عندما تتوافر في شخصية ما صفات مثل الذكاء والتواضع.. العلم والثقافة التفاؤل و الجدية مع الثقة والعزم علي بذل الجهد لإثبات أن المنصب ليس ترفاو إنما مسئولية علي من قبل تحملها أن يكون واعيا لحجمها قادرا علي بذل الجهد و مواصلة العمل بهدف تحقيق العدل والنماء مؤمنا بحق الفرد أن يكون له دور فاعل في بناء حاضره ومستقبله.. عندئذ يمكن أن نقول أن مثل هذه الشخصية تستحق أن تحمل لقب أو بالأحري مسئولية' وزارة حقوق الإنسان'تبادر الي الذهن هذا المفهوم و غيره من القضايا و الهموم الإنسانية والتحديات التي يواجهها الواقع الدولي و العربي بصفة خاصة,في الطريق لمقابلة ة أمة العليم علي السوسوة' وزيرة حقوق الإنسان اليمنية التي فور أن تصاف بابتسامة هادئة و تواضع يرتفع بها و ترحيب عربي أصيل ثم تنطلق في الحديث بذهن حاضر للإجابة علي كافة التساؤلات بلا حرج أو تردد لا تملك غير أن يتأكد لك أن اختيارها لم يكن لأسباب غير أنها حقا جديرة علي مواجهة ما وكل إليها من مسئولية وتتمتع بكافة الصفات المطلوبة في طريق البحث عن الحقوق ورفعة مكانة الإنسان. مثلت بلدها تمثيلا مشرفا فكانت أول سفيرة لليمن في كل من هولندا والدنمارك والسويد ثم ممثلا دائما لدي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في هولندا. سبمنصب سفيرة في هذه البلدان عدة مناصب أخري ونشاطات إن دلت علي شيء إنما تدل علي أن ابنة القاضي الديني لمدينة تعز(27-8-1958) لم تكن لتكتفي بالحصوعلي الثانوية العامة و العيش في حدودها بل كانت الخطوة الأولي بعد ذلك الي مصر و من جامعة القاهرة حصلت علي بكالوريوس إعلام- إذاعة وتلفزيون-استمرت الجهود الي أن نالت درجة الماجستير من الجامعة الامريكية بالولايات المتحدة.. مزودة الإطار التعليمي بإتقان اللغة الانجليزية والفرنسية الروسية و العربية بطلاقة تتجلي فيما تكتبه و فيما تنطق به.. مشوار تعليمعرفت كيف توظفه لصالح بلدها فقدمت عددا من الدراسات منها' المرأة في الإعلااليمني' و' المرأة و المشاركة في السلطة و اتخاذ القرار السياسيدراسة حول حرية الصحافة و حقوق الإنسان في ظل التطور الديمقراطي في اليمن و دراسة هامة عن الاعلام و الطفل و العنف.. أما' التجربة الديمقرافي اليمن' فهو كتاب صدر عام1995 باللغة الانجليزية ثم جاء من بعده كبعنوان' المرأة اليمنية في أرقام'.. كما كانت لهامساهمات في المجالاعلامية العربية .. ما ذكر هو جزء من نشاط امرأة عربية يشهد لها و لشدة ذكائها وتوهج شخصيتهااذا عرفنا أنها في عام1967 و قد كانت في التاسعة من عمرها قد شاركت فاعداد و اذاعة برامج الأطفال في تعز حتي عام1974 حيث بدأت في توسيع نشاطهمن قائدة لحركة المرشدات اليمنيات الي مذيعة أخبار و معد ة ومقدمة لبرامج الشباب و الأسرة والصحة و برامج ثقافية و سياسية في تلفزيون صنعاء الي محاضرة في كلية العلوم السياسية في العاصمة اليمنية ووكيلة وزارة الاعلام ومستشارة لمكتب الأممالمتحدة حول المرأة و الفقر.. و علي سبيل الذكر لا الحصر شاركفي مؤتمرات و ندوات دولية منها المؤتمر السنوي الثاني عشر لصناع القرار في واشنطن و أجتماعات المفوضية العليا لحقوق الانسان بالعاصمة السويسرية-جنيف- عام1998 و رأست وفد اليمن الي اجتماعات الدورة ال39 للجنةالمرأة في الاممالمتحدة في نيويورك عام1995..