جوع..قتل..إرهاب..ترويع..حمى الضنك..فساد..نهب ..الخ هذا حصاد 33 من حكم رجل غير صالح لبلاد طيبة بشهادة الرب تعالى, أكاد أجزم بأن 33 عام مرت هي ليست سوى كابوس في نوم عميق عايشه شعب اليمن. أيها الناس كيف لا والثورة التي قامت قبل ما يقرب من نصف قرن ولها 6 أهداف أوضح من الشمس ذهبت أدراج الرياح, وها نحن نرى شباب اليمن بعد كل هذه المدة يخرجون للمطالبة برحيل ومحاكمة نائب عميد الاستبداد والدكتاتورية العرب, وإزالة التمايزات القبلية والمطالبة بنظام جمهوري عادل, وكأن الهدف الأول لثورة 26 سبتمبر 1962م لا ينص على "التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات" خلال 33 سنة تراجعت اليمن في ما ينبغي أن يكون العكس وتقدمت في ما ينبغي أن يكون العكس كذلك, والأرقام والتقارير على ذلك لا تخفى على أحد وبضغطة زر تجدها ما ثلة أمامك أما إذا كنت يمني فنظرة لما هو تجاهك تكفي أو نظرة للمرآة تغني, آه يا زبيري آه يا ثلايا آه آه أيها الثوار القدامى لو تعلمون ما ذا أحدث القوم من بعدكم, هل تعلمون أنه وددنا أن نقول: ظلمتم الأئمة وسنوات حكمهم لليمن! أتدرون أن هناك أصوات علت لتقول أن ما حصل في 26 سبتمبر هي عملية انقلابية بامتياز! ولكن لا عليكم سنقول على الأقل أن ثورتكم كانت ملهمة لإزاحة الأئمة الجدد في زمن ثورات الكرامة, نعم هاهي اليمن ومنذ 10 أشهر تنتفض لتعلن ولادة يمن جديد بدت ملامحه يوم خرج شباب اليمن ومعهم بقية فئات الشعب بمختلف انتماءاتهم السياسية ومشاربهم الفقهية وتوزيعاتهم الجغرافية معلنين الثورة مرة أخرى وبرؤى واضحة وإرادة فولاذية لا تلين, وإصرار منقطع النظير,واتضحت الملامح الجميلة أكثر بعد توقيع الطاغية أبو 33 على مبادرة تنص في احد بنودها على تخليه عن السلطة. ثار اليمانيون بعد أن وجدوا أنفسهم فجأة يرددون ما ردده الشاعر البردوني في احدى روائعه الثورية المتجددة: لماذا لي الجوع والقصر لك؟ *** يناشدني الجوع أن أسألك وأغرس حقلي فتجنيه أنت, *** وتسكر من عرقي منجلك لماذا؟ وفي قبضتك الكنوز *** تمد إلى لقمتي أنملك وتقتات جوعي وتدعى النزيه***وهل أصبح اللص يوماً ملك؟ لماذا تسود على شقوتي؟ *** أجب عن سؤالي وإن أخجلك لو لم تجب فسكوت الجواب *** ضجيج يردد : ما أنذلك! لماذا تدوس حشاي الجريح *** وفيه الحنان الذي دللك ودمعي, ودمعي سقاك الرحيق *** أتذكر : يا نذل : كم أثملك!؟ فما كان أجهلني بالمصير *** وأنت لك الويل ما أجهلك! غداً سوف تعرفني من أنا *** ويسلبك النٌبل من نبلك اليوم فقط أقول: اليمن تاريخ وحاضر ومستقبل, كيف لا وخلال الانتفاضة فقط اليمانيون يحوزون على جوائز عربية وعالمية كبيرة .. الدولار يتقهقر أما الريال .. الفساد وأهله ينفرط عقدهم .. الحوار والإخاء والمحبة تطغى .. السماء تمطر, إنها بدايات فقط لاستعادة لقب اليمن السعيد, وإنا لمنتظرون. لشباب الثورة: لم تحصلوا على القافلة والغنيمة لأن الله يريد لكم أن تكونوا أهل الفتح والفرقان.