جاء ذلك في الخطاب الذي القاه الاخ رئيس الوزراء اثناء افتتاحه لاعمال الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر الوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي الذي بدأ اعماله اليوم بصنعاء، حيث رحب الاخ رئيس الوزراء بالوفود العربية المشاركة في هذا المؤتمر في وطنهم اليمن، وقال : اننا نجتمع اليوم في عاصمة الثقافة العربية للعام 2004م لنؤكد على ان الثقافة هي الاساس المتين في العلاقات بين الشعوب، والمدماك الاقوى والامتن في جعل الصلات والروابط الانسانية السليمة قادرة على جعل عالمنا أكثر أمناً وسلاماً وسعادة وذلك من خلال الرسالة الثقافية الحضارية الواعية والرشيدة. وتناول الاخ عبدالقادر باجمال الفعاليات الثقافية والادبية والفنية والغنائية المتنوعة التي شهدتها العاصمة صنعاء خلال العام الجاري كعاصمة للثقافة العربية ، وقال: لقد عشنا في هذه المدينة التاريخية الفريدة اياماً وليال ثقافية متنوعة تعانقت فيها ثقافة شعوبنا العربية جميعها ، واكتشفنا الفطرة والبديهة بأن ادبنا وفنونا الثقافية المختلفة ونسيجنا الفكري ورؤانا الذهنية انما تنبع من اصل واحد وتتبلور في اس واحد الا وهو العروبة.واضاف : وانتم اليوم بلقائكم هذا تتوجون هذه الروعة والبهاء وتملأون نفوسنا سعادة وسروراً وبهجة وحبوراً.. موضحاً ان العروبة هي المدى الجامع بين تراثنا الانساني والاسلامي والمتلاقح مع ثقافات الشعوب الاخرى المتلامسة مع اوطاننا في الزمان والمكان.. مؤكداً امكانية تحقيق النهضة الثقافية العربية ، ومد جسورها القوية الى كل عقول وضمائر الشعوب والأمم، واعتبار هذه المهمة ذات طابع انساني حضاري، ومرتكز للتفاهم والتعاون والتعاضد لترسيخ ثقافة التسامح الانساني الشامل. وأشار رئيس الوزراء الى تزامن انعقاد هذا المؤتمر واحتفالات شعبنا اليمني بالعيد ال37 ليوم الاستقلال الوطني، والذي مكن شعبنا اليمني وقواه الخيرة وقيادته السياسية المستنيرة من النضال الوطني الجسور من اجل استعادة وحدة الوطن كتجسيد حقيقي لثورتي سبتمبر واكتوبر ، مؤكداً ان التاريخ سيحفظ لكل من ساهم في مضمار النضال الوطني حقه الأوفى والأكمل مهما كان انتمائه واين كان موقعه في الزمان والمكان .مبيناً ان ثقافة الحرية والاستقلال والوحدة لا تتأكد بصورة مطلقة الا بتلاحم وثيق بين المناهج والرؤى والفعاليات التعليمية والثقافية وذلك من اجل القضاء على الثقافات الفرعية المظللة والتي تحاول ان تسعى في اوساط البسطاء لتبث بينهم عناصر الفرقة والتمزق والهدم الاجتماعي والثقافي ، منوهاً الى ان تلك الثقافات المتخلفة والزائفة هي امتداد لقوى العدوان على بلداننا ومجتمعاتنا كونها تستند الى انماط من ثقافة العشيرة والطائفة والمذهبية والعصبوية الضيقة والمناطقية الممقوتة.مؤكداً رفض مجتمعنا اليمني الواعي لكل هذه الثقافات لانه وجد فيها عناصر لهدم وحدته الوطنية.. معرباً عن تمنياته بأن يكلل المؤتمر بالنجاح المنشود.والقى الاخ خالد الرويشان وزير الثقافة والسياحة كلمة أكد فيها على اهمية انعقاد المؤتمر في ظل الظروف والتحديات الراهنة التى تشهدها المنطقة وتواجهها الامة العربية والهوية الثقافية القومية.. متمنياً ان يكون المؤتمر نقطة تحول هامة على صعيد مد جسور التواصل مع الثقافات والحضارات الانسانية الاخرى.وكانت الاخت اسما خضر وزير الثقافة بالمملكة الاردنية الهاشية رئيس الدورة ال 13 لمؤتمر الوزراء والمسؤولين عن الثقافة في الوطن العربي, سلمت الاخ خالد الرويشان رئاسة الدورة الحالية , واشارت في كلمة لها الى ان مؤتمر صنعاء يأتي بعد عطاء حافل من النشاط الثقافي في عاصمة الثقافة العربية 2004م, وهنأت اليمن حكومة وشعبا بمناسبة عيد الاستقلال.الى ذلك استعرض المنجي بوسنينة رئيس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم جهود المنظمة خلال الفترة الماضية والتى كان من ابرزها انجاز اربعة مجلدات من موسوعة الادب العربي حتى الآن, والتي يتوقع ان تضم بنهاية عام 2006م خمسين مجلدا.فيما اكد الاخوان عمرو موسى امين عام الجامعة العربية والدكتور عبدالعزيز التويجري مدير عام المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) ان المشاركة العربية في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب استهدفت تغيير الصورة النمطية والسلبية عن العرب والمسلمين في الغرب, وقدمت الوجة المشرق للابداع العربي في كافة مجالات وميادين المعرفة.. واشارا الى أهمية هذه المشاركة, والمتمثلة في قدرة الثقافة العربية على إسماع صوتها للآخر . واكدا على أهمية الثقافة في الحفاظ على الهوية العربية " فلسطين نموذجا " وهو ما يتمحور حوله فعاليات الدورة الحالية, بما يعكس الإهتمام العربي بالثقافة كأهم ملمح من ملامح الحفاظ على الهوية . هذا وكان حفل الإفتتاح قد تخلله معرض للكتاب يضم إصدارات صنعاء الثقافية التي تصل إلى نحو /300/ إصدار في مختلف مجالات المعرفة إلى جانب معرض آخر الفنون التشكيلية, يجمع بين جيلين فنيين في مجال الفن التشكيلي . وكانت الوفود المشاركة قد اطلعت خلال زيارتها لمنتجع وادي ظهر السياحي على نموذج من ملامح العمارة اليمنية . وعقب جلسة الافتتاح زار الاخ عبدالقادر باجمال رئيس مجلس الوزراء ومعه الاخوة الوزراء روؤساء الوفود العربية المشاركين في اعمال الدورة الرابعة عشر لمؤتمر الوزراء العرب المسئولين عن الشئون الثقافية، معرض الفن التسكيلي المقام على صالة بيت الثقافة، الذي ضم حوالي ستين لوحة تشكيلية متنوعة لنخبة من الفنانيين التشكيليين هاشم على وآمنة النصيري وريمة قاسم وطلال النجار وعبدالغني علي ومظهر نزار، والذين جسدوا من خلال لوحاتهم احاسيسهم وتفاعلاتهم تجاه مجموعة من القضايا الانسانية والاجتماعية.. وقد عبر رئيس الوزراء عن اعجابه بالمستوى الفني الرائع والراقي الذي ميز جميع الاعمال، والتي عكست الحس المرهف والملكة الابداعية لدي اصحابها.. متمنياً لهم المزيد من الابداع الخلاق والنجاح في اعمالهم القادمة. سبا