تعهد نشطون يوم الثلاثاء بمحاولة كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة بسفينة أخرى تتجه الى القطاع الساحلي في الوقت الذي توعد فيه ضابط إسرائيلي بايقافها مما يعد المسرح إلى مواجهة جديدة بعد مواجهة امس الاثنين الدامية. وقال منظمون ان السفينة ريتشل كوري التي اشتراها نشطون مدافعون عن الفلسطينيين وأطلقوا عليها اسم الأمريكية التي قتلت في قطاع غزة عام 2003 أبحرت من مالطا يوم الاثنين. وتقل السفينة 15 نشطا من بينهم أيرلندية شمالية حاصلة على جائزة نوبل للسلام. وقالت جريتا برلين النشطة من حركة غزة الحرة التي تتخذ من قبرص مقرا لها لرويترز "نحن مبادرة لكسر الحصار الإسرائيلي على 1.5 مليون في غزة. مهمتنا لم تتغير وهذه لن تكون القافلة الأخيرة". وقال قائد في البحرية الاسرائيلية يوم الثلاثاء ان قوات البحرية مستعدة للتصدي لسفينة مساعدات أخرى متجهة الى غزة مستخفا بتكهنات بأن رجال الكوماندوس سيتفادون الدخول في مواجهة جديدة بعد ان انتهى تصديهم لسفينة تركية يوم الاثنين نهاية دامية. ونقل راديو الجيش الإسرائيلي عن لفتنانت في البحرية الاسرائيلية لم يذكر اسمه قوله انه يتوقع عملية سهلة للسيطرة على السفينة. وقال اللفتنانت "نحن كوحدة ندرس وسنجري تحقيقا مهنيا للوصول الى نتائج" مشيرا الى الواقعة التي قتل فيها أفراد وحدته بالرصاص تسعة من النشطاء الدوليين على متن سفينة تركية. وأضاف "سنكون أيضا مستعدين لريتشل كوري". وقال راديو الجيش الاسرائيلي ان السفينة ريتشل كوري ستصل الى مياه غزة يوم الأربعاء لكن برلين قالت ان السفينة قد لا تحاول الوصول الى غزة قبل مطلع الأسبوع القادم. وقالت في اشارة الى سفينة الشحن وحمولتها 1200 طن "لن نرسلها على الأرجح حتى يوم الاثنين او الثلاثاء (القادمين)". وقالت منظمة بردانا للسلام العالمي في بث على الانترنت من ايرلندا يوم 20 ابريل نيسان ان حركة غزة الحرة التي تعارض الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة الذي يعيش فيه 1.5 مليون فلسطيني اشترت السفينة ريتشل كوري لتصبح واحدة من السفن المشاركة في قافلة المساعدات. وفي السياق،أمر الرئيس المصري حسني مبارك الثلاثاء بفتح معبر رفح الى اجل غير مسمى لاسباب إنسانية قبل ساعات من اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية لبحث التحرك على الساحة الدولية غداة الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية الذي أثار غضبا واسعا في الشارع العربي. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية ان الرئيس مبارك "اصدر تعليماته بفتح منفذ رفح لإدخال المعونات الانسانية والطبية اللازمة الى قطاع غزة وكذا استقبال الحالات الانسانية والجرحى والمرضى التى تتطلب عبورها الى الاراضى المصرية". وأضافت ان هذا القرار "يأتى فى إطار تحرك مصر لرفع المعاناة عن ابناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة". وفي رفح، قال مصدر امني لوكالة فرانس برس ان "معبر رفح فتح بالفعل اليوم اعتبارا من الساعة 13,30 بالتوقيت المحلي بعد وصول تعليمات بذلك". واكد المصدر "لم تتضمن التعليمات الواردة إلينا أي موعد لإغلاق المعبر". ويأتي القرار المصري غداة الهجوم الإسرائيلي على "اسطول الحرية" الذي اوقع تسعة قتلى على الأقل بين الناشطين الدوليين واثار عاصفة من الانتقادات الدولية والتنديد العربي. وكان معبر رفح يفتح خلال الشهور الأخيرة يوميا اسبوعيا فقط وبشكل غير منتظم لعبور المرضى والعائدين من الخارج واغلقت مصر معبر رفح منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في منتصف حزيران/يونيو 2007 بعد الاقتتال بينها وبين حركة فتح وطرد قوات السلطة الفلسطينية وانسحاب مراقبي الاتحاد الأوروبي. ومنذ ذلك الحين، طالبت حركة حماس مرارا مصر بفتح معبر رفح ولكن القاهرة كانت متمسكة باتفاقية مبرمة بين اسرائيل والاتحاد الاوروبي والسلطة عام 2005 حول تشغيل هذا المنفذ البري وتقضي بخضوعه لإشراف قوات السلطة الفلسطينية ومراقبين مدنيين من الاتحاد الأوروبي. ويعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين مساء الثلاثاء يهدف، بحسب الأمين العام للجامعة عمرو موسى، الى "اتخاذ موقف عربي موحد" ازاء الهجوم الاسرائيلي ويأتي اجتماع الجامعة العربية في سياق تحركات دبلوماسية على الصعيد الدولي بدأت مساء الاثنين باجتماع مجلس الأمن الدولي الذي اصدر بيانا رئاسيا دعا فيه إلى "البدء بلا تأخير بتحقيق محايد يتمتع بالمصداقية والشفافية ويتطابق مع المعايير الدولية.