لم تعد مراكز النفوذ والقوة في الشمال اليوم ، بنفس مستوى أدائها في الأمس ، إذ كانت طوال عقود تتقارب وتتحالف وتتآلف وتجتمع حول مصالحها ، مُصدرة الحروب والإنقسامات لمناطق أخرى من اليمن ( الوسط ثم الجنوب ) وكذلك إثارة حروب القبائل في مختلف محافظات الجمهورية . قوى الشمال تتقاتل وتتصارع بقوة ووحشية مُحرقة الأخضر واليابس ، فيما الشعب يدفع ثمن صمته ورضاه وتطبيله وإنقسامه ، والواضح أن إتفاق تلك القوى مجددًا كما يعتقد البعض لم يعد ممكنًا ، لذلك تتعمد دول التحالف ترك قوى الشمال تتصارع وتتقاتل لهدف قد يكون إنهاكها واستنزافها حتّى تنتهي بقتل بعضها ، وإن طال الوقت وكثر الضحايا وازداد الخراب ، فالهدف في النهاية موت قوى الخراب والفساد والدمار . تم تطهير الجنوب بسرعة وقوة وهمة عالية وذلك أمر أفرحنا وأسعدنا جميعًا ، غير أن تعاطي التحالف مع الشمال بدى مختلفًا ومتأخرًا كما هو واضح ، وبرغم إستماعي وقرائتي لكثير من التحليلات والتبريرات الواهية ، إِلّا أني لم أجد غير تفسير واحد . دعوهم يتقاتلون ويتناحرون حتى ينتهون جميعًا ، ثم بعد ذلك سيتم التعامل مع الحدث كما يقتضي المشروع القادم . الوطن اليمني في النهاية تحول ل ( فأر تجارب ) سيتم تجريب عدة طرق معه حتى يصل ( المجربون ) لوصفة مناسبة تتوافق وتنسجم مع رغباتهم وبعد ذلك إستسلام القوى التي جلبت لوطننا الدمار والقتل والخزي والعار . لا تلوموا أحد فاللوم يقع علينا كشعب ، فطالما أنّا تركنا تلك القوى ( تسلخنا سلخًا ) طوال عقود ، مقدمة وطننا وشعبنا ( لقمة سائغة ) للآخرين ، فعلينا تحمل المسؤولية بشجاعة وقوة ، فالأعذار والحجج والتبريرات لم ولن تقدم شيئًا يذكر على طريق الخلاص والخروج من معمل التجارب .