اليمن وما أدراك ما اليمن, أصل العرب, بلاد الحضارات, وبلاد الأصول العربية العريقة, بلاد الشعر والتاريخ والنغم, بلاد الإصرار, بلاد الأحرار والشعب الذي قدم الوطن على كل النزوات والرغبات والشهوات, وكل ما هو داخل في الجاه والموقع الاجتماعي المرموق والرفيع, أخروا كل هذا وتنازلوا عنه جملة من أجل وطن موحد, ووطن قوي, من أجل حمايته من اختراق أفكار المخاريق واللكع. اليمن عدد سكانه 23 مليون نسمة, وفي الوقت نفسه بين يدي هذا الشعب من غير العسكر 70 مليون قطعة سلاح, والسلاح في اليمن له قيمة اجتماعية لا يقارنها أي ثمن مادي ومعنوي, فحمله وجاهة وموقع اجتماعي كبير, ولا يمكن لليمني ان يتنازل عن السلاح بتلك السهولة التي يتصورها البعض, ولا يمكن أن يستغني عن السلاح إلا في حالة الموت فقط, ولكن اليمنيين بعلو همتهم ورقي نظرتهم البعيدة من أجل أوطانهم ووحدتها, استبعدوا هذا السلاح من مسيراتهم السلمية الوطنية العظيمة والتي تسير من أجل الوطن والعباد والبلاد والمستقبل المنير بإذن الله تعالى, فمن هذا الشعب العظيم الكبير الذي تنازل عن كل ما اعتاد عليه من وجاهة وسلطان شخصي ومصلحة خصوصا من أجل بلاده ووطنه الذي ما أراد له إلا أن يبقى ناصع البياض على مر التاريخ والدهور والعصور. نعم أيها القارئ الكريم, فهذا هو الشعب اليمني الذي تعرفه, إلا رجل واحد شاذ قد شذ عن القاعدة اليمنية, فهو الذي مازال يتمسك بكل ما يسوء وسيئ ويسيئ إلى الأوطان والأهل والأعراض, وهو شاذ عن القاعدة العربية اليمنية العريقة.ولا يحتاج إلى تعريف لانه معروف من الجميع وهو من فضل نفسه على ال¯ 23 مليون يمني اصيل مسالم أراد الخير والرفعة للوطن جملة, وهو من رأى نفسه فوق كل الشعب , وإن اليمن به يكون ومن غيره لا يمكن أن يكون له وجود. كنت في السابق استكثر عليه كيف تنكر للخليج والكويت "سنة 1990 من أجل 20 مليون دولار, ومن أجل سيارتين "بورش" قد سرقتا من الكويت, فهذا ما حدثني به أحد مسؤولو الإعلام يوم زيارتي صنعاء عام 2004 , وكنت استكثر عليه, فلا المبلغ"يسوى والسيارات ما تسوى" ولا العملية أصلا مع رجل مثل" صدام الفتنة "تسوى" ولكن حينما استباح دماء شعبه, أدركت ذلك جيدا, أدركت ما هي الكويت وأهلها عنده. أما دول مجلس التعاون, فلا أدري لماذا الخجل منه ويماطل ليؤكد لمن يريد أن يؤكد له, أنه الوحيد حامي حمى الجنوب الأقصى للجزيرة العربية وممراتها البحرية المهمة والصعبة من الإرهاب العالمي المزيف!َ وهو يزعم: إن الارهاب تمركز في زنجبار, وفي الوقت نفسه زنجبار هذه أقيمت فيها احتفالات كأس الخليج. حقيقة على مجلس التعاون ان تؤسس صندوقا لدعم اليمن ولكن بعد التغيير المرتقب للرقي في معيشتهم الاقتصادية والانتفاع من خبراتهم وايديهم العاملة في كل مجال, ومن ثم دمجهم دمجا كاملا في مجلس التعاون, فهم الأقرب الى أهل الجزيرة العربية من غيرهم, وكيف لا وهم الأصل, فهم أصل العرب, وهم من يحب أهل الخليج بكل دولها, والدول وشعوبها تحبهم حبا جما ولا ينكر ذلك إلا من غالط نفسه والتاريخ, فدول الخليج تحبهم باصولهم وثقافتهم وشعرهم وفنونهم العظيمة الرشيقة, وعملهم الذي من أعظم ما يتصف به الأمانة والصدق, فمن الذكاء أن تحتوي دول مجلس التعاون هذا البلد العظيم وقدراته الواضحة على مر التاريخ والعكس صحيح!