رحب حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان باعلان حكومة جنوب السودان طرد قوات وقيادات ما يسمي بالجبهة الثورية المعارضة ، وعبر عن أمله في الوقت نفسه أن تتبع جوبا الخطوة بشواهد عملية علي الارض. وقال ياسر يوسف نائب أمين الاعلام والتعبئة والناطق الرسمى باسم الحزب فى تصريحات صحفية إن القطاع السياسي للحزب استمع امس لتقرير مفصل حول سير جولة التفاوض بين وفدي السودان ودولة الجنوب بأديس أبابا. وأضاف "إن إلحاق الاعلان باجراءات على الارض يساعد على المضي قدما في معالجة القضايا التى يحويها الملف الامني بين البلدين. وأشار الى استمرار الخروقات من قبل الجيش الشعبي باستمرار الاعتداء حتى صباح امس على عدد من المناطق داخل الحدود السودانية. من جهة ثانية ، اعتبر نائب أمين الاعلام بحزب "المؤتمر الوطني" قرار الحكومة بطرد عدد من المنظمات الدولية العاملة بالبلاد أنه "اجراء روتيني" استند على عجز هذه المنظمات على تنفيذ ما التزمت به وما فوض اليها من مهام ، نافيا أن يكون للقرار أي ظلال سياسية. وحول مطالبة بعض مجموعات الضغط الرئيس الأمريكي باراك أوباما بفرض المزيد من العقوبات والتضييق على السودان ، أشار الى أن الضغوط الامريكية لم تتوقف عن بلاده منذ عقدين من الزمان وقابلها بعزيمة وصبر الشعب السوداني المتفهم لما يواجهه من تحديات واستهداف. وأضاف الناطق أن السودان قابل كل هذا بموضوعية مع المجتمع الدولي والامم المتحدة على وجه الخصوص، وقال "إن قرارات أمريكا لم تخيفنا فى السابق ولن ترهبها فى المستقبل". وأكد ياسر يوسف نائب أمين الاعلام والتعبئة والناطق الرسمى باسم الحزب الحاكم حرص الحزب على التنسيق المشترك مع سلطة اقليم دارفور برئاسة دكتور التجانى السيسي من أجل تنفيذ اتفاق سلام الدوحة وإلحاق كل الحركات التى لم توقع على الوثيقة من أجل تحقيق الاستتباب التام للامن والاستقرار في الاقليم. كما أكد الحزب حرصه على تقديم الدعم السياسي والتنفيذى لولايات دارفور حتى تصل لمستوى متقدم فى الاستقرار السياسي والتنموي. وأوضح الناطق أن القطاع السياسي للحزب استمع كذلك في اجتماعه امس لتقرير مفصل حول سير المفاوضات التى تجري مع دولة الجنوب بأديس أبابا. وجدد الحزب التزامه بكل الاتفاقات السابقة والالتزام المستمر بالتشاور والتنسيق الكامل مع الآلية رفيعة المستوى للاتحاد الافريقى. وعبر عن أمله في أن تتواصل الجهود وتحقيق اختراق حقيقي فى ملفات التفاوض، وجدد التأكيد على ضرورة حسم الملف الامني أولا ليمثل المدخل لبقية الملفات. وأشار الناطق باسم الحزب الحاكم الى أن الاجتماع استعرض كذلك الوضع الاقتصادي بالبلاد والجهود الجارية لمحاصرة المشاكل الاقتصادية الطارئة للخروج منها برؤية موحدة . من جهة أخري تعهد مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق أول مهندس محمد عطا المولى عباس بأن لايتخلف الجهاز عن الركب، قائلاً إن جنوده سيقاتلون ويخوضون كل المعارك القادمة في دارفور والحدود مع جنوب السودان مهما تطلبت من أسلحة. وقال عطا خلال مخاطبته الاحتفال الذي نظمته الهيئة الشعبية للتواصل الثقافي والاجتماعي بالتنسيق مع اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار بولاية الخرطوم إن الشعب السوداني لايهزم عندما تكون المعركة في مواجهة عزته وكرامته، داعياً إلى استمرار عمليات التعبئة والاستنفار لمواجهة جميع التحديات حتى تستمر مسيرة التنمية. وأضاف "أن الأعداء اعتقدوا أنهم عزلوا القوات المسلحة من محيطها والقوى الدافعة لها من الشعب السوداني ليواجهونها وحدها في جبهة طويلة من النيل الأزرق إلى غرب دارفور". وقال إن الأعداء إذا كانوا يعتقدون أن هناك قوى كبرى في الأرض تدعمهم فإننا موصولين بحبل الدين المتين. وتعهد عطا بأن تقدم القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى الدرس تلو الآخر للأعداء حتى يتراجعوا عن ما هم فيه. وقال: "سنضع أنفسنا تحت إمرة قائد البلاد الرئيس عمر البشير وأينما وجهنا سنخوض معه كل المعارك". في سياق آخر اكد المتمردون في ولاية جنوب كردفان السودانية انهم قتلوا او اصابوا قرابة مئة جندي سوداني الجمعة الماضية . وذكت تقارير صحفية ان المتحدث باسم متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال ارنو نجوتولو لودي اعلن ان المواجهات التي وقعت قبل بضعة ايام على الذكرى السنوية لبدء المعارك في الخامس من يونيو 2011، دارت بين المتمردين وقوات الامن التي حاولت استعادة السيطرة على قريتين في منطقة العباسية (شمال شرق ولاية جنوب كردفان). وأشارت التقارير انه تعذر الاتصال بالمتحدث باسم الجيش السوداني للتعليق على اقوال المتمردين. يذكر انه من الصعب التحقق من حصيلة قتلى المواجهات من قبل مصادر مستقلة في المكان وغالبا ما يعتبرها المحللون غير موثوق بها. واضاف المتحدث باسم المتمردين ان القوات الحكومية "شنت هجوما على اثنين من مواقعنا"، مشيرا الى ازالة 48 جثة جندي من مكان المواجهات في الوقت الذي افادت فيه معلومات "من مصدر داخلي من الفرقة" عن سقوط خمسين جريحا ، وأضاف لودي ان متمردا قتل في الاشتباكات.