اليمن يصنع الكثير ولازال أمامه الكثير ..ومن عرف اليمن مطلع الستينيات من القرن المنصرم يجد صعوبة في تصديق هذا التحول والتطور الكبير الذي شهده المجتمع اليمني واليمن خلال الأربع العقود الماضية ..وخاصة أن اليمن عانت ولازالت تعاني من مشاكل عديدة تصنعها ظروفها الإقليمية وموقعها الاستراتيجي ودورها في السياسة الدولية إلا أنها امتلكت قيادة حكيمة انتهجت الديموقراطية خيارا سياسيا واجتماعيا رغم صعوبة هذا الخيار إلا انه يعد الطريق الأمثل لتعزيز الثورة وتحقيق الغايات التي قامت من اجلها..لقد تحول اليمن بالفعل تحولا نوعيا وأيدلوجيا ..لقد صار الناس أكثر ..بالفعل لقد زاد عدد سكان اليمن ..لقد تقلصت الأمراض وزادت الصحة وتطورت معيشة الناس وتعددت الفرص المعيشية والاقتصادية أمامهم .. أصبح هناك الكثير من الطرق ووسائل المواصلات والمدارس والمعاهد والجامعات وهناك فرص عديدة للتعلم خارج البلاد أمام الجميع .. بعد ان كان عدد المتعلمين قليلا جدا وأماكنهم معروفه جدا ويستطيع الباحث عنهم معرفتهم بكل سهولة وحصرهم ..اليوم ازداد الأمر اتساعا بل لقد تغير الوضع تماما. يستطيع الناس اليوم في اليمن أن يتابعوا أخبار العالم.. التقنية والتكنولوجيات متوفرة وتنتشر أكثر بكثير من بعض الدول التي سبقت اليمن بثورتها لقد نجحت اليمن بتعزيز روح المشاركة والبناء بين الشعب والدولة عقب الثورة وهو الأمر الذي لم يكن واردا في عهد الامامه .. هذه كما يقول البروفيسور وعالم السياسة الأمريكي / روبرت بوروز/ جزء من صورة اليمن اليوم إذا ما حق له ان يقارن بين وضعين عاشهما اليمن خلال اقل من نصف قرن . يعد بوروز من أوائل الباحثين والأكاديميين الأمريكيين بل والغربيين الذين قدر لهم أن يزوروا اليمن عقب قيام الثورة مطلع الستينيات من القرن المنصرم ..يقول بوروز- ان الصدفة ألبحته قادته إلى اليمن لزيارة احد الأصدقاء وهو في بلد لم يعرف عنه حينها شيء بل انه يؤكد انه لم يكن قد سمع ببلد اسمه اليمن وأين يقع ومن يعيش فيه وأي نظام يحكمه وهي الأسئلة التي دارت في خلده عندما توجه إليه. ويعد بوروز اليوم واحدا من الباحثين الأكاديميين المتخصصين في دراسة اليمن وله العديد من المؤلفات السياسية عن اليمن وكذلك المحاضرات كونه من المحاضرين المتميزين في هذا الموضوع في عدد من الجامعات الامريكية . ويقوم بوروز حاليا بتحديث دراسة عن التنمية والتحديث في اليمن كان قد نفذها وأصدرها في كتاب في سبعينيات القرن المنصرم توضح مسيرة التنمية والتحديث عقب قيام الثورة ورواد الحركة التنويرية في اليمن ودورهم في الثورة والإعداد لها وقيامها ونوعية الخطط والبرامج التي اعتمدتها الثورة في التنمية وسياسات التحديث والمشكلات التي واجهت اليمن في حينها وفي اعداد برامج التنمية في مجتمع حرم من كل شيء وعاش خارج التاريخ قرون طويله . يرى بوروز ان اليمن الآن يمتلك الكثير من المقومات التي تسمح له باللحاق بركب الحضارات الإنسانية المتطورة والمتقدمة فقد أعتقت الثورة الإنسان اليمني كما يقول ..من ذلك الحرمان الذي واصلت الإمامة فرضه علية بعد الاحتلال العثماني وزادت في السيطرة على منافذ الحياة وعلى فرص التطوير والتحديث ..يوافق بوروز على التشبيه الذي يتداوله الناس والباحثون والقائل بأن الإمامة اغلقة الأبواب أمام اليمن واليمنيين أمام كل محاولات التغيير والتحديث وأمام حركات التنوير والتطور العالمي وأمام حرية الإنسان وحقوقه الإنسان الأساسية .