غزة- العرب أونلاين- مروان المجدلاوي: اتشح قطاع غزة الثلاثاء بالسواد حدادا على أرواح شهداء أسطول الحرية الذين سقطوا برصاص عصابة الكومندوس الإسرائيلية في البحر المتوسط، فيما توالت ردود الفعل العربية والدولية على الجريمة، وبينما أعلنت مصر فتح معبر رفح دون سقف زمني، كان الموقف التركي الأكثر دويا وبلغ حد التلويح بقلب الصفحة مع إسرائيل. ومازالت أصداء ردود الفعل على الجريمة المنكرة تتوالى من مختلف أصقاع العالم، وعلى الرغم من البيان البارد الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي مساء الإثنين، دعت معظم الدول إلى ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة المنكوب، كما طالبت منظمات بضروة إنزال العقوبات بإسرائيل جراء ما اقترفته بحق المتضامنين الأجانب. وفي أنقرة كان الموقف الأقوى، حيث حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إسرائيل من اختبار صبر تركيا. ونصح الجانب الإسرائيلي بعدم ارتكاب "مثل هذه الأخطاء مع تركيا لان الثمن سيكون باهظا جدا". وأكد في خطاب ساخن أمام البرلمان أن ما ارتكبته إسرائيل من سفك لدماء الأبرياء المشاركين في "أسطول الحرية" عمل دنيء، مشيرا الى أنه يتعين على الجانب الإسرائيلي إدراك العواقب وألا يواصل ارتكاب "مثل هذه الحماقات". وحذر أردوغان من تحدي تركيا أو اختبار صبرها أو فقدان صداقتها، وقال إنه إذا "أردتم تركيا عدوة فإنها ستكون عنيفة وقاسية". وأوضح اردوغان أن إسرائيل بهجومها على "أسطول الحرية" انتهكت القوانين والأعراف الدولية والإنسانية. وقال إن هذه السفن كانت تحمل مساعدات إنسانية للفلسطينيين المحاصرين في غزة، وكانت تقل أناسا من جنسيات وأديان مختلفة "أتوا لنصرة الضعفاء والمظلومين". وأضاف أن تركيا ليست دولة فتية أو دولة عديمة الجذور بل هي دولة لها تاريخ وحضارة، ولن تمر هذه الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل ضد الضمير الإنساني بسلام. وأوضح أن أنقرة قامت باتخاذ عدة إجراءات عقب الهجوم على "أسطول الحرية" حيث تم استدعاء السفير التركي من تل أبيب، وتم إلغاء مناورات عسكرية كان من المقرر إجراؤها مع إسرائيل. وأضاف أن من يتغاضى عما تفعله إسرائيل من عنف سيكون متواطئاً، وشدد على أن تركيا لن تتجاهل فلسطين ولن تتوقف عن دعم غزة. إلى ذلك ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الثلاثاء أن الرئيس المصري حسني مبارك قرر فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة أمام المعونات الانسانية. وقالت إن القرار صدر "في إطار تحرك مصر لرفع المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة". ويأتي هذا القرار غير المسبوق منذ نحو ثلاث سنوات، عشية اجتماع استثنائي سيعقده وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأربعاء للاتفاق على خطة تحرك عربية بعد الهجوم الاسرائيلي على "اسطول الحرية". ورغم حالة الغضب من جريمتها، توعدت إسرائيل مجددا باستخدام القوة ضد سفينة ايرلندية تبحر في المتوسط ويتوقع أن تصل الأربعاء إلى قطاع غزة، وذكرت إذاعة الاحتلال، "أن الجيش سيستخدم القوة ضد سفينة "ريتشل كوري" التي انطلقت من أيرلندا وتتقدم ببطء في المياه الدولية بالبحر المتوسط نحو قطاع غزة وتقل على ظهرها نشطاء مؤيدين للفلسطينيين"، وقالت الإذاعة إنه من المرجح أن يستولي الجيش على السفينة الأيرلندية ويمنعها من الوصول إلى قطاع غزة. وقال قائد في البحرية الإسرائيلية إن قوات البحرية مستعدة للتصدى لسفينة مساعدات أخرى متجهة إلى غزة، مستخفا بتكهنات بأن عناصر قوات الكوماندوز سيتفادون الدخول في مواجهة جديدة بعد أن انتهى تصديهم لسفن "أسطول الحرية" الإثنين إلى حدوث مجزرة استشهد فيها نحو 16 متضامنا وأصيب ما لا يقل عن 30 آخرين.