تحرص الدول التي تحترم شعوبها على تشجيع الشباب المبدع من ابنائها فهم عماد الحاضر و المستقبل ..,لهذا سعدنا جميعا بالقرار الذي يقضى بتعين الفائزين بمسابقة جائزة رئيس الجمهورية الشبابية في وظائف حكومية.., اذ مثل هذا القرار خطوة ايجابية نحو تشجيع الشباب ودعمهم وحمايتهم من الانخراط في الافكار او التنظيمات الهدامة , كما مثل القرار استشعار كبير من الدوله بأهمية دور الشباب في المجتمع واهمية الوقوف الى جانبهم ودعمهم وتشجيعهم , وما زاد من سعادتنا بالقرار سرعة السير في تنفيذه من قبل الجهات صاحبة الاختصاص حيث قامت وزارة الخدمة المدنية بتوفير 15 وظيفة لهؤلاء المبدعين من الشباب .., وتفاءلنا جميعا بان عهد جديد سوف يبدأ فعلا .. وان عهد القرارات التي ترحّل الى الادراج والخزانات المغلقة قد ولّى بلا رجعة .., خاصة وان الخطوة الاخيرة من تنفيذ القرار كانت بيد صخر الوجيه وزير المالية ذلك الذي لطالما تبنى قضايا الشباب والدفاع عنهم قبل قيام ثورتهم المباركة والتي بقيامها وصل هو الا مقعد وزير المالية .., • لهذا كانت دهشتنا كبيرة عندما اوقف الوجيه – ولا اريد ان اقول رفض – اصدار الفتوى المالية لهؤلاء الشباب بحجة ان الميزانية لا تسمح .., • قرار الوجيه مثل صدمة لنا وتبريره مثل صدمة اكبر ..,فهل عجزت الميزانية عن توظيف 15 شاب مبدع في حين يعلم سيادته انه الشيخ صادق الاحمر استخرج امر رئاسيا بتجنيد 3000 شخص وتم تجنيدهم فعلا..فمن اين جاءت الميزانية لهؤلاء الاشاوس ام ان الميزانية تتوافر لأشخاص ولا تتوافر لأخرين..؟ • وهل تناسى الوجيه مواقفه السابقة باسم الشباب والدفاع عن الشباب .. ام ان لكل وقت اذان .. ولكل مقام مقال ..؟!! • ان الوجيه يعلم انه بقراره هذا لم يضرب عرض الحائط بالتوجيهات وحسب بل ضرب بآمال جيل كامل من الشباب عرض الحائط .., فالقضية ليست في 15 وظيفة لشباب مبدع تم ايقافها وانما هي في موقف متوارث من الشباب الكادح في الوطن الذي لا حظ لهم فيه ما لم يكنوا من زمرة حمران العيون ..والمطلوب من هؤلاء الشباب الصبر وتجرع العلقم .., وعدم الانحراف او الهجرة الى دول تمتهن انسانيتهم وتهين كرامتهم .. فكيف يمكن ان يحدث ذلك ؟ • انني لا اظن الاستاذ صخر الوجيه يجهل ابد ان ثورة الشباب – التي اوصلته الى كرسي الوزارة – قامت ضد سياسة " حمران العيون ".. • ومن الواضح الان ان الثورة لم تنجح سوى في تغيير الاشخاص وليس السياسات والافكار .. • وما اشبه الليلة بالبارحة.