تحتفل الجمهورية اليمنية مع سائر بلدان العالم يوم الاحد المقبل باليوم العالمي للبيئة الذي يصادف الخامس من يونيو من كل عام بالتزامن مع الإحتفال العالمي بالمناسبة الذي ستحتضنه هذا العام مدينة فرانسيسكو بالولايات المتحدةالامريكية تحت شعار "مدن خضراء" . واوضح الاخ محمود شديوه رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) أن الهيئة ستنظم حفلاً خطابياً وفنياً احتفاءاًَ بهذه المناسبة الاحد بميدان السبعين بصنعاء .. وتدشين حملة التشجير التي تتبناها الهيئة مع أمانة العاصمة في المناطق المحيطة بالأمانة وذلك في إطار احتفال العالم بهذا اليوم تحت شعار "مدن خضراء". وقال ان حملة التشجير تهدف الى عمل حزام اخضر يشمل المناطق المحيطة بأمانة العاصمة، على ان يتم سقي الشتلا ت الحراجية للحزام عن طريق حصاد مياه الامطار , بالاضافة الى الاستفادة من مخرجات الجوامع من المياه . وكشف شديوه ان اليمن حصلت على دعم من مرفق البيئة العالمي لمشروع يهدف الى تشجيع استخدام موارد المياه الغير تقليدية في التشجير ومنها مياه الجوامع "مياه الوضوء" من خلال حصادها الى خزانات منفصلة على ان يتم استغلالها في ري الاشجار والتوسع في التشجير وإنتشار المناطق الخضراء في عموم محافظات الوطن . وفيما يتعلق بالمحميات الطبيعية أكد شديوه انه تم التوصل هذا العام الى جعل منطقتي حوف وبرع محميتين طبيعيتين سيتم الاعلان عنهما في الفترة القادمة.. بالاضافة الى ان الدراسات التي اجريت على منطقتي بلحاف بير علي , وشرمة جثمون الساحليتين سيتم الاعلان عنهما خلال العام القادم 2006م . وكانت الجمعية اليمنية للتوعية وحماية البيئة نظمت بالمناسبة لقاء ضم عدد من الصحفيين وممثلي وسائل الاعلام المختلفة.. للتعريف بالجمعية التي انشأت من اجل نشر الوعي البيئي بين اوساط المجتمع تعزيزاً للإهتمام بالقضايا البيئية والتوعية بحمايتها من التلوث. وأستهدف اللقاء رفع قدرات ومعارف رجال الصحافة والاعلام في جانب التوعية البيئية بما يمكنهم من نشر الوعي البيئي والتعريف بمختلف مفردات البيئة ومخاطر تلوثها وتدميرها وكيفية الحفاظ عليها, وذلك مواكبة للأنشطةالتي تقوم بها وزارة المياه والبيئة والهيئات والمؤسسات المعنية . كما أستهدف إكساب الاعلاميين المهتمين بشئون البيئة المهارات التي يتم من خلالها التخاطب مع المواطنين لرفع مستوى وعيهم البيئي وأهمية الحفاظ على البيئة . وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعلنت اليوم العالمي للبيئة في عام 1972 ليواكب افتتاح مؤتمر استكهولم المعني بالبيئة البشرية, وفي اليوم ذاته اتخذت الجمعيةالعامة قرارا أنشأت بموجبه برنامج الأممالمتحدة للبيئة.. باعتبار قضية البيئة من القضايا الأساسية التي باتت تفرض نفسها على الصعيد الإنساني في ضوء ّ التزايد المستمرّ لعدد سكان الأرض ، وما يرافقه من نزوع دائم للمجتمع نحو التمدّن والعمران، والتمدد السكني والاستنزاف المتزايد للموارد الطبيعية في غياب الوعي العام فضلاً عن تجاهل أو غياب القوانين والشرائع التي تنظم العلاقة بين الإنسان والطبيعة،الأمر الذي حمّل البيئة أعباءً كبيرة وسبّب مشكلات عديدة، تخل بالتوازن الذي يسمح للنظام الطبيعي بتجديد نفسه ضمن دورة الحياةالطبيعية، ما أصبح يهدد مسيرة الإنسانية التي سخّر الله لها الأرض وما عليها. وتشير تقاريرالمنظمات الدولية المهتمة بالبيئة الى ان النظام البيئي في السابق كان وحده هو العامل الأساسي في تلويث الطبيعة..وفي تنقيتها في آن واحد .. في حين أختل حاليا هذا التوازن، وأصبح الإنسان هوالمصدر الأساسي في تلويث بيئته، وزادت قدرته على التلويث بكثير عن قدرة الطبيعة على التنقية. ومع قيام الثورة الصناعية منذ زهاء ثلاثة قرون مضت ازداد عدد السكان وتضخمت التجمعات المدنية، وانتشرت الآلات والمراكز الصناعية، ما سبّب اجتثاثاً لكثير من الغابات والأماكن الزراعية، فازدادت نسبة الغازات السامّة في الهواء والماء والتربة. وقد تنبّه بعض العلماء والمنظمات الناشطة في مجال البيئة منذ وقت مبكر إلى هذا الإختلال والمخاطر التي تهدد البشرية في حال إستمرارية دون معالجة, حيث وقفت وراء الأصوات والدعوات المطالبة بوضع قوانين وسياسات بيئية تهدف إلى الحدّ من مظاهر التلوّث والعمل على إيجاد بيئة سليمة, فتبلورت في ضوء تلك الدعوات في ستينات القرن الميلادي الفائت عدد من المؤتمرات العالمية والتشريعات الدولية الهادفة حماية البيئة .