حقيقة كنت أحضّر مقال الأسبوع للإنجاز العظيم الذي حققته القيادة الحكيمة بدحر فلول القاعدة التي بدت كورق هش مهترئ تجر أذيال الهزيمة، إلا أن خبر اغتيال قائد المنطقة الجنوبية سالم قطن ملأ سماء عدن بالحزن وملأني بحزن وقلق على مستقبل وأمن الوطن. ولم أعد أمتلك الحماس للكتابة عن النصر المحقق في أبين، ليس لأن هذا النصر لا يستحق تمجيده، وإنما خبر الشهادة غيّر مسار القلم عندي. ولو كان هذا النصر في عهد النظام السابق لكان خصص له يوم احتفال سنوي كمل فعل بيوم 7 يوليو1994انتصار الشرعية الدستورية على دعاة الانفصال. سيزيدنا هذا الترهيب القاعدي إيماناً بالقضاء عليها حتى آخر رمق, ويزيد من قطعوا الوعد في الاستمرار بالوقوف إلى جانب الرئيس هادي, ولن تخيفهم مخططات المتآمرين على اغتيال الوطن؛ فقد كشفت أوراقهم أمام العالم, بل سيزيدهم أيماناً بدحر كل المتآمرين على الوطن. لا يسعني القول هنا إلا رحمة تغشاه وإلى جنة الخلد شهيداً مكرماً, ولو يعلم الذين في قلوبهم مرض تأخر شهادتهم حتى يمدهم الله عمراً لا لكي يهنأوا بل ليشهدوا عذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة وتسوء خاتمتهم, والجزاء من جنس العمل. الحالة الثورية ليس انتفاض الجموع على الفرد الحاكم فقط بل هي أيضاً حالة مستمرة مصحوبة بوتيرة من الإرهاصات, التي تحتم على المرء كما يحاسب الآخرين يحاسب نفسه، وتأتي هذه الانتفاضة على سلبية الذات ومحاسبتها والثورة على كل ما هو سلبي ومقيت, وكل عاجز وفاشل وفوضوي. هي مد يتعالى بتعالي الأهداف وسموها وغير قابلة للنكوص والتراجع؛ فالانتفاضة على الذات السلبية التي تسكننا حالة ثورية، والانتفاضة على العادات السيئة أيضاً حالة ثورية ليست بحاجة إلى دعم إقليمي أو أممي، فهي نابعة من تهذيب وتشذيب الذات. ما أحوجنا إلى الارتقاء في القول والفعل، ونبذ كل العادات القبيحة والأفكار الشريرة!. مقال السيدة الفاضلة الرائعة والعزيزة إلى قلبي رشيدة القيلي: (نذرتُ أن أزوج زوجي بمصرية لو فاز مرسي!), يزيدني يقيناً إخلاص هذه السيدة لمبادئها وتوازنها ونضوجها السياسي والعقائدي، وإني لأرى أنها قصدت بذلك حبها الشديد وولاءها وانتماءها لحزبها, والإخلاص في العمل. صحيفة الجمهورية*