أكدت مصادر عسكرية يمنية أن قوات الجيش التي تخوض معارك عنيفة مع مسلحي أنصار الشريعة الذراع اليمنية لتنظيم القاعدة في محافظة أبين الجنوبية، استعادت العديد من المواقع الإستراتيجية في ضواحي مدينتي جعار وزنجبار، بعدما ظلت لشهور خاضعة لسيطرة المسلحين، في اليوم الثالث للمواجهات التي استمرت أمس الاثنين في ضواحي المدينتين، وأدت بحسب حصيلة أولية إلى مقتل أربعة جنود وإصابة سبعة فيما قدر عسكريون عدد قتلى القاعدة ب 37 قتيلاً . وشنت مقاتلات تابعة لسلاح الجو اليمني غارات على معاقل المتشددين في مدينتي جعار وزنجبار ،بالتوازي مع قصف مدفعي وصاروخي شنته قطع بحرية يمنية وأجنبية راسية قبالة السواحل اليمنية الجنوبية في خليج عدن . وقال عسكريون ل “الخليج” إن وحدات الجيش التي تحركت من المحورين الشرقي والغربي تقدمت أمس باتجاه مدينة زنجبار مع محدودية المقاومة من مسلحي التنظيم الذين كانوا متحصنين في ضواحي هذه المدينة، فيما شهدت هذه المناطق مواجهات متقطعة وأن الجيش ربما يصل إلى مركز المدينة في غضون ساعات . وتقدمت قوات من اللواء 201 واللواء 25 مشاة ميكانيكي إلى منطقة أبو عثمان الواقعة في الضواحي الشرقية لمدينة زنجبار وتمركزت فيها استعدادا لعملية اقتحام المدينة . وأكدت وزارة الداخلية اليمنية أن الإرهابيين فروا من مواقعهم على وقع ضربات الجيش ،وأن كثيرا منهم أخلوا بعض المواقع من دون أية مقاومة . فيما أكد أطباء في عدن ل “الخليج” أن مستشفيات المدينة استقبلت جثث ضحايا من الجنود والمسلحين في المواجهات الحاصلة منذ السبت الماضي . توقعت مصادر عسكرية أن يخوض الجيش مواجهات سهلة في مدينة زنجبار، مع انتقال كثير من المسلحين إلى مدينة جعار ذات التضاريس الجبلية . وتعهد قادة في التنظيم الأصولي “استمرار المجاهدين في القتال حتى الرمق الأخير” . وأكد مقاتلون من اللجان الشعبية التي تساند قوات الجيش أن العديد من مسلحي التنظيم “فروا باتجاه مركز مدينة زنجبار فيما شوهدت عربات وناقلات تنقل مسلحين باتجاه مدينة جعار” . وفي جبهة جعار أكد عسكريون ان كتيبتين من الجيش معززتان بالسلاح الثقيل والمتوسط تمركزتا أمس في منطقة الجبلين ،التي تبعد عن مدينة جعار خمسة كيلو مترات، في عملية التفافية لتسهيل عملية وصول قوات الجيش إلى منطقة الروة المطلة على مدينة جعار من سائر الجهات . وجاء ذلك بعد مواجهات متفرقة بين الجيش ومسلحي التنظيم في منطقة الحرور أوقعت قتلى وجرحى من التنظيم وأجبرت بقية مسلحيهم على التراجع بعد تدمير الجيش معاقل وآليات حربية في هذه المنطقة . وإلى ذلك أكدت وزارة الداخلية اليمنية أن عمليات المعاينة لمواقع الغارات التي شنتها طائرات حربية يمنية وأمريكية من دون طيار على معاقل مسلحي القاعدة في محافظة مأرب كشفت أن اثنين من بين قتلى الغارة سعوديان فيما تعرفت السلطات على هوية يمنيين . وأعلنت اللجنة العسكرية دعمها لقوات الجيش التي تخوض مواجهات قوية مع العناصر الإرهابية بالتعاون مع اللجان الشعبية في زنجبار وجعار والمواقف الحازمة المتخذة عن طريق استئصال منابع الإرهاب وعناصره الإرهابية الإجرامية .
