لا يمكن للشخص ( امرأة او رجل ) ان يكون علماني مالم يحز على قدر كبير من الثقافة والمقدرة على الاطلاع وان يستقى معارفه من مصادر مختلفة وربما متضادة، العلماني كائن مهموم حتى بطريقة تحرك زوبعة الرمال الصغيرة دون ان يحاول ان يتنبأ بحركتها واتجاهها. في اليمن، غالبية الشعب جاهل، والجهل هنا لا يقصد به عدم المقدرة على القراءة والكتابة، ولكن يقصد به الجهل المعرفي المتنوع، فمعطيات التعليم تستقي معرفتها من كتاتيب القرون الوسطى، وبيئة المجتمع المنغلقة التي تعتقد ولسبب أجهله بأن عاداتها هي أروع ما انتجته البشرية تجعل من الصعب إيصال الصورة الحقيقية للمدنية العصرية. المأزق الفعلي هو الخوف من ان يكون العلماني كائن نخبوي، لا يتحدث إلا مع نظيره او مع نفسه في كثير من الأحيان وان يعيش خلف ستائر ثقيلة بحجة ان المجتمع لا يستحق ان يكلف المرء نفسه عناء الحديث اليه لأنه وبكل الأحوال لن يفهم. تبسيط العلمانية والابتعاد عن استخدام المفردات الغريبة عن الأذن والأهم هو عدم السخرية من الآخرين بسبب عدم مقدرتهم استيعاب ما يقال، هي أمور مهمة جدا، ولا يجب ان ننسى بان العلماني ما هو إلا شخص يريد ان ينهض بما حوله قدر المستطاع وان هذا النهوض لن يحدث إلا بعد يؤمن الجميع بأهمية العلمانية وصدق توجهها وعدالتها القائمة على المواطنة .