في ضؤ ما تمر به اليمن من ظروف عصيبة و تجاذبات لولبية و عصابات إنتهازية يتسأل المراقبون هل لهذا الشعب كلمة؟! وهل ستأتى لحظة يأخذ فيها رأيه بعين الاعتبار؟ أم سيظل المواطن اليمنى يلهث خلف هذا و ذاك دون وعى و إدراك ليزج بنفسه في الهلاك و في دمار وطنه تحقيقاً لرغبات أطراف جامحة ليس لها من مصلحة سوى إثارة الفوضى في البلد؟! ما يحدث حالياً في الساحة اليمنية من نعرات حزبية و مناطقية و طائفية و مظاهرات فوضوية و تصفيات لوبيات سياسية خير دليل على رغبة أطراف في إذكاءنا و الفتنة و إبقاء اليمن في حالة من النزاع المستمر. من هنا تتفجر براكين الألم و نحن نرى المواطن اليمنى يجرى خلف سراب حزبي و طائفي و مناطقي و يشارك بتدمير وطنه لصالح أطراف و جماعات متنفذه و خارجة عن القانون فيتحول المواطن و الوطن إلى ضحية للرغبات الشخصية التى يرسمها تجار السياسة؟ لا أدرى مالذى يجعل المواطن اليمنى يستخف بعقله و قدراته و إمكاناته؟ و لماذا يضل صامت عن قول الحق و قول رأيه الصائب في مصلحة الوطن؟ و لماذا يبقى مجرد دمية في أيدى أصحاب النفوذ الذين يستغلون جهله فيستخدمونه أداة لتدمير الوطن و ممتلكاته؟! من المؤسف حقاً أن يتجاهل المواطن اليمنى معاناته و عجزه عن توفير سبل الحياة الكريمة ليحقق و يشارك في تحقيق رغبات أصحاب النفوذ ! كم أحلم أن أرى اليوم الذى يكون فيه المواطن اليمنى سيد نفسه و رأيه يعمل من أجل وطنه، و مصلحته العليا و أن يقدس الوطن و هويته عن كل ماسواه! و كم نحن بحاجة اليوم إلى جيل قادر على صناعة مستقبله الأفضل متسلحاً بالعلم و الفكر و الثقافة جيلاً يدافع عن حقوقه و عن كل القيم السامية و لنجعل من الحكمة اليمانية شعاراً يتجسد في كل أعمالنا و تصرفاتنا.