بعثاتها العلمية في اكتشاف كنوز الحضارة الإنسانية في المشرق وخصوصاً في مصر، وساهمت كذلك من خلال علماء الحملة الفرنسية في نقل الحضارة الحديثة على عالمنا العربي . ونوه بالدور الذي أدته الطبيبة الفرنسي كلودي فايان في خدمة المجتمع اليمني والتعريف باليمن لدى الفرنسيين ، وبالمشاعر الطيبة التي ظلت تحتفظ بها تجاه اليمن حتى وفاتها. من جانبه تحدث المناضل محمد الرعدي عن تجربته في باريس وعن الأهمية التي تمثلها العاصمة الفرنسية في الحضارة الإنسانية، معدداً الأماكن المشهورة في هذه المدينة والذكريات التي ربطته بها وأثرها على المرحلة التي تلتها من حياته. من جانبه نوه سعادة آلن مورو بالمستوى المتطور من العلاقات السياسية التي تربط فرنسا باليمن في المرحلة الراهنة .. وقال قلما تجد بلدين يحتفظان بهذا المستوى من العلاقات السياسية . وأشار إلى اللقاءات المتواصلة التي تجري بين الرئيسين علي عبد الله صالح وجاك شيراك ، وإلى تطابق وجهات نظر الزعيمين تجاه العديد من القضايا الدولية. وقال إن ذلك يجعل علاقات بلدينا السياسية غنية في جميع المجالات ، ففرنسا تحتفظ بمركزين ثقافيين في كل من صنعاءوعدن وهناك المعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية والمدرسة الفرنسية . معدداً مجالات التعاون الراهن والتي تشمل الزراعة والصحة والآثار وغيرها من مجالات التعاون الأخرى . معتبراً أن هذا النشاط الثقافي وهذا التعاون يظهر مقدار الاهتمام الذي تبديه فرنسا تجاه اليمن . ونوه بما حققته اليمن في المجال الديمقراطي ووصفها بأن البلد الأكثر اهتماماً بهذا المجال والأكثر حرصاً على ترسيخ الديمقراطية. وألقيت في الندوة قصيدة شعرية ، تلخص انطباعات الشاعر محمد إسماعيل الخميسي عن رحلته إلى باريس . عقب ذلك اصطحب الأخ علي أحمد أبو الرجال المناضل محسن العيني وضيوف الندوة في جولة على المعرض الذي يضم وثائق وصور تتعلق ب300 عاماً من التواصل بين البلدين.