والقائمة طويلة عما قدمته وقامت به' أمة العليم' الزوجة لوزير الإعاليمني السابق إبراهيم جرهم و أم سماء وريمان والحاصلة علي وسام الشيخة فاطمة حرم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدورها المتميز في الإعلام العربي و جائزة ' المرأة العام' في الشرق الاوسط و مع ذلك فهي تعتبر أنها تبدأ من جدفهي أول من يحمل لقب وزيرة لحقوق الانسان ومسئولية حقوق الإنسان- كبير- ومتشعبة تحتاج الي جهد كبير علي جميع المستويات و مع كافة الجهات المعنيةمحليا بدءا من مكتب رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية والعدل حتي وزارة الإعلام و الجهاز المركزي للأمن السياسي والمنظمات الدولية فقد أستحدث منصب وزير الدولة لشئون حقوق الإنسان في اليمن بعد تشكيل حكومة إبريل2001 و قد كانعام1998 عبارة عن لجنة مصغرة تتبع وزارة الخارجية وتعرف باللجنة الوطنيالعليا لحقوق الإنسان و ذلك بهدف تعزيز حقوق الانسان و حمايتها بالتنسيق مع الوزارات والجهات المختصة و تفعيل آليات الحماية الوطنية لحقوق الإنسان بما يؤكد الالتزام بالاتفاقيات و المواثيق و العهود الدولية التي تصدق عليها ..و قد منحت وزارة حقوق الانسان اليمنية صلاحيات لتحقيق الهدف من بينها تلقي الشكاوي المرفوعة من المواطنين والهيئات والمؤسسات ومعالجتها مع الجهات المختصة وتنمية الوعي القانوني للمواطن ونشر ثقافة حقوق الانسان ودراسة التشريعات و القوانين و مدي انسجامهامع مباديء و قواعد الاتفاقات الدولية و اقتراح التعديلات اللازمة في نصوص التشريعات الوطنية المختلفة وفقا للدستور والقوانين النافذة هذا مع تعزيز التعاون مع منظمات ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال حقوق الانسان. حقا الجهد- كبير ومتشعب ولكن بناء و تنمية المجتميحتاج الي تضافر الجهود وحقوق الإنسان جزء لا يتجزأ منها فهو حجر البناء و أساس التنمية..وفي القاهرة قبل أيام حضرت السيدة أمة العليم مؤتمر البرلمانيون للتعاون الدولي حيث أشارت في كلمتها أمام الحضور الي أهمية سيادة حكم القانون كعامل من عوامل الاستقرار و التنمية الشاملة و احترام مبدأ استقلالية العدالة ونزاهة القضاء علما بأن مجتمعا يحترم القانون يصبح بإمكانه حل كل المشاكل و تحسين أوضاع أفراده الاقتصادية والسياسية و الاجتماعية.. كما استقبلتها السيدة سوزان مبارك وتناولت المقابلة سبل دعم العلاقات بين البلدين في مجالات حقوق المرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة و أكدت الوزيرة اليمنية رغبتها في الاستفادة من التجربة المصرية في هذا المجال وأعربت عن إعجابها وتقديرها للدور الذي تقوم به السيدة حرم رئيس الجمهورية في مجالات العمل الاجتماعي.الي بلادها عادت السيدة أمة العليم السوسوة علي وعد بلقاء يتجدد مع أشقائها في مصر و تواصل العمل و الجهد لتعزيز حقوق الإنسان... نقلا عن الأهرام المصرية الاهرام المصرية