المفجوع / شاهر سعد لا ادري من اين ابدء هل عزاي لنفسي التي لم يفارقها الحزن والحسرة من يوم مغادرة أحبائي ورفاقي الشهيدين عبد الجليل البركاني و فؤاد المقطري ام ابدء بالتهنيئة لهما وفوزهما بمغادرة هذة الحياة البائسة شهداء في سبيل قضية وطن وثورة سكنتهم حتى النهاية ، وقد وفقا بان أديا رسالة وتركا بصمات لن ننساها ما بقينا وما تركوه من ماثر طيبة في نفوس الناس بكت عليهم الطيور والشجر قبل الإنسان يكفي التربية الصالحة والمهذبة لابنائهم وما غرسوه فيهم من قيم الصبر والتضحية والخلق الرفيع يحسدان عليه ،و برغم معرفتي بهما منذ شهور قليلة عن طريق اخي طيب الصيت رفيع الخلق خفيف الظل طارق سعد رفيقهما الدائم على مدى عاما كاملا .. عاما الثورة منذ طليعتها وحتى اخر لحظة في حياتهم لحظة انقلاب السيارة بهم وهم في طريقم الى تعز للمشاركة بالذكرى الاولى لاندع الثورة 11 فبراير لقد كانوا ثلاثتهم روح واحدة بأجساد ثلاثة ... العزاء الحقيقي لطارق سعد الذي لا يزال بين صدمتين صدمة معاناته الجسدية البالغة اثر الحادث المروع الذي قضيا فيه صديقيه وبين صدمة فراقه توائم الروح ... اقول ربما هي حكمة الله ان يبقى شقيقي ليظل يحمل رسالتهما الثورية والوطنية والإنسانية التي لا تتكرر وليكمل المشوار مشوار ( مرابطون ) وهو الاسم الذي أطلقوه على تكتلهم المرابط بالفعل في ساحة التغيير منذ اكثر من عام وهو السقف والحاضن لأحلام وتطلعات كل من انضم معهم تحت هذا السقف – الخيمة – التي لم يوفر أعضائها جهدا ولا وقتا ولا مالا كما هو حال الشهيد البركاني الذي سخر ماله وتجارته لدعم التكتل وتمويل مطبوعاته وأنشطته من اجل بقائها واستمرارية رسالتها مصرين على المرابطة الثورية وعدم الانجرار للحلول السياسية حين استشعروا ان مؤامرة تحاك على احلامهم وتغدر بارواح شهداء سقط معظمهم امامهم وبين ايدهم وان ثمة ما يخطط لؤاد المشروع المدني الذي نشدوه لقد كنت وفيا بالفعل ايها المناضل الجسور والشيخ الشهم والمعطاء عبد الجيليل البركاني فلحقت بالركب ركب الشهداء ، وأنت أيها العظيم المكافح فؤاد المقطري ( ابن لول ) اعتصرت الما وحزنا وكنت تقول لن تعاد البسمة للشفاه حتى تتحرر البلاد من كامل الطغاة... بالمناسبة لقد قابلت والدتك( لول) وعرفت السر لماذا انت فخور بها وكنيت اسمك بها.. انها انسانة عظيمة وفوق حدود المتوقع شامخة رضية الانوار تشع من وجهها الرضى والايمان والعقل والحكمة منطقها ..لقد تسمرت وانا اتأمل لها وهي تشد من ازر رفيقكم طارق طريح الفراش في احدى مشافينا سيئة الخدمة واليوم تغادر الى مكه لاداء العمرة لتدعو لطارق بالشفاء وللشهيدين بالمغفرة والرحمة وجنة الخلد أحبتي اعذروني في الجعبة كلام كثير لا يمل ولا يتسع له هنا ويداي ترتجفان والقلم يكاد يتوقف والدمع محبوس في الماقي والقلب يقطر دما ... لهذا سأكتفي بالقول سلاما عليكما يوم ولدتما ويوم اسشهدتما ويوم تبعثان احياء او كما قال سيد البشرية عند فراقه لولده ابراهيم : لن اقول الا ما يرضي الرب ان العين لتدمع وان القلب ليخشع وان لفراقكما لمحزونون يا فؤاد ويا عبد الجليل .