بدأت اليوم بصنعاء أعمال الندوة الخاصة ببعثة الأربعين المبتعثين للدراسة في الخارج ورفاقهم والتي ينظمها مركز الدراسات والبحوث والمعهد الأمريكي للدراسات اليمنية بصنعاء على مدى يومين . وفي افتتاح الندوة ذَكر الدكتور عبد الكريم الارياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية بما كانت قد نشرته احد الصحف الإنجليزية عن البعثة مصورة المبتعثين واليمن بآلامه الخارجة من القرن الثالث عشر إلى القرن العشرين منوها بالدور لتاريخي الذي لعبه الطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج في تكوين الحركة الوطنية ورفد النظال ضد الامامه والاستعمار وتبشيرهم بعهد جديد في الحياة اليمنية ومشاركتهم في اغلب الحكومات التي تشكلت عقب قيام الثورة ..لينتشربعدها الطلاب اليمنيون حتى مطلع السبعينيات في أصقاع الأرض . وأكد الدكتور الارياني على التقدير الكبير الذي يحضا به الرواد الأوائل للتحديث في اليمن ورفاقهم والشهادة التي يجب ان تقدم لهم على قدرتهم الفائقة على الاندماج الاجتماعي والتمتع بنفوس سويه لم تتأثر بالصدمة الحضارية نتيجة خروجهم من مجتمع مغلق إلى مجتمعات منفتحة متطورة متصلة مع غيرها من المجتمعات الإنسانية . وأعرب الدكتور الارياني عن شكره وتقديره للجهود التي بذلها مركز الدراسات والبحوث لعقد الندوة ومبادرة الدكتور روبرت بوروز أستاذ العلوم السياسية بجامعة واشنطن لبحث هذه الزاوية الهامة في تاريخ اليمن المعاصر ورواده الأوائل في الجانب العلمي والأكاديمي. من جانبه أوضح الدكتور عبد العزيز المقالح رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني أهمية الندوة كونها الاولى من نوعها التي تسلط الضوء على بعثة الأربعين ومن تلاهم من مبعوثين حتى أواخر الأربعينيات تمكنوا من الخروج من مقبرة الامامه التي كانت تسمى مملكه ليعودوا بحصيلة ما شاهدوه ودرسوه وسجلوه ليكونوا في طليعة قوى التغيير والتحول والنضال من اجل بناء اليمن الواحد الجديد . منوها إلى ضرورة الرجوع إلى الماضي القريب لاسترجاع الفجائع التي شهدها الشعب وظل يعاني من تبعاتها إلى وقت قريب لتحصين الشباب من بقايا الدعايات المظللة والكاذبة وتحصين الحاضر نفسه ووضع حد للاختراقات المعادية لطموحات الشعب وأحلامه في الحرية والعدل والمساواة . وأشار الدكتور المقالح إلى ما تحويه البعثات الأولى من مفارقات وقوه لدى المبتعثين الذين رحلوا دون رغبة الإمام الذي كان يرفض أي نوع من الابتعاث لولا ضغوط شديدة مورست علية من الجامعة العربية التي كانت اليمن قد أنظمت إليها وحاجة العرش المتوكلي الى كوادر تتولى بعض الشؤون الإدارية . منوها بالدور النظالي الذي لعبه الأربعين في الثورة والإعداد لها وتنفيذها وتسلم بعضهم مقاليد رئاسة الوزارة بعد الثورة والمساهمة الفاعلة في تحقيق أهدف الثورة والدفاع عنها. ودعا الدكتور المقالح أعضاء البعثة المشاركين في الندوة الى تسجيل رؤيتهم للأحداث وشهادتهم للتاريخ كونهم الأقدر من غيرهم على رسم ملامح الفوارق التي كانت تفصل بلادنا عن بقية أقطار الوطن العربي وعن الزمن الطويل والتضحيات الباهظة التي احتاجتها هذه البلاد لكي تتجاوز الهوة السحيقة بين واقعها وواقع تلك الأقطار ..وعربا عن الشكر للمعهد الأمريكي للدراسات اليمنية وللباحث روبرت بوروز على جهوده في دراسة البعثه والاهتمام بها . وقد استعرض الدكتور كريستوفر ايدينز مدير المعهد الامريكي للدراسات اليمنية في مفتتح الندوة تاريخ البعثات الدراسية في اليمن الحديث والتكتيك الذي اتخذه العثمانيون في الابتعاث من ابناء الوطن للدراسة في المعاهد والجامعات التركية للعودة للخدمة في الصفوف الإدارية العثمانية وكيفية اكتساب الكثير من اليمنيين الذين درسوا في تلك المجالات التي حددتها الحاجة العثمانية لخبرات وتجارب حياتيه مغايرة وجديدة نقلوها الى غيرهم من اليمنيين مشيرا الى جهود النعمان والحكيمي وغيرهما من الرواد التنويريين الأوائل في نشر التعليم وتشجيع الكثير على الدراسة خارج نطاق الحدود المغلقة . ونوه الدكتور كريستوفر ايدينز إلى اعتماد التاريخ الخاص بالدارسين اليمنيين الأوائل على النقل الشفوي والأرشيف الشخصي والكتابة البسيطة وما نقله بعض الرحالة العرب والأجانب عنهم وعن اليمن في فترات سابقه . ويأمل مدير المعهد الأمريكي للدراسات اليمني ان تؤدي هذه الندوة وما ستشهده من حوارات ونقاشات إلى الخروج بتجارب جديدة ومعلومات جديدة أيضا عن الدارسين وظروفهم والدور الذي لعبوه على الساحة اليمنية سياسيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا . بدأت بعد ذلك اعمل الندوة بالجلسة الأولى التي رأسها الاستاذ/محمد الرعدي بقراءة الباحث /روبرت بوروز أستاذ العلوم السياسية بجامعة واشنطن لبحثه الخاص حول الأربعين وبعثتهم والظروف المحيطة بها والدور الذي لعبه المبتعثين في الحياة الاجتماعية والسياسية لليمن المعاصر منذ ما قبل الثورة والتساؤلات المطروحة حول الحياة التي عاشها بعض المبتعثين وجوانب القصور التي أحاطت بمساهمة بعضهم في تاريخ اليمن المعاصر . عقب ذلك قدم الأستاذ /احمد المحني مداخله حول السيناريو الذي رافق إعلان البعثة الأولى ومرشحيها والظروف التي أحاطت بسفرها ووصولها الى لبنان ثم تحولها الى القاهرة ومن ثم عودتها الى اليمن وأسلوب تعامل الملكية الاماميه معها ومع أفرادها تح بعد ذلك باب النقاش حول الدوافع التي أدت إلى إرسال البعثة وكيفية تشكيلها وتحليل علاقتها بالحركة الوطنية وإسهامها في الاتحاد العربي ودعم الحركة النضالية في جنوب اليمن . هذا وستتواصل أعمال الندوة يوم غدا بمركز الدراسات والبحوث اليمني .