قال رئيس الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية، إن مدينة زبيد من المدن التاريخية الأكثر تضرراً من الأعمال والممارسات التي تسهم في اندثار المعالم التاريخية والأثرية الهامة. ولفت الدكتور عبدالله عيسى، إلى أن مدينة زبيد، التي خطها /ابن زياد/ بالقرب من جامع الأشاعرة في عام /204/ هجرية، الموافق لعام 819م على أهميتها التاريخية لم تحظ بقدر كاف من الاهتمام خلال الفترة الماضية، وحان الوقت لإعطائها الاهتمام المناسب، للخروج بها من قائمة التراث الإنساني المهدد بالخطر . وذكر عيسى لوكالة الأنباء اليمنية/سبأ/ إن الندوة التي تنظمها وزارة الثقافة والسياحة وجامعة الحديدة يوم غد بالتعاون مع مركز التراث العالمي باليونسكو، هي الأولى من نوعها حول مدينة زبيد التاريخية، المدرجة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي منذ عام 1993م، وتهدف إلى الارتقاء بالوعي المجتمعي والرسمي للاهتمام بهذه المدينة التاريخية الواقعة في قائمة التراث العالمي (تحت الخطر). وعزا مسئولون بالهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية، أسباب ضعف الوعي المجتمعي والرسمي بالمدينة التاريخية، إلى جانب عدم الوعي بدور الهيئة المحصور في الجوانب الفنية والاستشارية، وضعف إمكاناتها المادية، عزوه إلى غياب الجوانب التشريعية والقانونية للهيئة لأداء دورها المطلوب، خاصة ما يتعلق منها بالإجراءات الواجب اتخاذها تجاه المخالفات والانتهاكات العمرانية التي تتعرض لها المدن التاريخية. وذكروا، أن الندوة التي ستصاحبها أمسية ثقافية تهامية، ستركز بالدرجة الأولى على هذه القضايا، بالإضافة إلى البحث في سبل توفير الموازنات المالية المطلوبة لأعمال الترميم والصيانة ، ودفع التعويضات الكفيلة بإزالة التشوهات التي تحدثها أعمال الإنشاءات والأعمار المخالفة، فضلاً عن توفير الإمكانيات الضرورية لإنشاء مراكز خاصة بتوفير مستلزمات البناء التقليدي، كمحاريق الياجور وغيرها من الوسائل الإنشائية التقليدية. وكانت مدينة زبيد التاريخية، ضمت في العام 1993م إلى قائمة التراث العالمي لليونيسكو، وذلك قبل أن يتم إخراجها إلى قائمة الآثار الدولية المهددة بالخطر،وهو الأمر الذي أثار تحذيرات من قبل المنظمة الدولية السلطات اليمنية بإخراج المدينة من قائمة التراث الإنساني العالمي إذا لم تتخذ خطوات عملية وملموسة للحفاظ عليها . وتتعرض المدينة حالياً لموجة تشويه عمراني، بسبب رخص المتوفر من مواد البناء الحديث، وارتفاع تكاليف مستلزمات البناء التقليدية، ناهيك عن غياب وضعف الخدمات والمشاريع الإنمائية في المدينة . ويعتبر المسئولون إن محاولة الارتقاء بمستوى الوعي المجتمعي والرسمي من خلال هذه الندوة، وإطلاعهم على الوضع الحرج للمدينة التاريخية الواقعة تحت الخطر ، سيكون مقدمة لاتخاذ خطوات عملية من قبل الدولة للحفاظ عليها،خاصة ما يتعلق منها بالمشاريع التنموية القابلة للإدامة، فضلاً عن إعادة ترميم وتأهيل سوق المدينة القائم ورفع مستوى خدماته.. وأوضحوا بأن مناقشة موضوعات بالغة الحساسية كهذه في تظاهرة علنية ستعكس صدق التوجهات الرامية لإنقاذ مدينة زبيد، وسيكون بالتالي نقطة تحول هامة في تاريخ مدينة تاريخية طالما عانت من الإهمال في نظر المهتمين. سبا